ألمانيا - أدانت محكمة ألمانية طبيبا حول امرأة إلى رجل من دون علمها، وأجبرته على دفع 100 ألف يورو للمرأة تعويضا عما لحق بها من ألم. وبهذا تكون محكمة كولون قد أكدت قرارا مماثلا لها صدر قبل أشهر وطعن فيه محامي الطبيب.
تعود هذه القضية إلى 30 سنة خلت حين أخضع الطبيب راعية المسنّين كريستيانا ي. وكان عمرها آنذاك 18 سنة، إلى عملية لاستئصال الزائدة الدودية. ولكن الطبيب فوجئ أثناء إجراء العملية بحالة غريبة، إذ كانت الأعضاء التناسلية للمريضة متضخمة وأقرب إلى الأعضاء الذكرية، في حين أنها كانت بمبيضين وجهاز تناسلي أنثوي كامل. وعندها قرر الطبيب، في لحظة لم يشاور خلالها أحدا، استئصال الجهاز التناسلي الأنثوي وترك الأعضاء «الذكرية» في مكانها.. كي تعيش الممرضة مستقبلا كرجل.
التقارير الطبية التي اعتمدها محامي الدفاع تشير إلى أن الأطباء احتاروا منذ ولادة كريستيانا عام 1977 في أسباب تضخم أعضائها الأنثوية إلى شكل يشبه شكل العضو الذكري. بل إن الأمور التبست عند والدي الطفلة نفسيهما وتوليا تربيتها في البداية كصبي، وتم تسجيلها في الدوائر المدنية في مدينة دوسلدورف كذكر تحت اسم «كريستيان»، إلى أن كشفت بعض الفحوص الطبية احتفاظها بمبيضين ورحم. وتقبل قاضي المحكمة هذه الأعذار لكنه أصر على أن الطبيب تدخل في «جنس» المرأة من دون استشارتها، في حين أنه كان مكلفا فقط بإزالة الزائدة الدودية الملتهبة. كما أثبتت الفحوص الطبية أن المبيضين والرحم كانا سالمين ومؤهلين للحمل أيضا. وحسب رأي القاضي فإن التباس الطبيب أثناء العملية ليس له ما يبرره.