أعلن، هذا الاثنين، عن تنظيم قمة جزائرية إيطالية بالجزائر العاصمة في الثلث الأخير من العام الحالي.
واعتبر كل من عبد القادر مساهل الوزير المنتدب للشؤون المغاربية والإفريقية، وستيفانيا غراكسي كاتبة الدولة الايطالية للشؤون الخارجية، أنّ الموعد سيكون مناسبة لتوسيع وتعميق أوجه الشراكة الثنائية لا سيما في ميادين البنى التحتية، الفلاحة، الصيد البحري، البحث العلمي، إذ تعتبر إيطاليا من أهم شركاء الجزائر في مجموعة دول الاتحاد الأوروبي بحيث بلغ حجم المبادلات التجارية بين البلدين نحو 16 مليار دولار خلال العام الأخير.
وفي ندوة صحفية نشطها بالعاصمة رفقة المسؤولة الإيطالية، شدّد مساهل على أهمية تعميق وتوسيع الشراكة مع إيطاليا التي تعدّ الممون التجاري الثالث للجزائر خارج المحروقات، مضيفا أنّ زيارة كاتبة الدولة الايطالية للشؤون الخارجية، تندرج في سياق التحضير لأشغال الاجتماع رفيع المستوى المزمع عقده بالجزائر العاصمة قبل انقضاء السنة الحالية.
وكشف مساهل أنّ وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني، سيزور الجزائر في الرابع عشر جويلية القادم، وهو ما سيسمح حسب المتحدث برسم معالم خارطة الطريق التي سترفع إلى القمة لإثرائها، كما أبرز مساهل إرادة الطرفين لتكريس شراكة استيراتجية مثمرة.
من جانبها، أكّدت “ستيفاني غراكسي”، رغبة إيطاليا في تفعيل المشاريع الاقتصادية بالجزائر، وإرادة حكومتها في تبادل دائم للخبرات مع الجزائر وإرادتها للإسهام في التطوير الاقتصادي الذي تراهن عليه الجزائر في آفاق 2014.
وأفادت غراكسي أنّ بلادها مهتمة بالتعاون مع الجزائر في مجالات عديدة على غرار الفلاحة، تهيئة الموانئ، نقل التكنولوجيات الحديثة، ورسكلة الهياكل، ولا سيما المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، حيث تنوي الجزائر وإيطاليا إنشاء بنك أورو ـ متوسطي يتكفل بتمويل مشاريع ما يربو عن مائتي ألف مؤسسة صغيرة ومتوسطة تتطلع الجزائر لبعثها في غضون الأربع سنوات المقبلة.
وتعليقا على المحادثات التي جمعتها بمساهل، أشادت المسؤولة الإيطالية، بالتوافق الذي يميز نظرة الدولتين، وقالت إنها تعرضت إلى وضعية الاتحاد من أجل المتوسط الذي لا يتقدم إلى الأمام، على حد قولها، وهو ما أيّده مساهل غداة إلغاء القمة المتوسطية التي كانت مبرمجة في السابع جوان القادم.
وتصورت غراكسي أنّ الاتحاد المتوسطي مهدد بتكرار فشل مسار برشلونة، لذا ألحت على وجوب مضاعفة عرّابي هذا الاتحاد لجهودهم حتى يتم تجاوز الاحتباس الحاصل لما للشراكة الأورو متوسطية من آثار على صعيد الاستقرار والسلم والتبادل الحر.
ولدى تناولها الملف الأمني بجوانبه المتشعبة: الهجرة السرية، الصيد عير المشروع، وشبح التلوث الذي يهدد الحوض المتوسطي، حيّت غراكسي الدور الريادي للجزائر وما تبذله في مكافحتها لمجموعات الإرهاب والإجرام بمنطقة الساحل، معتبرة الجزائر شريكا هاما وأساسيا في الحرب ضدّ الإرهاب.
وأضافت:” نتبادل نفس القناعات بشأن ملفات المنطقة المتوسطية، التهديد الإرهابي والجريمة العابرة للأوطان.
وبجانب إعراب غراكسي عن ترحيب بلادها بالطاقات الجزائرية، وذكرت أنّ روما تتعاطى بإيجابية مع ملف الهجرة، أكّد مساهل أنّ عدد المهاجرين الجزائريين المقيمين بصفة شرعية في إيطاليا يقدر بحدود سبعة آلاف شخص، بالمقابل، قدّر عدد المهاجرين المقيمين بشكل غير شرعي في 25 شخصا فحسب، قال إنّه سيتم ترحيلهم إلى الجزائر في غضون الفترة القليلة القادمة.
يُشار إلى أنّ اللقاء الذي جمع مساهل بغراكسي في ختام زيارة الأخيرة للجزائر، حمل تأكيدا على إنهاء معاناة الشعب الصحراوي من خلال دفع مسار المفاوضات بين جبهة البوليساريو والرباط، فضلا عن تجديد الجزائر وإيطاليا لموقفيهما الداعم لحق الشعوب في امتلاك الطاقة النووية لأغراض سلمية.
يمكنكم الاستماع إلى وقائع الندوة الصحفية التي نشطها كل من عبد القادر مساهل الوزير المنتدب للشؤون المغاربية والإفريقية، وستيفانيا غراكسي كاتبة الدولة الايطالية للشؤون الخارجي