لئن كانت إقامة مأدبة عشاء للحمير ليست مما يمكن توقع حدوثه في كل يوم، فإن الأمر ليس كذلك بالنسبة لأسرة دأبت على إقامة تلك المأدبة يومياً - ذلك أن الحمارة "هولي" البالغة من العمر ست سنوات وجحشتها "تشارلي" ذات العام الواحد درجتا على تناول طعام العشاء مع عائلة فيريير بصفة يومية، حيث تفضل هولي وتشارلي الخبز الفرنسي والبسكويت والشطائر.
وكان تيم وزوجته جاكي فيريير، وهما من الناشطين في مجال الرفق بالحيوان، قد انتقلا إلى منزل جديد قبل ثلاثة أعوام لإشباع رغبتهما وولعهما بالحيوانات واتباع سياسة الباب المفتوح أمام جميع حيواناتهما المدللة. وقد تم إحضار هولي أصلاً من ايرلندا إلى المنزل لتكون في رفقة جاكي أثناء وجود زوجها في العمل.أما منزل الأسرة الريفي الذي يقع في حدود خمسة هكتارات من المراعي وبساتين الفاكهة، فقد أصبح مأوى لمجموعة كبيرة من حيوانات تضم أربعة كلاب وثلاث قطط ونعجتين وحمارتين بالإضافة إلى فرس صغير وأربع بطات وثماني دجاجات وديك صغير.
وقد تحدثت جاكي التي تجيد رياضة الفروسية فقالت: "لقد ظلننا نقيم هنا منذ حوالي ثلاث سنوات؛ ولطالما ظللنا من محبي الحيوانات وكانت تحدونا الرغبة في امتلاك حمارة لأن الحمير "اجتماعية جداً، وتحب مرافقة الناس".
وأردفت تقول: "بطبيعة الحال لا نطعمها طعاماً ساخناً ولكن إذا كانت لدينا مأدبة غداء تحتوي على أطعمة باردة فإن الفرصة تكون متاحة للجميع للمشاركة في تناول الغداء حيث كل أحد يحصل على نصيبه من الطعام. بل إننا خصصنا بالفعل أماكن لها على المائدة لأننا إذا أردنا تناول الطعام في هدوء فإننا نعطي كلاً منهم طبقاً من طعام حتى يتسنى لهم الأكل بأنفسهم بدلاً أن نضطر لأن نطعمهم بأنفسنا".
وتحدثت عن هولي وتشارلي قائلة: "إنهما مولعتان أشد الولع بالخبز الفرنسي المحمص لدرجة أنهما تحصلان على صندوق منه في كل عام كهدية بمناسبة الذكرى السنوية للميلاد. إنهما تحبان المشاركة ولكن من المحتمل أن تصيبهما بعض الحيرة إزاء أصناف الطعام!".
ولا يكتفي تيم وزوجته جاكي بالسماح للحمارتين بالإقامة في المنزل وإنما يسمحان أيضاً لجميع حيواناتهما المدللة، وعددها 29حيواناً، بالتجول حول المطبخ والشرفة الأمامية للمنزل الكائن في بود بمنطقة كورنوول.
وأضافت الزوجة أن ابنها جيمس البالغ من العمر 12عاماً وشقيقته لوسي البالغة من العمر تسعة أعوام ليس لديهما مانع من هذا الوضع لا سيما وأنهما ترعرعا وهما معتادان عليه وأصبح معهوداً لديهما. ووصفت الأمر بأنه على درجة عالية جداً من التسلية لأن الأصدقاء يحضرون إلى المنزل والدجاج يتجول هنا وهناك - قائلة إن الأمر مختلف قطعاً وإن الحياة قد تكون مملة إذا كان الوضع مثل وضع كل شيء آخر.