يحتضن مركز الفنون “حصن23″ بقصر رياس البحر بالجزائر العاصمة معرضا للنسيج يبرز ما أبدعته أنامل المرأة الجزائرية في مجال النسيج ، ويهدف القائمون على المعرض المندرج ضمن فعاليات المهرجان الوطني الأول لإبداعات المرأة الجزائرية إلى إبراز ما تبدعه المرأة الجزائرية في هذا الفن في مختلف ربوع الوطن ، ويعد النسيج من الفنون القديمة توارثته النساء جيلا وراء جيل منذ عدة عصور.
ويشارك في المعرض 23 حرفية من مختلف الولايات تعرضن زرابي تقليدية و منتوجات منسوجة ذات ميول عصري .
فيما خصص معرضا آخر للتعريف بالأدوات و التقنيات التي تستعملها الحرفيات في النسيج بالإضافة الى عرض كتب و مراجع و أبحاث لها علاقة بتاريخ النسيج .
كما يضم المعرض الذي يتواصل إلى غاية 18 ماي إبداعات مصممات وفنانات و ورشات لتعليم صناعة النسيج من قبل مختصين في ذات المجال ستقام بوسط الدار للقصر العتيق.
وفي جولة استطلاعية قادتنا إلى حصن 23 بقصر رياس البحر التقينا ببعض الحرفيات اللواتي قدمن منتوجهن في المعرض وهي منتوجات حرفية أبدعتها أنامل المرأة الجزائرية تعكس غنى وأصالة التراث الجزائري الضارب بجذوره في عمق التاريخ وقد حاولت كل عارضة أن تمثل منطقتها أحسن تمثيل، وفي هذا الصدد تؤكد السيدة مسعودة فرطاس التي قدمت من ولاية تقرت أن هذه المنطقة معروفة بالعديد من الحرف التقليدية مثل الطرز مشيرة إلى اهتمام المرأة في هذه المنطقة بتعلم الحرف التقليدية سواء في البيوت أو في المدارس
وأشارت فتيحة قديري من ولاية تيميمون إلى اهتمام جمعية حقوق الطفل والمراهق التي تمثلها بالحرف التقليدية من خلال إقامة ورشات تكوينية للفتيات اللواتي تولين اهتماما كبيرا بالحرف التقليدية
واعتبرت وزيرة الثقافة خليدة تومي لدى تدشينها المعرض بمناسبة افتتاح المهرجان الوطني لإبداعات المرأة رفقة الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبحث العلمي إن هذه المهرجانات مؤشر قوي على صحة المسار التنموي الوطني الذي خصص للثقافة جزءا معتبرا من الموارد المالية.
ويحتوي المعرض على ما أبدعته المرأة الأمازيغية المعروفة ببراعتها في الحرف التقليدية والحلي الفضية وفي هذا الإطار قالت إحدى المشاركات في المعرض جاءت من ولاية تيزي وزو إنها تعرض نماذج جديدة من الزرابي التي تنسجها المرأة الأمازيغية واعتبرت المتحدثة المعرض فرصة أمام الجمهور لاكتشاف تنوع وثراء الحرف التقليدية في مختلف مناطق الوطن
وأضافت تومي أن الإبداع النسائي الجزائري في مجال النسيج متنوع وغني وأنه أثرى التراث الجزائري حيث تلون بألوان الحضارات التي تعاقبت على الجزائر، مؤكدة في نقس الوقت أن المرأة الجزائرية لعبت دورا كبيرا في المحافظة على هذا التراث
وأشادت تومي بما حققته المرأة الجزائرية التي تواصل مسار التنمية بالاعتماد على التقنيات واستعمال الرموز والدلالات ومواد جديدة حيث حافظت على روح الأصالة ووظفت التراث أجمل توظيف،و أشارت خليدة تومي على هامش المهرجان إلى أن الوزارة رسمت 119 مهرجانا ثقافيا
ويحمل برنامج المهرجان الوطني لإبداعات المرأة العديد من النشاطات منها محاضرة تنشطها مالك عزوق مليكة حول طقوس النسيج بين الأسطورة والواقع ،و سيلتقي جمهور قاعة الموقار بأحداث العرض الشرفي لمسرحية ” رأس الخيــط “للمخرجة والفنانة صونيا من إنتاج المسرح الجهوي لمدينة سكيكدة، بالإضافة إلى الحفلات الموسيقية والعروض المسرحية التي ستقدمها فنانات على غرار صونيا وبهجة رحال .