أكدت مصادر طبية في تايلاندا هذا الخميس أن الزعيم العسكري للقمصان الحمرالجنرال ساح ديانغ قد أصيب بجروح بليغة في عملية إطلاق النار للقوات العسكرية التايلاندية في الحي التجاري الواقع وسط العاصمة بانكوك وأنه لا يزال على قيد الحياة.
وقد تصاعدت حالة التوتر والاحتقان التي تشهدها تايلاندا منذ شهرين في أعقاب رفض أنصار المعارضة مجددا إنهاء اعتصامهم في المنطقة التجارية بقلب العاصمة بانكوك ما دفع الحكومة إلى سحب اقتراحها الخاص بإجراء انتخابات مبكرة أعلنت عنها مؤخرا ضمن خطة للمصالحة الوطنية تهدف إلى حل الأزمة التي تعصف بالبلاد واستعداد الجيش لتطويق الموقع الذي يتحصن فيه المحتجون.
وبعدما رفض أنصار “الجبهة الموحدة للديمقراطية ضد الديكتاتورية” المعارضة المعروفون بذوي “القمصان الحمراء” فض تجمعهم في تقاطع (راتشابراسونغ) الحيوي الذي يحتلونه منذ الثالث من أفريل الماضي أعلن رئيس الوزراء التايلاندي ابهيسيت فيجاجيفا هذا الخميس عن سحب اقتراحه الخاص بإجراء انتخابات في 14 نوفمبر المقبل.
وصرح رئيس الوزراء التايلاندي على هامش ندوة حول تنمية المجتمع “إن خطة المصالحة الوطنية التي تتألف من خمس نقاط ستمضي مع ذلك قدما” متعهدا أيضا بإعادة الوضع بالبلاد إلى طبيعته قبل بداية الفصل الدراسي الجديد يوم الاثنين المقبل.
للتذكير فإن أبهيسيت قد حدد الأسبوع الماضي “خارطة طريق” من خمس نقاط تهدف إلى حل الأزمة السياسية الحالية في البلاد تقضي بحل البرلمان خلال الفترة من 15 إلى 30 سبتمبر القادم وإجراء انتخابات جديدة يوم 14 نوفمبر القادم.
وقد اشترط المتظاهرون المناهضون للحكومة -الذين كانوا قد وافقوا على خطة رئيس الحكومة لرحيلهم من وسط بانكوك توجيه التهمة- الى نائب رئيس الوزراء المسؤول عن الأمن سوتيب توغسوبان الذي يعتبرونه مسؤولا عن أعمال العنف التي وقعت في 10 أفريل وأودت بحياة عشرات المواطنين.
وكانت سلسلة الاحتجاجات التي شهدها تايلاندا منذ شهرين تحولت في 10 أفريل الماضي لأعمال عنف دامية بين المحتجين وقوات الجيش أوقعت 25 قتيلا وأكثر من 800 جريح في أدمى أعمال عنف سياسي تشهده البلاد منذ عام 1992.
وفي محاولة لحمل المتظاهرين على إنهاء احتجاجاتهم أكد الجيش التايلاندي اليوم أن قواته ستحاصر أنصار “الجبهة الموحدة للديمقراطية ضد الديكتاتورية” المعارضة المحتجون وسط العاصمة بانكوك.
وصرح المتحدث بإسم مركز مواجهة المواقف الطارئة في تايلاندا العقيد سانسيرن كايوكامنيرد بأن السلطات ستعزل المنطقة التي تجري فيها التظاهرات عبر تطويق كل مداخلها بواسطة آليات مدرعة لنقل الجنود.
ولمنع توافد المزيد من المتظاهرين إلى العاصمة بانكوك كشف ذات المصدر أنه سيتم تعليق خدمات وسائل النقل في العاصمة من مترو الأنفاق والحافلات.
وأوضح المتحدث باسم مركز مواجهة المواقف الطارئة في تايلاندا أنه سيتم استخدام ناقلات جنود مدرعة لمحاصرة موقع التظاهر لمنع أي شخص من دخول تلك المنطقة لكنه سيسمح للناس فقط بالمغادرة. كما سيتم قطع إمدادات الكهرباء والمياه مع بدء الحصار.
ويأتي هذا الإجراء في أعقاب مطالبة قادة المعارضة في تايلاندا بتعزيزات من أنصارهم لمساندة المعتصمين في المنطقة التجارية في العاصمة بانكوك لمواجهة أي محاولة من جانب قوات الأمن لإجلائهم عن المنطقة التي يحتلونها منذ الثالث أفريل الماضي.
ويتهم المتظاهرون رئيس الوزراء أبهيست الذي يتولى السلطة منذ ديسمبر 2008 بأنه “يخدم مصالح النخب التقليدية في بانكوك” على حساب سكان الأرياف وتعهدوا بألا يغادروا أماكنهم حتى يتم تحقيق مطالبهم.
للتذكير فإن الأزمة كانت قد نشبت في مارس الماضي بعد أن أصدرت المحكمة العليا في البلاد قرارا بمصادرة ما يزيد على نصف ثروة رئيس الوزراء الأسبق تاكسين شيناواترا المتهم بالفساد الأمر الذي دفع أنصار شيناواترا للخروج في مختلف أرجاء البلاد والاحتجاج على القرار.
وطالب أنصار شيناواترا رئيس الوزراء أبهيسيت فيجاجيفا بالدعوى إلى إجراء انتخابات جديدة وهي الخطوة التي قد تمهد الطريق أمام تاكسين شيناواترا للحصول على عفو والعودة إلى البلاد من المنفى مجددا.
للتذكير فإن الحكومة التايلاندية قد أصدرت مذكرة اعتقال بحق شيناواترا الذي أطيح به من السلطة في انقلاب عسكري عام 2006 ويعيش في منفى اختياري بالخارج منذ ذلك الوقت وحكم عليه بالسجن لمدة عامين في أكتوبر عام 2008 بعد إدانته باتهامات تتعلق بالفساد.