ممادو كوليبالي (مساعد المدرب المالي) في حوار خاص لـ "الشروق:
كوت ديفوار الأفضل إفريقيا والجزائر ستكون لها كلمة في المونديال
استعداداتنا سرية وسنعسكر في أوروبا بلعب ثلاث مباريات ودية
كانوتي "قدوة" كل الماليين.. هو صورة المسلم الحقيقي
تواضعه وثقافته جعلته محل احترام الجميع في مالي، ممادو كوليبالي هو مثال حقيقي لتزاوج الثقافة والرياضة في شخص المدرب المساعد للمنتخب المالي، الذي يملك الكثير من الذكريات الجميلة عن الجزائر.
"الشروق" استغلت تواجدها بمالي لتلج بيت احد اكبر منافسي "الخضر" في كأس إفريقيا وتغوص في أسرار تحضيراته لموعد أنغولا.
* السؤال الذي يطرح دوما هو ما سبب غياب مالي عن المونديال وهي تملك هذا الزخم من النجوم؟
- الامر محير للغاية، نملك لاعبين على اعلى مستوى، لكن الرهان ينقلب فجأة اثناء المباريات الرسمية، ففي التصفيات الاخيرة كنا الاقرب لمزاحمة غانا في مجموعتنا لبلوغ المونديال الإفريقي لكن لعنة الاصابات لعبت ضدنا، فخسرنا جهود الثنائي ممادو ديارا ولمين سيسوكو فتوالت النكسات، وأعتقد أن هذا هو السبب الرئيس في غيبانا عن مونديال جنوب افريقيا، لقد وقعنا فريسة لأخطاء تافهة على مستوى خط الاسترجاع فشكل لنا ذلك نقطة ضعف امام المنافسين.
* على عكس ذلك فإن التألق كان لافتا لدى الفئات الصغرى.. لماذا هذا التفاوت بين المستويين؟
- تلك هي جماليات كرة القدم، فالكرة المالية حبلى بالمواهب الكروية، لكن حينما يبدأ يشتد عودها تفقد بريقها، وطالما ان المنتخب الاول لم يستطع الفوز في مبارياته التصفوية فهو حتما لا يستحق الوصول للمونديال.
* ما هي قراءتك للمجموعة الاولى في كأس افريقيا التي ضمت منتخبنا ومنتخبكم، اضافة الى البلد المضيف وأنغولا؟..
- هي مجموعة قوية ومتوازنة في نفس الوقت، قد أستبعد منتخب مالاوي عن المنافسة نسبيا وأرشح حتما الجزائر ومالي للمرور للدور الثاني.
* وماذا عن المنتخب الأنغولي الذي يلعب على أرضه وجماهيره؟
- لا أرى أن المنتخب الأنغولي سيكون أقوى من الجزائر المتأهلة للمونديال أو من مالي التي تضم تشكيلة ممتازة، وأعتقد أن عامل الأرض والجمهور قد يلعب حتما ضد المنتخب الأنغولي ويخرج من المنافسة في الدور الأول.
* لكن الصورة ستتضح أكثر في الجولة الأولى؟
- لن تحسم الأمور في الجولة الأولى، لأن أي فريق سيتعثر يمكنه تدارك ذلك، لكني أتوقع أن التأهل سيكون من نصيب مالي والجزائر بحسب المعطيات التي تتوفر لدينا.
* وماذا عن المباراة التي ستجمع المنتخبين.. لمن ستميل الكفة؟
- ربما ساقنا القدر لمواجهة أحد أقوى المنتخبات في إفريقيا في الوقت الحالي، ووصول الجزائر للمونديال برهنت عليه فوق الميدان، لكن ما عسانا أن نفعله أمام الجار ولو أني متفائل بالفوز في هذه المواجهة.
* وما سر هذه الثقة المفرطة من جانبكم؟
- نملك فريقا على أعلى مستوى من نجوم كبار فنيا وأخلاقيا، وهذا يعطينا الحافز الأكبر في المواعيد المقبلة، بالإضافة الى تجنبهم للإصابات التي تسببت في غيابهم سيجعلنا في مأمن، والمعطيات كلها تصب في صالحنا.
* وفيما يكمن الفارق بين المنتخب الجزائري والمالي؟
- بحكم متابعتي اليومية للكرة الجزائرية من خلال التلفزيون الجزائري ووسائل الإعلام الجزائرية فإني أرى أن مكمن الخلاف يعود بالأساس في الاندفاع البدني، على الرغم من أن الكرة المالية تشبه كثيرا الجزائرية من حيث الاعتماد على الفنيات والسرعة، لكن الفارق حتما يعود لقوة لاعبينا أثناء الصراعات الثنائية حتى ولو أن المنتخب الجزائري في الوقت الحالي يجيد لعب الكرات الهوائية.
