عبد القادر غزال
إذا كان كريم مطمور قد وضع حدا لحياة العزوبية التي لا يزال يكتوي بنارها ووحدتها رفيق جبور الذي أعلنها صراحة أنه يريد أن يتزوج من فتاة تكون متخلقة من أسرة جزائرية، وبعده رفيق حليش الذي اكتفى بالقول "أريد أن أتزوج"، فإن قلب هجوم محاربي الصحراء عبد القادر غزال لا يفكر إطلاقا في الزواج حاليا، مؤجلا بذلك جميع مواعيده حتى تلك المتعلقة بمستقبله الاحترافي مفضلا التركيز على تحضيرات المونديال بجنوب إفريقيا، إلا أن ذلك لا يعني أن "كبسولة" الخضر غير مكترث بإتمام نصف الدين بل لا يزال منغمسا في قصة حب مع إحدى الفتيات المقيمات بإيطاليا، وهو ما تمكنت "الشروق" من معرفته في حديث جمعها بعائلة غزال المقيمة بمدينة ليون الفرنسية وبوالدة نجم الخضر السيدة فريدة التي فتحت قلبها لقراء "الشروق"، كاشفة عن خصوصيات لاعب سيينا الإيطالي التي كانت إلى وقت قريب من أسرار لا يعرفها سوى غزال وقضايا أخرى تتعلق بوجهته المستقبلية في عالم الاحتراف .
والدته تنفي تنقله إلى روما وتؤكد أن البعض يحاول جاهدا لتدمير مستقبل ابنها
وجهته قد تكون البطولة الفرنسية وانضمامه إلى نادي كييفو يبقى قائما
قد يعتقد الكثير من عشاق محاربي الصحراء أن عبد القادر غزال الذي فاجأ الجميع في أدغال إفريقيا بأنغولا أو التربصات التي خاضها مع المنتخب الوطني، وما يصنعه حاليا بمعسكر الخضر بكران مونتانا بسويسرا من مرح ورقص وفكاهة وخفة روح تعكس مميزات شخصية حيوية أدهشت بل أعجب بها كل من رأى تلك المشاهد التي يصنعها غزال، إلا أن ذلك لا يعكس الشخصية الحقيقية لمهاجم الخضر التي تمتاز بخصال نبيلة أهمها "الحياء" الذي يبقى من بين مميزات غزال حتى وإن حاول أن يظهر عكس ذلك ، خاصة عندما تتعلق بأمور تخص مستقبله الشخصي منها قضية اختيار شريكة حياته التي كشفت بشأنها السيدة فريدة أن عبد القادر لم يسبق وأن تحدث في مثل هذه المواضيع "عبد القادر يعتبر أكبر أبنائي وأن مسألة زواجه أمر آتي لا مفر منه إن عاجلا أم آجلا، وأنا كأي أم أنتظر اللحظة التي يكشف فيها عن ذلك القرار الذي يبقى هو صاحبه أولا وأخيرا، ويومها سألبي طلبه فهل توجد أم فوق الأرض لا تريد أن ترى ابنها سعيدا مع من اختارها رفيقة لحياته؟".
وبهذا التساؤل الأخير أجابت والدة غزال واستطردت قائلة "غزال يخجل مني ولم يتحدث معي في مثل هذا الأمر، إلا أنني أعلم أنه تربطه علاقة مع فتاة أعتقد أنها مقيمة بإيطاليا، فقد سبق له وأن لمح لي بوجود علاقة تربطه بفتاة، وإن كانت هذه الفتاة هي من اختارها أن تكون زوجته فإنني لن أمانع عن ذلك، المهم أن تكون " ناس ملاح " وتهمها مصلحة ابني " .
السيدة فريدة ضريسي التي كشفت أنها لن تلعب أي دور في تزويجه عندما سألناها في مسألة تفضيلها لفتاة جزائرية كما كان الحال مع عديد اللاعبين على غرار كريم مطمور الذي فضلها أن تكون قسنطينية، ردت بكثير من الصراحة "أنا لا دخل لي في هذه المسألة ولا يهمني إن كانت جزائرية أو من جنسية أخرى ما يهمني كما قلت سابقا أن تهتم بعبد القادر وتساعده في حياته " .
