قانون الفنان .. مطلب يفرض نفسه مجددا في الجزائر

عاد مطلب استحداث قانون أساسي للفنان في الجزائر، بقوة إلى الواجهة بمناسبة إحياء الفنانين الجزائريين ليومهم العالمي هذا الثلاثاء.
ويجمع مختلف فاعلي الساحة الفنية في الجزائر على أنّ غياب قانون الفنان، يجرّد الأخير من أي حماية اجتماعية ومهنية ويحرمه من كل حقوقه، ما يجعل من القانون إياه رهانا يفرض نفسه بقوة.
وللعام الخامس على التوالي، لا يزال قانون الفنان دونما تجسيد رغم ارتفاع الأصوات المطالبة باعتماده منذ العام 2005، وهو فراغ تعزوه وزارة الثقافة إلى افتقاد الفنانين إلى تنظيم يمثلهم، حيث تركّز وزيرة الثقافة خليدة تومي على عدم وجود منظمة للفنانين وتُعنى بالمفاضلة بين الفنان المحترف ونظيره الهاوي، وهو ما سعت الوصاية – تضيف تومي – لتجاوزه من خلال اقتراح استحداث مجلس وطني للفن والثقافة.
وتكشف تومي في هذا التصريح لـ”القناة الإذاعية الثالثة” عن وجود مرسوم يؤطر المجلس إياه ولا يزال حسبها في طور النقاش:

من جهتها، جدّدت النقابة الوطنية للفنانين دعوتها إلى سن قانون للفنان يضمن حقوقه وواجباته.
بهذا الصدد، أكّد “عبد القادر حدوش” الأمين الوطني المكلف بالتنظيم على مستوى النقابة، أنّ الأخيرة بصدد الانتهاء من مشروع قانون ستعرضه على الوزارة الوصية.
وبرسم ندوة صحفية عقدتها نقابة الفنانين اليوم، اعتبر حدوش أنّ وضع القانون المذكور من شأنه إنعاش الفن في الجزائر، وإعطاء الفنان المكانة التي يستحقها داخل المجتمع، كما سيسمح بحماية الفنانين الحقيقيين، على حد تعبيره:

وفيما تطالب النقابة الوطنية للفنانين بإشراكها في جميع القضايا التي تخص الفنان، على غرار إعداد القانون الأساسي والحقوق الفنية والفكرية، يركّز “عبد الحميد لعروسي” رئيس الاتحاد الوطني للفنون الثقافية، بدوره، على الظروف القاسية التي يحياها عديد الفنانين، ومعاناة هذه الشريحة الحية من مصاعب حياتية جمّة، وهو ما يؤكد عليه في تصريحه لـ”القناة الإذاعية الأولى”:

وعلى منوال ممثل النقابة، يؤيد كل من المسرحي محمد عباس، والسينوغرافي “عبد الغني شنتوف” والموسيقار “محمد سوتو”، أهمية تسريع سنّ قانون فعال يحمي الفنان ويوجه قطاع الثقافة كسبيل لتقويم الأخير وحل المشاكل الحقيقية التي تجابه المبدعين.
ويرى لخضر ولد ستي الأمين العام للنقابة الوطنية للفنانين، أنّ عموم محترفي الخشبة والريشة وتوابعهما، لا زالوا يفتقرون إلى دعامتي الضمان الاجتماعي والتقاعد، مبديا مناصرته لصياغة قانون للفنان على قواعد صحيحة، بما ينهي معاناة مزمنة لما لا يقل عن ثمانمائة فنان عبر الوطن.