تتنافس 300 فتاة سعودية في مدينة صفوى شرق المملكة للفوز بلقب (سيدة الأخلاق) التي تطلق نسختها الثالثة هذا العام مرتكزة على بر الوالدين وإشراك المتسابقات في أعمال تطوعية في مراكز نسائية متخصصة لخدمة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
ونفت المديرة التنفيذية لمسابقة "ملكة جمال الأخلاق" خضراء المبارك ما تردد بأن المسابقة أنشئت لاختيار ملكة جمال الشكل لغرض تزويجهن بشخصيات مرموقة تحايلاً على العادات الاجتماعية.
وقالت المبارك في حديث إلى لصحيفة الوطن السعودية أمس "اللجنة أوضحت منذ بداية انطلاق المسابقة في نسختها الأولى الأهداف الحقيقية للمسابقة والمتمثلة في تعزيز الأخلاق والفضيلة بطرق جديدة، فالمسابقة هي ملكة جمال الأخلاق وليس سوى ذلك، وأضافت أن اللجنة غيرت مسمى المسابقة هذا العام إلى "سيدة الأخلاق" بدلاً من "ملكة الأخلاق"، مشيرة الى أن أي فكرة مبدعة يمكن أن تكون لها معارض في كل مكان لأسباب نفسية.
وأكدت المبارك أن الهدف من إنشاء المسابقة خلق بديل للمسابقات "غير الأخلاقية " التي تركز على جوانب جسدية أو شكلية، والسعي لإيجاد بديل أخلاقي يتم من خلاله التنافس لنشر الفضيلة والأخلاق، وقالت "باختصار .. هي نقيض المسابقات غير الهادفة، وتعزيز الأخلاق عبر هذا المشروع".
وفيما يتعلق بمقولة إن الأخلاق فطرة وتربية يتربى عليها الإنسان من الصغر وأنها لا تحتاج إلى مسابقة أبانت المبارك أن الأخلاق بالإمكان تعزيزها وأيضاً يمكن تركها وهدرها وضياعها، وقالت "القيم الأخلاقية إذا لم تبرز وتعزز للفتيات تحديداً في هذا السن فهي لن تتعزز مستقبلاً لديهن".
وقالت المبارك في فترة سابقة تركز لدى الفتيات أن الجمال "جمال الشكل" وهو اعتقاد خاطئ ، ما حفز اللجنة إلى مناقضة ذلك بأن الجمال "جمال الروح والأخلاق".
وحول من يردد بأن دافع اللجنة في المسابقة هو حب الفضول والظهور وخوض غمار حاجة جديدة على المجتمع، أوضحت المبارك أن اللجنة قصدت من المسابقة جذب الفتيات إلى القيم الأخلاقية ونشر الفضيلة بطريقة مختلفة مرغوبة لدى الفتيات، بالإضافة إلى نشر مشروع تنافسي في الأخلاق، وقالت "أتمنى ممن يردد هذه المقولة أن يأتي ويرى إلى ماذا وصلت إليه الفتيات المشاركات في المسابقة".
وشددت المبارك على أن وضع "بر الوالدين" عنوانا أساسيا للمسابقة جاء بعد ما رأت اللجنة ازدياد عدد المشاكل الأسرية في المنازل نتيجة ضعف البر بالوالدين والعنف الأسري التي يتعرض له الأطفال مما يزرع في نفوسهم تلك العادات وتطبيقها على الأجيال التي تليهم، مبينة أن اللجنة هدفت لوضع ذلك العنوان لما يتمتع من إشارة إلى قيمة أخلاقية شاملة كافة الجوانب تعالج الكثير من المشاكل التي ظهرت في الساحة من عنف أسري وخلافها.
وقالت المبارك "صحيح أننا لا نجلس مع الفتيات في المنازل لكشف مدى برها بوالديها، ولكن اللجنة لديها معايير وأساليب سوف تخضع لها المتسابقات للتحديد بشكل نوعي مدى بر الفتاة بوالديها.
وذكرت المبارك أن اللجنة رفعت سقف معايير المسابقة عن العام الماضي بحكم تمتع الفتيات المشاركات في النسخة الماضية بالأخلاق العالية وتمت إضافة معايير مختلفة هذا العام والمتمثلة في مهارات ثقافية وسلوكية وأردفت قائلة "المعايير الرئيسية في المسابقة تتركز على بر الوالدين بشكل كبير، بالإضافة إلى معايير أخلاقية وسلوكية موضوعة بشكل دقيق من قبل لجنة التحكيم، حيث يتم التركيز على معايير الفتيات سلوكياً بشكل عام سواءً علاقة الفتاة بوالديها وبالمجتمع وطريقة تعاملها مع الآخرين ومحاولة التركيز على المعايير الدينية "توازن ديني ثقافي".