تصريحات السيدة فريدة أكدت أن زواجه من جزائرية وتحديدا من إحدى بنات العائلة الكبيرة ليست واردة إطلاقا، نافية في ذات السياق أن تكون تفكر في تزويجه من ملكة جمال المغرب العربي في 2007 التي تعتبر إحدى قريباته "صحيح أنها توجد فتاة هي قريبة من العائلة مقيمة بفرنسا، إلا أننا لم نفكر في هذا الأمر إطلاقا"، وهو ما يعني أن "عبلة" ليست في مفكرته إطلاقا والتي تعتبر من إحدى أفراد العائلة الكبيرة من جد غزال لأمه المقيمة بفرنسا وإحدى بطلات فرنسا في رياضة التايكواندو.
العائلة حجزت أماكنها أمام الشاشة
وأضافت والدة قلب هجوم الخضر حول أجواء المحيط العائلي قبيل انطلاق المونديال أنها لن تسافر مع غزال وأنها ستبقى مع أفراد العائلة هنا بفرنسا وستتابع المونديال عبر شاشة التلفزيون، قبل أن تشير إلى أن عبد القادر وقبل انضمامه لمعسكر الخضر بسويسرا قام بزيارة عائلية سريعة اطمأن خلالها على إخوته قبل أن يشد الرحال إلى كران مونتانا، مؤكدة في هذا الشأن أن عبد القادر كان يتمتع بمعنويات مرتفعة وأنه لم يكن يفكر سوى في معسكر المنتخب الوطني، معربة عن أسفها في ذات السياق مما راج حول قضية انضمامه إلى فريق روما الإيطالي وخلافاته مع ناديه سيينا موضحة "ما أثار استغراب ودهشة غزال تلك الحوارات المفبركة التي نشرت باسمه، وحتى يعلم الجميع فإن غزال لم يتخاصم مع مسؤولي نادي سيينا ولم يتعاقد مع روما الإيطالي.. إنها مجرد إشاعات". قبل أن تضيف في السياق ذاته "صحيح أن غزال يريد تغيير الأجواء وأنه لا يفكر في البقاء بسيينا، هناك أخبار من هنا وهناك تتحدث عن إمكانية التحاقه بإحدى النوادي، غير أن ذلك يبقى مؤجلا إلى ما بعد المونديال".
وحول هوية هذه الأندية، أكدت السيدة فريدة هنالك فريق ينشط بالبطولة الفرنسية اسمه نادي موناكو وهو الفريق الوحيد الذي اتصل بوكيل أعماله ويوجد أيضا ناد آخر ينشط بالبطولة الإيطالية وهو فريق كييفو، غير أن هذا الأخير يبقى في إطار " خبر غير مؤكد " .
كأس العالم لن تضيع منه
غزال اتصل بوالدته مباشرة بعد الإصابة التي تعرض إليها على مستوى الكاحل بمعسكر الخضر بسويسرا، حتى يطمئن أفراد العائلة بأنه بخير وأن إصابته ليست بالخطيرة، وكانت أسرة غزال قد عاشت أوقاتا عصيبة للغاية عندما بلغها خبر انسحاب لاعب سيينا من تدريبات المنتخب الوطني بعد تعرضه لكدمة قوية على مستوى كاحله، ووصفت الأم فريدة تلك اللحظات وقالت إن قلبها انفطر وانتابتها حالة قلق شديد خوفا من أن يضيع ابنها المونديال الذي كان يحلم به منذ صغره واجتهد كثيرا للمشاركة مع كتيبة سعدان في مونديال بلد نيلسون مانديلا، حسب قولها. ولكن الطمأنينة سرعان ما عادت إلى نفسها عند اتصاله بها قائلا لها "لا تقلقي يا أمي فأنا لن أضيع المونديال إن شاء الله مهما حدث".
