أبدى المتظاهرون المناهضون للحكومة التايلاندية اليوم السبت إستعدادهم لإجراء محادثات مع الحكومة حول إنسحاب القوات ووقف إطلاق النار بهدف وضع حد لموجة العنف التي باتت تعصف بأمن واستقرار البلاد.
وصرح الزعيم الرئيسى لجماعة “أصحاب القمصان الحمراء” المناهضة للحكومة ناتهاووت سايكوا” إن الهدف من إجراء محادثات مع الحكومة هو الحيلولة دون سقوط المزيد من الضحايا”.
وأضاف المتحدث قائلا “إن المحادثات ستجري فقط حول انسحاب القوات ووقف إطلاق النار لأن المحادثات حول الأمور الأخرى قد انتهت بالفعل”.
وجاء إعلان هذا الخبر وسط تصاعد التوترات السياسية في العاصمة التايلاندية بانكوك حيث سمع دوي طلقات نارية وانفجارات من حين لآخر.
وكانت مصادر إعلامية قد أعلنت اليوم عن مقتل ثلاثة أشخاص في تجدد الإشتباكات اليوم بينما أعلن مركز ايراوان للخدمات الطبية الطارئة في بانكوك يوم أمس إن حصيلة قتلى سلسلة الاشتباكات التي وقعت بين القوات والمتظاهرين المناهضين للحكومة أمس الجمعة ارتفعت إلى 20 شخصا.
وأعلن المركز في الساعة الثامنة صباحا أن نحو 141 شخصا أصيبوا من بينهم رجال أمن ومدنيون.
وأفاد مركز حل الأوضاع الطارئة صباح أمس بأنه سيواصل الضغط على “أصحاب القمصان الحمراء” لإنهاء مسيرتهم التي طال أمدها.
20 قتيلا في مواجهات بين القوات التايلاندية و”القمصان الحمر
فتح الجنود التايلانديون الجمعة النار على المتظاهرين المناوئين للحكومة خلال مواجهات أوقعت على الأقل 20 قتيلا و141 جريحا في وسط بانكوك حيث تحاول قوى الأمن محاصرة “القمصان الحمر” وقطع الإمدادات عنهم.
وخلال اقل من 24 ساعة، قالت أجهزة الطوارئ أن عدد القتلى وصل على الأقل إلى 16 قتيلا و141 جريحا، ما يرفع حصيلة الأزمة منذ منتصف مارس إلى 46 قتيلا على الأقل وأكثر من ألف جريح.
وبين الجرحى ثلاثة أجانب هم مواطن من بورما، وآخر من بولندا ومصور كندي من قناة “فرانس 24″ التلفزيونية الفرنسية، ومصور تايلاندي مع صحيفة “ماتيكون” ومصور من محطة “فويس تي في” التايلاندية.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجمعة إلى إنهاء أعمال العنف في تايلاند، معربا عن “قلق متزايد إزاء تصاعد التوتر والعنف”.
كما أعربت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء اشتداد حدة المواجهات في بانكوك، ودعت “بقوة جميع الأطراف إلى التحلي بالاعتدال وحل خلافاتهم سلميا”. وأعلنت واشنطن أن السفارة الأميركية التي أغلقت الجمعة، ستبقى مغلقة حتى نهاية يوم الاثنين.
وبدأت المواجهات صباح الاثنين عندما حاول الجيش التقدم باتجاه شارع رئيسي يسيطر عليه “الحمر” الذين يطالبون بإسقاط الحكومة. وقال المتحدث العسكري الكولونيل سونسرن كايوكومنرد، ان “القمصان الحمر” سعوا “إلى تخويف السلطات باستخدام الأسلحة”.
واستمر تبادل إطلاق النار الكثيف حتى مساء الجمعة على طول الحدود الجنوبية للحي السياحي والتجاري في بانكوك الذي يحتله المتظاهرون منذ بداية ابريل الماضي.
