اليوم السابع والعشرون من شهر ماي، الموافق في حركية التاريخ الوطني الجزائري، لذكرى ميلاد البطل الجزائري، الشهيد محمد بوراس، في مذبح البطولة، والكرامة، بعدما قبع في سجون الاحتلال لمدة 24 يوما، قضاها موقوفا بتهمة التجسس لصالح ألمانيا، حيث كان قد ألقي عليه القبض بعد رحلته إلى فرنسا ، بغية عقد اتصالات بالألمان للحصول على السلاح لثورة ضد فرنسا، ولكن مسعاه باء بالفشل، الذي وقع على نجاح الثورة، كفكرة حملت الكشافة الإسلامية الجزائرية ، بذورها في 26 من شهر أكتوبر 1940، في مؤتمرها الوطني الذي خلص إلى ميلادها كمنظمة وطنية برئاسة الشهيد محمد بوراس، وهو لم يتجاوز عامه 32 من العمر .
وبهذه المناسبة الموافقة لليوم الوطني للكشاف، وللذكرى 69 للاستشهاد الرائد الأول للحركة الكشفية الجزائرية تم اليوم الخميس تنظيم حفل تطرق ألقى فيه القائد العام للكشافة نور الدين بن براهم كلمة أكد فيها على وجوب تلقين الرسالة التاريخية للشهيد محمد بوراس للأجيال الصاعدة
كما شدد في ذات المقام على ضرورة مرافعة الحركة الكشفية من أجل رسالة أمل تزرع في نفوس الشباب، يرتبطوا من خلالها الواقع بالذاكرة الوطنية ، ويقتدوا برموز النضال كمحمد بوراس وبوزيد شعال، حتى نستطيع القضاء على كل مظاهر الإحباط التي يحاول البعض زرعها في نفوس الجيل الصاعد.
كما تطرق بن براهم إلى وظيفة الكشافة الإسلامية الجزائرية العاملة على إرساء المعاني النبيلة في نفوس الشباب في المدن الكبرى، وفي الريف كذلك من خلال تفعيل اتفاقية الكشافة الريفية، التي انطلقت العام المنصرم بالاشتراك مع مديريات الغابات، و التي أدت إلى إنشاء 160 فوج كشفي في المناطق الداخلية للوطن، أي ما يقارب 200 ألف منخرط.
للإشارة فإن الشهيد محمد بوراس ولد في 26 فيفري 1908 بمليانة، واشتغل كمحاسب بمنجم زكار،ثم كاتبا على الآلة الراقنة بأميرالية الجزائر، بعدما عمل لمدة قصيرة بمطاحن الحراش.
وفي بداية الثلاثينيات شرع محمد بوراس في تكوين أفواج الكشافة، لاسيما فوج ابن خلدون بمليانة بقيادة صديق الفول، وفوج الفلاح بالجزائر العاصمة سنة ، 1935. وفي جويلية 1939 ترأس محمد بوراس مؤتمرا تأسيسيا بالحراش، جمع كافة الأفواج الكشفية الجزائرية المستقلة، توج بمؤتمر وطني خلص إلى الكشافة الجزائرية كمنظمة وطنية بميلاد 26 من شهر أكتوبر 1940.