كما طلب من والدته فريدة بأن توصي جدته "طيطم" وجده "الجيلالي" بأن يدعو له الله بالتوفيق والسلامة حتى يرفع اسم الجزائر عاليا.
اتصل بجديه للحصول على بركتهما
من جهة أخرى، كشفت الحاجة "طيطم" والحاج "الجيلالي" لـ "الشروق" أنهما لن يبخلا على عبد القادر بدعواتهما طالبين منه أن لا يفكر في شيء سوى تشريف العلم الوطني ويعمل على أن تتأهل الجزائر إلى أدوار متقدمة في هذه المنافسة الكروية العالمية ،حيث قال عمي الجيلالي "ربي يوفقه وكل اللاعبين دون استثناء، أطلب من الله عز جلاله أن يرفع الخضر شأن الجزائر في العلالي"، والجدير بالذكر أيضا أن قلب هجوم المنتخب الوطني أصر على الاتصال بجديه رغم إغداقه بالدعاء من طرف عائلته الصغيرة المقيمة بفرنسا لكنه فضل التبرك بجدته "طيطم" وجده "الجيلالي" لأنه يعتبرهما فأل خير عليه دائما. وإن كان حماس جد غزال يبقى مشروعا، فإن السيدة فريدة كانت أكثر واقعية عندما طلبت من جميع الجزائريين أن لا يلوموا اللاعبين إن هم أخفقوا في المونديال معتبرة أن كتيبة سعدان تستحق التشجيع والناخب الوطني يعمل جاهدا على تجهيز فريق قوي يمكنه أن يقدم إنجازات كروية مشرفة مستقبلا، مؤكدة على أن محاربي الصحراء هم في الحقيقة "فريق المستقبل" وليسوا فريق الحاضر قبل أن تشير إلى التجربة الفرنسية وكيف تمكن منتخب الديكة من الظفر بكأس العالم في سنة 1998 وأن ذلك الإنجاز لم يأت بسهولة، وإنما بعد عمل طويل دام العديد من السنوات مكن اللاعبين الفرنسيين من معرفة بعضهم البعض جيدا وهو ما سهل في الأخير من انسجامهم في مجموعة متناسقة .
وعد شقيقه بأنه سيسجل
أحد أقرب الناس إلى قلب عبد القادر هو شقيقه الجيلالي، حيث لا يفوت أي فرصة لقضاء معظم أوقات راحته إلا بالتواجد معه في جميع الأماكن التي يقصدها ويحمل الجيلالي الكثير من الأسرار عن نجم سيينا وكل ما يخص مستقبله الكروي بالإضافة إلى طموحاته مع الخضر وغيرها من الأمور. وأكد شقيق غزال بأنهما يتحدثان كثيرا عن حظوظ المنتخب الوطني في المونديال، مشيرا في خضم حديثه إلينا إلى رغبة عبد القادر في تسجيل أكبر قدر من الأهداف في مرمى المنافسين خلال كأس العالم بجنوب إفريقيا من أجل إسعاد الأنصار الأوفياء لمحاربي الصحراء، حسب قوله، وكذا بغية إسكات كل من انتقدوه في كاس أمم إفريقيا بأنغولا شهر جانفي المنصرم.
وقطع "كبسولة"، كما يحلو لرفاقه في المنتخب مناداته، وعدا على نفسه بأن يهز الشباك كلما سنحت له الفرصة ليثبت أحقيته بحمل الألوان الوطنية، وتحدث الجيلالي عن الإصرار الذي لمسه داخل شقيقه واصفا إياه بالتيار الجارف الذي لم يعهده في عبد القادر أبدا، كما تمنى في الأخير لأشبال سعدان التوفيق في بلوغ الدور الثاني حتى يحول رفقة عائلته وكل الجزائريين المقيمين بفرنسا ليل مدينة ليون إلى نهار مثلما حدث خلال احتفالات التأهل لنهائيات كأس العالم بأم درمان السودانية .