أخيرا انتهى مساء يوم الثلاثاء مسلسل الاعتداءات التي تعرض لها المنتخب الوطني بالقاهرة شهر نوفمبر الماضي بإعلان الفيفا عن إجراءات عقابية وهي في الواقع مزايا تمنح للمعتدين من أجل مواصلة الاعتداءات وتصعيدها في المناسبات الكروية المقبلة التي ستقام فوق أراضيهم، في حين سلبت الهيئة العالمية الجزائر والجزائريين حقوقهم .
وكان الجزائريون والعالم بأسره ينتظرون إصدار الفيفا لعقوبات صارمة ضد المصريين على تلك المشاهد الدامية التي اقترفوها في حق المنتخب الجزائري وسفراء البلد في تلك الزيارة الخاصة جدا، غير أن لا شيء حدث مما أفرز حالة من الإحباط الشديد وخيبة أمل لا مثيل لها طالما أن الفيفا فتحت الباب على مصراعيه لتحويل المباريات خارج القواعد لتكون مجرد كمائن تنصب للضيوف من أجل تحضيرهم نفسيا للهزيمة وللكابوس الذي سيعيشونه خلال المدة التي سيقضونها بالبلد .
فمنتخب مصر الذي تعود على نصيب مثل تلك الكمائن للجزائريين مثلما فعله سنة 1984 ثم في 1989راح هذه المرة يرتكب ذنبا أكبر بالمساس بسمعة بلد بأكمله لما ضرب سفراءه واستباح دمهم، لكن هيئة بلاتير وعوض أن تنتقم للمظلوم بمعاقبة الظالم راحت تبارك تلك الفعلة وتشجع الظالم على ارتكاب أفعال أحمق وأشد في المناسبات المقبلة .
ولن يكون الأمر غريبا أن تسكت الفيفا لو تزهق أرواح فوق الأراضي المصرية مستقبلا، طالما أنها سكتت عما حدث للجزائريين شهر نوفمبر الماضي، والفيفا بقراراتها الأخيرة تكون قد فتحت الباب لعنف أكبر في الملاعب العالمية وهي التي باتت تتصرف بمنطق الكيل بمكيالين وبنصرة الظالم على المظلوم .
وبقراءة بسيطة في تلك العقوبات مثلما ذكرت بعض وسائل الإعلام المصرية، نستشف أن جماعة بلاتير راحت تقدم خدمة جليلة للإتحاد المصري من خلال برمجة مباريات المنتخب خارج العاصمة، وهو مكسب كبير ناضل من أجله زاهر في المدة الأخيرة لتجنيب المنتخب واللاعبين ضغط ملعب القاهرة، وهو الذي سعى جاهدا للعب في الإسماعيلية أو الإسكندرية، وبلاتير يكون قد منحه الضوء الأخضر لذلك وعبد له الطريق لتفادي موقف سكان القاهرة الرافض دوما لفكرة اللعب خارج ملعب " الموت ".
والغريب في قرارات الفيفا أن هذه الأخيرة أقرت إفلاس المصريين وعلى رأسهم زاهر في تنظيم وصول المنتخب الجزائري إلى القاهرة، وبالتالي كان عليها أن تسلط أقصى العقوبات عليهم حتى تكون بمثابة درس لهم ولتفادي حدوث مثل تلك المشاهد مع منتخبات أخرى مستقبلا، لكن العكس حدث، ومن سيواجه المنتخب المصري بالقاهرة مستقبلا فليحضر نفسه بدنيا ونفسيا للكابوس الذي سيكون أشد وأقبح والويل لمن يفتح فمه، والفيفا أكيد ستبارك الاعتداء، طالما أن بلاتير حبيب وصديق كل المصريين .
الفيفا على خطى الأمم المتحدة
ويقول الجزائريون وكل من تابعوا أحداث القاهرة أن الفيفا تسير بمنطق منظمة الأمم المتحدة التي لا تتوانى في نصرة المظلومين مثلما يحدث في فلسطين، وفي كل البلدان المستضعفة، حيث وعوض معاقبة إسرائيل والظالمين مثلها راحت تصدر قرارات مجحفة تزكي بها شتى أنواع المظالم، ومن اليوم فصاعدا قال الجزائريون يمكن إدراج الفيفا في صف المنظمات التي تخدم الأقوياء والمصالح على حساب القضايا العادلة .