استقطب معرض الجزائر الدولي ال43 الذي اختتم بعد ظهر اليوم الاثنين اكثر من 800 شركة و ممثلين لكبريات المجمعات الصناعية الدولية مع آفاق واعدة للأعمال و الشراكة بين رجال أعمال وصناعيين جزائريين و أجانب.
و كما جرت العادة منذ 1963 سجل معرض الجزائر الدولي حضور آلاف الزوار في طبعته ال43 و شكل خلال خمسة أيام مناسبة هامة للصناعيين و رجال الأعمال الجزائريين لربط علاقات و اتصالات مثمرة مع نظرائهم الأجانب.
في هذا الصدد أشار مدير التعاون بالشركة الجزائرية للمعارض و التصدير (سافاكس) السيد مولود سليماني أن طبعة هذه السنة قد تميزت “باتصالات مكثفة” بين المهنيين الذين زاروا معرض الجزائر الدولي و ذلك من اجل القيام بعقد اتفاقيات أعمال مع العارضين.
و يتوقع سليماني أن يتم إبرام “صفقات جيدة” ستبرزها بدون شك نتائج سبر للآراء قامت به الشركة الجزائرية للمعارض و التصدير (سافاكس) لدى العارضين.
و قد تميزت هذه الطبعة التي تم تنظيمها تحت شعار ترقية الصادرات خارج المحروقات و اشرف على تدشينه الوزير الأول احمد أويحي بحضور هام للجناح الصيني الذي ضم 150 مؤسسة و 350 رجل أعمال.
و يعد الجناح الصيني الأكبر حيث يتربع على مساحة 2.476 متر مربع حيث يبرز من خلال الحرف التقليدية المعروفة من قبل الصناعيين الجزائريين على غرار الآلية و الآلات الصغيرة للري و الصناعة البلاستيكية حيث تم تسجيل هذه المرة تقدما ملحوظا مع قدوم كبار مصنعي الآلات “اوطو- موطو”و التجهيزات الخاصة بتكنولوجيات الإعلام و الاتصال.
كما اظهر العارضون الصينيون نشاطا كبيرا خلال هذا المعرض حيث زاروا جميع الأجنحة مع استعلامهم عن منتوجات البلدان الأخرى على غرار فرنسا و الولايات المتحدة و ألمانيا الذين يعدون من “معتادي” معرض الجزائر الدولي.
في هذا الإطار أشار رجل أعمال جزائري “انه قد تم تبادل عديد الاتصالات و المحادثات و النصائح خلال هذه الطبعة سيما مع رجال الأعمال الصينيين”.
كما اعتبر عديد رجال الأعمال أن حضور الجناح الصيني سيما مع فضاء بيع الخزف الصيني أعطى جوا “اسياويا” خالصا لمعرض الجزائر الدولي ال43.
أما المشاركة الأجنبية فقد كانت “جد هامة” مع مشاركة 835 مؤسسة صغيرة و متوسطة ومجمعات صناعية كبرى ذات مستوى عالمي مختصة في مختلف القطاعات تمثل أكثر من 40 بلدا مقابل 37 في الطبعة السابقة.
و خصصت مساحة تفوق 17000 م للمؤسسات الأجنبية التي اعتادت المشاركة في هذه التظاهرة الاقتصادية السنوية بينما ثلاثة دول سجلت حضورها لأول مرة و هي: صربيا و اليمن و الموزمبيق مما يبرز أهمية معرض الجزائر الدولي على المستوى العالمي.
و أكدت كل من الولايات المتحدة و فرنسا و ألمانيا و إيطاليا وفاءها الكبير لمعرض الجزائر الدولي و التي اعتادت حضوره سنويا منذ افتتاحه سنة 1963.
و دون أي منازع تحافظ كل من فرنسا و ألمانيا من مجموعة ال08 على أكبر نسبة مشاركة حيث تشارك كل دولة بأزيد من 90 مجمعا صناعيا و شركات أعمال و تليها إيطاليا بحوالي 70 عارضا يختص أغلبهم في التجهيزات الصناعية.
و أفاد المعهد الإيطالي للتجارة الخارجية أن المؤسسات الإيطالية الرائدة في مجال التوسيق تسعى لفتح فروع لها في السوق الجزائرية.
و حسب ذات المعهد يبقى معرض الجزائر الدولي “أهم موعد ترقوي بالنسبة للشركات الإيطالية و تلك المقيمة في الجزائر” و التي تبقى “من الدول القليلة التي تشهد تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع إيطاليا سنويا”
و يتمثل “الضيف الشرفي” للدورة ال43 لمعرض الجزائر الدولي في الأردن التي جلبت إلى الجزائر أفضل ما يتميز به قطاع الصناعة : الصناعة الغذائية و الصيدلة و مواد التجميل.
و حضرت الأردن في هذه الطبعة بأزيد من 75 رجل أعمال على غرار ممثلين عن المؤسسات الكبرى لتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع الجزائر حسبما تم تأكيده في فضاء المملكة الهاشمية.
و أبرز مستثمر أردني في قطاع الألبسة الجاهزة “تشابه التقاليد (…) بين الشعبين الجزائري و الأردني مما يوفر فرصا كبيرة للاستثمار في السوق الجزائرية”.
و من جانبه أوضح مدير المؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية أن بلاده “لا ترى الجزائر كسوق بسيطة و هي تسعى لتوسيع الإستثمارات المباشرة بهدف إقامة شراكة إستراتيجية بين البلدين”.
و يعد معرض الجزائر الدولي موعدا للقارات أيضا و بالخصوص الأمريكية سيما الولايات المتحدة الأمريكية و البرازيل و الأرجنتين التي تجعل هذه التظاهرة واعدة.
و يعكس معرض الجزائر الدولي في مواعيده السنوية منعرجا عالميا لرجال الأعمال و الصناعيين حيث يعد موعدا مفضلا لفرص الأعمال بين “رجال الأعمال” القادمين من مختلف بلدان العالم.