"المربع الذهبي هو المكان الطبيعي للخضر في كأس إفريقيا القادمة"
محمد معوش من الجيل الذي صنع تاريخ كرة القدم الجزائرية، لعب في منتخب جبهة التحرير الوطني وكان ضمن الطاقم الفني الذي قاد الخضر إلى أول مونديال لهم في 1982 رفقة سعدان والروسي روغوف. سألناه عن المنتخب الوطني فأجاب أن مهمته في المونديال صعبة لكن ليست مستحيلة. وعن كأس أمم إفريقيا اعتبر بأن الخضر قادرون على بلوغ المربع الذهبي وهو المكان المنطقي للكرة الجزائرية في "الكان" والمنافسة على التاج الإفريقي.
كيف وجدت المجموعة التي وقع فيها المنتخب الوطني في المونديال مقارنة بالمجموعات الأخرى ؟
مجموعة صعبة ككل المجموعات الأخرى، فكأس العالم حدث كوني يطمح له كل بلد والكل يريد البروز فيه. لا يوجد في مثل هذه المناسبات الكروية منتخب قوي ومنتخب ضعيف وطابع المفاجأة غالبا ما يميز هذه المنافسات.
وماهو رأيك في سلوفينيا، الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا؟
منتخبات تنتمي إلى مدارس كروية مختلفة، فهنالك المدرسة الانجليزية القوية التي تتميز بالاندفاع البدني والإرادة القوية في الميدان، لاعبوها يتميزون باللياقة البدنية وهم الذين يلعبون في أقوى البطولات في العالم دون أن ننسى أن المنتخب الانجليزي يقوده داهية في كرة القدم هو كابيلو، وكذلك مدرسة أوروبا الشرقية التي يمثلها منتخب سلوفينيا العتيد الذي يستمد قوته من خلال الأمجاد الماضية لمنتخب يوغوسلافيا يتميز بالانضباط التكتيكي ويرفض الاستسلام، بينما منتخب الولايات المتحدة فقد أبهر الجميع في كأس القارات من خلال طريقة اللعب الجماعي الذي أصبح يجيده والقوة البدنية العالية وخير دليل على ذلك إطاحته ببطل أوروبا .
وهل تعتقد بأن منتخب سلوفينيا هو أضعف حلقة في المجموعة ولقمة سهلة للخضر مثلما يقول البعض؟
المنتخب السلوفيني أكثر المنتخبات التي تخيفني فهم يجيدون لعب كرة القدم وتأهلهم عن منطقة أوروبا في حد ذاته يعد صعبا خاصة وأن آخر حاجز لهم لبلوغ المونديال كان منتخب روسيا.
هل يمكن للعناصر الوطنية الحالية بلوغ الدور الثاني؟
أجد بأن منتخبنا الحالي ينقصه الكثير من العمل حتى يتمكن من تكرار سيناريو منتخبات الثمانينيات التي كانت متميزة بنجومها الكبار كعصاد، بلومي وماجر. والعناصر التي يتكوّن منها المنتخب الحالي بعيدة عن هذا المستوى فمنتخب الثمانينات كان يجمع بين اللعب الجماعي
والمهارات الفردية، وهذا يرجع لفترات التحضير التي كان يقضيها اللاعبون فيما بينهم في معسكرات طويلة هو ما أظهر انسجام ذلك الفريق بينما حاليا لا يمكن القيام بمثل هذا العمل وجمع اللاعبين لمدة طويلة، نظرا لارتباطهم بنواديهم الأوروبية التي لا تسمح بالتحاق اللاعبين المحترفين بالمعسكرات، علما وأن جل لاعبي المنتخب الوطني يلعبون لأندية أوروبية حضورها إلى الجزائر مرتبط دائما بتواريخ الفيفا.
ماهي نوعية العمل التي ينبغي أن يعتمد عليه أشبال سعدان في هذه الفترة قبل كأس العالم ؟
أولا على الشيخ سعدان أن يوظف كل تجربته الماضية لكأس العالم 1986 لتفادي الوقوع في نفس المشاكل فهو مدرب حكيم ويفهم ما عليه فعله رغم صعوبة المهمة، وعلى المسؤولين من الاتحادية الجزائرية ووزارة الشباب
والرياضة أن تضع كل الإمكانيات اللازمة لتحضير المنتخب الوطني في هذه المرحلة، مع إجراء المباريات الودية اللازمة والاختيار الصائب لنوعية المنافسين لما يتوافق ومنتخبات المجموعة..على سبيل المثال مواجهة إيرلندا لتحضير مباراة انجلترا.
ماهي حظوظ الخضر في كأس العالم؟
كرة القدم ليست بالعلم الدقيق والتأهل إلى ثمن نهائي كأس العالم متاح لكل منتخب ومن الممكن لأشبال سعدان بلوغ الدور الثاني.
كأس أمم إفريقية على الأبواب والمنتخب الوطني باعتباره منتخب مونديالي هو أحد المرشحين لكأس الأمم الإفريقية، ما رأيك في ذلك؟
"الكان" هي فرصة مناسبة للتحضير لكأس العالم ونجاح الفريق الوطني في أنغولا، سيكون حافزا للاعبين في كأس العالم، وأنا أعتقد بأن أحسن نتيجة في كأس أمم إفريقيا هي بلوغ المربع النهائي، لأنه المكان المناسب للجزائر إفريقيا، فعلى الخضر أن يسترجعوا هيبة كرة القدم الجزائرية في القارة السمراء.