برلين - الصحافة الألمانية أطلقت على التركي الشاب علي و. (19 سنة) لقب أغبى لص. غير أنه من ناحية أخرى، برهن عن ذكاء يحسده عليه أعتى اللصوص المحترفين في إفلاته من أيدي رجال الشرطة، لأنه نجح في البقاء بعيدا عن طائلة القانون رغم تعميم اسمه وصوره في كل مكان.
بدأ علي و. (19 سنة) نشاطه الإجرامي قبل بضعة أشهر بالسطو على محطة للبنزين في مدينة كيربن القريبة من كولون بغرب ألمانيا. وأفلت من رجال الشرطة، الذين هرعوا إلى مكان الحادث، مع أن كثيرين شاهدوه وهو يفر بسيارة مرسيدس سوداء، لكنهم لم يفلحوا في قراءة رقم السيارة. ويوم 29 أبريل (نيسان) الماضي ذهب علي إلى محطة بنزين أخرى في الشارع الرئيسي من مدينة هورت، حيث ملأ خزان سيارته المرسيدس السوداء بالبنزين واشترى كمية من الحاجيات، ثم ادعى أنه نسي محفظة نقوده في البيت. ومن ثم ترك إجازة قيادته لدى مدير المحطة كـ«ضمانة» على أن يعود لاستعادتها وتسديد المبلغ، لكنه لم يعد. ثم بعد يومين أدى زيارة مماثلة لمحطة بنزين على الطريق السريع المؤدي إلى هورت، ولعب اللعبة ذاتها تاركا تذكرة هويته الشخصية هذه المرة. ولم يتوقف اللص «الظريف» عن محاولات السرقة العلنية، لكنه تحول من محطات البنزين إلى البنوك. وذكر مصدر في الشرطة أنه أمكن التعرف على علي بينما كان يحاول السطو على مصرف «رايفايزن بنك» في مدينة بيرغهايم، وقد وضع قطعة حديد خلف ظهر امرأة (64 سنة) وهدد بقتلها زاعقا أنها «عملية سطو». لكن اللص وقع ضحية السيدة الجريئة التي رشقته بعدة بيضات كانت قد اشترتها للتو من السوق، ففر من المصرف مسربلا بالبيض. ولاحظ موظفو البنك هذه المرة أن شابا آخر كان ينتظره في سيارة المرسيدس التي أقلته بسرعة خارج مكان الجريمة، كما استطاعوا تسجيل رقم السيارة. وتبين أن السيارة المستخدمة تعود إلى والد الشاب الشريك في الجريمة، فألقي القبض على الشاب بعد استجواب والده. أما علي و. فقد أفلت من قبضة العدالة، وتبحث عنه الشرطة الآن وفق أمر توقيف صادر عن النيابة، إلا أنه لم يجر تخصيص أي مكافأة للإبلاغ عنه.