* لكن المنتخب الجزائري تمكن من بلوغ المونديال وهو دليل قوته..؟
- أدرك جيدا أن الجزائر ستكون الحصان الأسود للمنتخبات المشاركة في دورة انغولا، وما فوزهم على المنتخب المصري بطل إفريقيا في النسختين الاخيرتين الا اكبر دليل، قد تقدم الجزائر مستويات جيدة في هذه الدورة لكني اكرر بأننا سنفوز عليها، ولا تنسوا أننا أحرجناكم في المباراة الودية الأخيرة بفرنسا بنفس التعداد وفي غياب نجومنا.
* وهل سطرتم البرنامج التحضيري لدورة أنغولا قبل شهر من انطلاقها؟
- هناك مجموعة أفكار تنتظر التجسيد، لقد وضعنا برنامجا سريا لم نرغب في أن يتسرب لأحد ببرمجة معسكر تحضيري بأوروبا، وقد يكون بفرنسا، وسيتم خلاله لعب ثلاث مباريات ودية.
* ربما تواجهون تونس أو المغرب وديا لطريقة لعبهما المشابهة للخضر..؟
فكرنا في ذلك بلقاء مصر أو تونس، لكن لا أعتقد أن الأمر هين، أما مواجهة المنتخب المغربي فلم نفكر في ذلك البتة، فقد أصبح منتخبا منهارا ولا يوحي بأنه يلعب كرة القدم على الرغم من امتلاكه للاعبين مميزين، شخصيا أفضل لقاء البوسنة أو أرمينيا على لقاء منتخب متفكك وضعيف مثل المنتخب المغربي.
* من هم اللاعبون المميزون في تشكيلة المنتخب الجزائري في نظرك؟
- جميعا.. لقد شدني كثيرا أداؤهم الرجولي في تصفيات المونديال، لكني أذكر المدافع بوڤرة والمهاجم صايفي، بالإضافة إلى مهاجم آخر ممتاز وسيكون له مستقبل كبير.
* من هو؟
- زياية مهاجم سطيف.
* لكنه لم يستدع بعد للمنتخب الوطني وربما هو مرشح لأن يكون في المنتخب لاحقا؟
- أدرك أن زياية سيكون في المنتخب الجزائري، وسأبصم بأصابعي العشر بأنه سيكون في تعداد المنتخب الجزائري، ولا أذيع لك سرا إذا قلت إن زياية سيكون أحد نجوم دورة أنغولا.. وتذكر ما أقوله جيدا.
* وبخصوص منتخبكم.. هل من تعديلات ستمس التشكيلة؟
- سنحافظ على نفس التعداد، إلا ما كان منها اضطراريا، ولا أعتقد أنه سيكون هناك لاعبون جدد في المنتخب.
* هناك لاعبون ماليون في الجزائر برزوا.. هل سيستدعى أحدهم للمشاركة في أنغولا؟
- سنوجه الدعوة لمدافع مولودية الجزائر موسى كوليبالي، اما ادريسا كوليبالي الذي يلعب في شبيبة القبائل او باري ديمبا الذي انتقل للهلال السوداني فلا أعتقد أن الفرص ستكون أمامهم لأننا لا نعاني على مستوى محور الدفاع، لأن هناك لاعبين مميزين مثل مايڤا لاعب الملعب المالي والكثير لكن الابواب ستبقى مفتوحة امام كل لاعب مالي يتألق محليا أو في خارج البلاد، مثلما كان الأمر فيما قبل مع دابو وديالو وإدريسا دياكيتي.
* كرياضي.. كيف تابعت أطوار الاعتداء على حافلة المنتخب الجزائري في القاهرة؟
- كان ذلك عبر شاشات التلفزيون، لقد صدمت وأنا أشاهد تلك الصور على الرغم من أن المنتخب المصري تلقى معاملة حسنة في الجزائر، إنها مهزلة حقيقية، وعلى الفيفا أن تفصل في الأمر، هذا الموضوع يحتاج لإعادة النظر من طرف القائمين على الكرة في إفريقيا والعالم.
* هل من توضيح؟
- هناك سياسة تخويف تنتهجها بعض المنتخبات المضيفة في إطار الحرب النفسية، لكن ما فعله المنتخب المصري أمر غير مسبوق، ولو أننا كنا عرضة لحادثة مشابهة أثناء تنقلنا إلى بنين، لكن الفرق بيننا وبين الجزائريين هو أن الاتحاد الجزائري قدم كل الإثباتات مصورة، وهذا دليل على احترافيته.