واستخدم الجنود قنابل مسيلة للدموع بينما أحرقت حافلة عسكرية، بحسب ما ذكر صحافي من وكالة فرانس برس.
واتهم قادة “القمصان الحمر” الذين اقسموا على إسقاط الحكومة، رئيس الوزراء ابهيسيت فيجاجيفا ببدء “الحرب الأهلية” وطالبوا بانسحاب القوات التايلاندية من ضواحي الحي الذي يسيطرون عليه.
وقال ناتاوت سايكوار احد القادة الثلاثة الكبار للتحرك، “لا اعرف كيف سنصمد هذا المساء إذا لم يوافق ابهيسيت على وقف لإطلاق النار. ونأمل أن لا يكون ساعيا لإشعال حرب”.
وقال المتحدث باسم الحكومة بانيتان واتاناياغورن أن العسكريين تعرضوا لهجوم أثناء محاولتهم صد تدفق “القمصان الحمر” باتجاه مكان تجمعهم. وأكد أن “الجنود ما كان بوسعهم إلا أن يدافعوا أن أنفسهم في وجه الهجمات التي يتعرضون لها”.
وتنفي السلطات أن تكون هذه المواجهات تمهيدا لعملية طرد المتظاهرين بالقوة وقد تحصنوا خلف الأسلاك الشائكة والعجلات المغطاة بالكاز وحواجز القصب.
وأكد سونسرن أن “السلطات لن تشن الآن عملية ضد موقع راتشابراسونغ لكننا نتوقع أعمال عنف جديدة هذا المساء”. وتابع “على القمصان الحمر إدراك الوقائع وإنهاء تجمعهم”.
وقال وزير الدفاع الجنرال براويت وونغسوون لوكالة فرانس برس أن العملية “تهدف إلى الضغط على القمصان الحمر ليعودوا إلى طاولة المفاوضات”.
وصرح الجنرال براويت وونغسوون “علينا مواصلة تعزيز الضغط وإلا لن نكون قادرين على تطبيق القانون”.
ويريد الجيش خنق “الحمر” وقطع الإمدادات عنهم أملا في خفض عدد المتظاهرين إلى اقل مستوى ممكن. وقد أصبحوا حاليا محرومين من الكهرباء ومن إمدادات الماء والغذاء بينما لا يتم جمع القمامة.
وفي اقل من 24 ساعة غرقت العاصمة في دوامة عنف بعد عشرة أيام طغت خلالها المفاوضات بين رئيس الوزراء ابهيسيت فيجاجيفا وقادة “الحمر” الذين يطالبون باستقالته.
وكانت مواجهات أدت مساء الخميس إلى سقوط قتيل واحد عشر جريحا احدهم ضابط منشق انضم إلى حركة “القمصان الحمر”.
ولم يخف خاتيا ساواسديبول الملقب سيه دينغ الذي يتمتع بشعبية كبيرة بين “الحمر” انه يرفض تسوية سلمية للازمة.
وهو يعد قريبا من تاكسين شيناواترا رئيس الوزراء الذي اطاحه انقلاب في 2006 ويؤكد عدد كبير من المتظاهرين دعمه.
ووسعت حال الطوارىء التي أعلنت في بانكوك مطلع ابريل إلى 15 إقليما أخرى في الشمال والشمال الغربي معقل “القمصان الحمر”.
ودعا رئيس الوزراء التايلاندي المخلوع تاكسين شيناواترا الذي يقيم في المنفى، الجمعة الحكومة إلى سحب قواتها واستئناف المفاوضات مع المعارضين. وقال في بيان أن “حلا سياسيا ما زال ممكنا لتايلاند”، مؤكدا أن رئيس الوزراء “قادر على تجنب سقوط مزيد من الضحايا وإنقاذ بلدنا”.
وأضاف أن “ابهيسيت يملك الخيار بين أسلوب القوة والوسائل السلمية أو بين الاحتفاظ بمنصبه وحياة الأبرياء”. واعتبر تاكسين ما قامت به الحكومة تجاه المتظاهرين “جريمة وانتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان”.