في أعقاب العقوبات المخففة التي سلطتها الاتحادية الدولية لكرة القدم على الاتحاد المصري بسبب أحداث مباراة القاهرة التي استهدفت المنتخب الجزائري يوم 12 نوفمبر الماضي، تحركت كل القوى الفاعلة هناك لإعادة فتح الملف من جديد لتحديد المسؤوليات وفضح الشخص أو الأشخاص الذين تسببوا في الواقعة، لأن ما حدث في نظر هؤلاء الأشخاص ألبس بلادهم ثوب الجاني والشرير الذي لا يعرف معنى التحضر وهذا ما يعد ضربة قوية لسمعة البلاد الخارجية .
والمؤكد أن الخرجات الأخيرة للسياسيين من نواب الشعب وشخصيات رياضية نافذة في البلد تصب كلها في اتجاه واحد، وهو تحميل رئيس الاتحاد سمير زاهر كامل المسؤولية فيما حدث، بل راحت إلى أبعد من ذلك، حيث أكدوا أن زاهر كان بمقدوره دفن الملف نهائيا لو اعتذر للجزائريين تلك اللحظة متفاديا كل ذلك المسلسل الذي لم ينته وكان بمقدوره تجنب مقصلة الفيفا والأموال التي صرفت من أجل الذهاب والعودة إلى سويسرا والأموال التي نالها المحامي الإيطالي من أجل عقوبات كانت خفيفة ظاهريا لكنها ثقيلة معنويا طالما أنها تصنف في خانة الخارجين عن القانون، وبالتالي كل خطأ بسيط يرتكب فوق الأراضي المصرية مستقبلا سيكلف البلد غاليا .
زاهر مطالب بتسديد 100 ألف فرنك سويسري .. وروراوة دائما المنتصر
وقالت عديد المصادر المصرية إن المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة أكد أن السلطات العليا المصرية تعتزم مطالبة زاهر بتسديد مبلغ قيمة العقوبة لتي سلطتها الفيفا والمقدرة بـ100 ألف فرنك سويسري لأنه المتهم الرئيسي في الاعتداء على المنتخب الجزائري، هو الذي تعمد الكذب والإدعاء أن الجزائريين هم من كسروا زجاج الحافلة من الداخل .
ومن جهة ثانية صرح الكاتب المصري محمود معروف أن زاهر والاتحاد المصري صرفا مبلغ 13 مليون جنيه من خلال سفريات المسؤولين إلى جنيف من أجل الدفاع عن الملف المصري أمام الفيفا، وهو التصريح الذي يورط زاهر الذي قال عنه إنه خسر كل المعارك أمام روراوة، سواء فوق الميدان في مباراة أم درمان أو في انتخابات الإتحاد العربي للعبة، حيث تلقى زاهر ضربة قوية لصالح رئيس الاتحاد الجزائري الذي عرف كيف يحشد كل القوى لصالحه في وقت كاد ممثل مصر أن يخرج صفر اليدين.. وهاهي الهزيمة الثالثة التي يتلقاها زاهر أمام منافسه الذي لبس ثوب البطل في نهاية المعركة .
شوبير متهم بالخيانة .. ومصيره العدالة
وإذا كان الجميع في مصر يوجهون أصابع الاتهام لسمير زاهر واتهامه بالضحك على 70 مليونا من أبناء بلده.. فهذا الأخير لم يجد أي شخص يقاسمه الاتهامات وضغط الشارع المتزايد سوى الحارس الدولي السابق ومقدم الحصص التلفزيونية أحمد شوبير متهما إياه بالخيانة العظمى لما كشف تورط الاتحاد المصري وزاهر في عملية الاعتداء، فقال زاهر إن شوبير ضرب سمعة البلاد والشعب المصري ولا حل لهذه القضية سوى الوقوف أمام النائب العام، علما وأن وزير الإعلام المصري تدخل بقرار يعزل فيه شوبير من أي ممارسة في الميدان الإعلامي أو حتى استضافته في بلاطوهات الإذاعة والتلفزيون بسبب ما فعله .
من جهة أخرى طالب سياسيون ورجال إعلام استغلال هذه الفرصة لفتح كل صفحات الفشل الذي تسبب فيه زاهر منذ رئاسته الاتحاد المصري وهي الفترة كما قال أحدهم التي عرفت تصاعد موجات التوتر بين زاهر وأعضاء المجلس لا سيما بينه وبين أبو ريدة الذي اضطر للاستقالة والتراجع عدة مرات