* لو كان منتخبكم عرضة لنفس الحادث.. كيف سيكون تصرفكم؟
- إنه أمر صعب في الغاية، قد نضطر للانسحاب، لكن أعود لأقول إن ما حدث في القاهرة مهزلة، ولقد بينت كل كاميرات العالم مشاهد الاعتداء عن المنتخب الجزائري وهو يتعرض لقطاع الطرق، لم أكن أبدا أتصور أن يصدر هذا العمل الهمجي من بلد شقيق ومسلم، نحن كأمة مسلمة لا ينبغي أن نقوم بنفس الفعلة أمام العدو فماذا لما يكون الأمر أمام إخوتنا في الدين، إنها مهزلة حطت كثيرا من سمعة المصريين.
* الآن وقد أفرزت القرعة عن وجود الجزائر إلى جانب إنجلترا وأمريكا وسلوفينيا.. ما هي حظوظ ممثل إفريقيا في المونديال؟
- لا أخفي عنكم أن المنتخب الجزائري قادر على تخطي عقبة الدور الأول، ويبقى المنتخب الإنجليزي هو الأقوى والأصعب، لكن إذا استطاع الجزائريون الفوز في مباراتهم الأولى أمام سلوفينيا فإن ذلك سيعبد لهم طريق المونديال، وهذا أمر يسعدنا لأننا سنكون خلفهم نهتف لهم ونردد "ألجيري.. ألجيري".
* برأيك من هو المنتخب الإفريقي الأقوى في الوقت الحالي؟
- شخصيا أرى أن المنتخب الإيفواري الأفضل على أكثر من صعيد، فهو يملك لاعبين مميزين وروحا انتصارية كبيرة مقارنة بباقي المنتخبات.
* يتساءل البعض عن سبب تواضع نتائج الكرة المالية على الرغم من اعتماد سياسة التكوين مثل مركز ساليف كايتا وغيره؟.
- أرى أن الإمكانات المرصودة لذلك غير كافية، فمن غير المعقول أن تنجب مدارس كروية نجوم قوية واللاعب لا يتمتع فيها بأدنى الاحتياجات مثل كرات أو أحذية، وهذا هو الأمر الذي أثر على نتائج الكرة المالية إقليميا، إضافة إلى هروب المواهب إلى أوروبا مباشرة بعد بروزها دون أن تستفيد الأندية المحلية من إمكاناتها.
* في الأخير.. ما هو الدور الذي يقوم به كانوتي في تشكيلتكم كنجم يحظى باحترام وتقدير الجزائريين؟.
- أعتقد أن كانوتي ليس شخصا عاديا، فهو قدوة بأتم معنى الكلمة، لأخلاقه السامية وتدينه الشديد، ما جعلته يتمتع بكاريزما خاصة وضعته في مصاف العظماء، كانوتي احترم نفسه فكسب حب الجميع، والكل يحترمه، ودوره خارج الملعب كبير جدا، هو كلمة السر في منتخبنا الحالي والذي نعول عليه كثيرا في كأس إفريقيا.
* هل لكم من إضافة؟
- انقلوا تحياتي لهذا البلد الرائع الذي أبارك له التأهل للمونديال، وأتمنى له أن يواصل حصد الانتصارات، لكن ليس على حسابنا (يبتسم).. ما أوصي به الجزائريين هو عدم التوقف في هذه النقطة، والعمل على المدى الطويل للبقاء في الريادة.. لأقاطعه بالشكر على رحابة صدره.. وتمنياتي بفوز الجزائر على مالي في أنغولا.
ممادو كوليبالي .. إنتاج محلي خالص
يعتبر ممادو كوليبالي من اشهر المدربين في مالي، بتدرجه من لاعب الى مدرب للمنتخب في مختلف فئاته العمرية، وصولا الى لعب دور المدرب المساعد في المنتخب الاول، ومطامع الاشراف على الادارة الفنية لمنتخب النسور.
ويعتبر كوليبالي ابرز مدرب في بلاده حينما قاد منتخبه للأواسط الى المركز الثالث في بطولة العالم بنيجيريا 99.
ويشرف كوليبالي على المنتخب الاول للمرة الثالثة بعد ان سبق له أن كان ضمن العارضة الفنية للفريق قبيل نهائيات 2002 و2004 قبل ان يختاره النيجيري كيشي الى جانبه في ادارة منتخب "النسور" منذ مطلع 2008 الى يومنا هذا.