اريس - هل يكفي أن يكون لك عمل في فرنسا وأن تحصل على ألف يورو في الشهر لكي تعيش حياة كريمة؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه آلاف الفرنسيين بعد فضيحة الزوجين الستينيين اللذين يسكنان، منذ سنة، في المراحيض العمومية بجنوب فرنسا. وكشفت الواقعة صحيفة «نيس ماتان»، أمس، في عز حملات التبرعات الخيرية والقصص الإنسانية التي ترافق عادة أعياد الميلاد ورأس السنة.
بطلا التقرير الصحافي هما ماري (62 سنة) وزوجها المعاق جانو (69 سنة) اللذان طُردا من شقتهما في العام الماضي ولم يكن أمامهما من سكن متاح سوى مقر عمل الزوجة، أي في المراحيض العمومية التي تعمل ماري عاملة للنظافة فيها من 12 سنة. فقد أقدم الزوجان على تحويل مخزن المكانس ومستحضرات التنظيف إلى مطبخ مرتجل ونصبا فيه سريرا سفريا. وكانا يمضيان أغلب وقتهما في تعقيم المكان من الروائح المنفرة. ومع أن الزوجة تتقاضى مرتبا لقاء عملها والزوج يستحق إعانة اجتماعية، مما يتيح لهما استئجار سكن حقيقي، فإن اليوروات الألف التي يحصلان عليها معا لم تكن كافية لإقناع أصحاب الشقق بتأجيرهما واحدة. يُذكر أن 265 مشردا قضوا في فرنسا خلال العام الماضي، أغلبهم بسبب البرد في العراء أو نتيجة اعتداءات. وتُتدارس، حاليا، إجراءات جديدة لمواجهة مشكلة نحو نصف مليون فرنسي يعيشون مشردين في الشوارع والحدائق العامة وتحت الجسور، أو ما يطلق عليه تأدبا «من دون سكن ثابت». هذا مع العلم أن الرئيس نيكولا ساركوزي كان قد وعد في حملته للانتخابات الرئاسية عام 2007، بأن يحل هذه المشكلة، وقال: «في غضون سنتين لن يكون هناك من هو مضطر إلى النوم على الرصيف والموت من البرد».