الرباط - أثار تأكيد مشاركة المغني البريطاني التون جون في الدورة التاسعة لمهرجان موازين الموسيقي في المغرب في وقت لاحق هذا الشهر كثيرا من الجدال بين اسلاميين وخصومهم من الليبراليين ومقربين من الاتجاه العلماني.
وبدأ الجدال عندما تقدم فريق من نواب حزب العدالة والتنمية الاسلامي المعتدل الاسبوع الماضي أمام مجلس النواب بطلب منعه من المشاركة في المهرجان لانه من ذوي الميول الجنسية المثلية.
وقال نائب حزب العدالة والتنمية مصطفى الرميد في تصريحات صحفية "لقد طالبنا باستبعاد هذا الشخص من لائحة المدعوين لانه معروف بمثليته الجنسية ونعتبر أن استدعاءه هو اختيار غير سليم تتحمل مسؤوليته الجهة التي استدعته."
وتنظم جمعية مغرب الثقافات التي يرأسها منير الماجيدي مدير الكتابة الخاصة للعاهل المغربي محمد السادس المهرجان الذي يعد من أكبر المهرجانات الموسيقية في المغرب.
وأضاف الرميد "أي دولة ينص دستورها على أن دينها الرسمي هو الاسلام وتحترم مشاعر مواطنيها لا يمكن ان تستدعي أشخاصا من هذا النوع للمشاركة في مهرجان من هذا المستوى" مشيرا الى أنه ممكن "أن يتقدم بتصريحات تدعو وتحبب ميولاته او ينظم لقاءات في هذا الشأن."
وقال عزيز دكي المدير الفني لمغرب الثقافات في تصريحات لرويترز "لا نريد الجدال مع هؤلاء فخطابهم لا يعني سوى أنفسهم."
وأضاف "لا تهمنا الهوية الجنسية للمغني نحن نستدعي المغني لاسباب جمالية وقدرته على اقامة عرض كبير أمام الجماهير... التون جون من أحسن المغنين في العالم الذين يجيدون الغناء مباشرة أمام الجماهير. هذا ما دعانا الى استدعائه بالاضافة الى معجبيه العديدين في المغرب. حياته الخاصة لا تهمنا."
وقال ان من المنتظر ان تستقطب هذه الدورة جمهورا يزيد على المليونين اللذين اجتذبتهم الدورة الماضية.
ويدعو المهرجان لهذه الدورة نجوما لامعة في عالم الغناء الغربي والمشرقي والمغربي من بينهم المغني الاسباني خوليو اجليسياس والانجليزي ستينج وسانتانا وال جارو وبي بي كينج والفا بلوندي وماجدة الرومي وماجد المهندس وتامر حسني والمغربي عبدالهادي بلخياط.
وتساءلت يومية أوجوردوي لوماروك التي تصدر باللغة الفرنسية في مقال افتتاحي "هل سيتحول المغرب الى بلد يمنع المغنون فيه من الغناء بحجة ان حياتهم الخاصة لا تروق لنا؟"
وأضافت "اذا اتخذ المغرب موقفا كهذا فسننأى عن مصاف الدول المتحضرة."
ووصفت يومية الاحداث المغربية خطوة المطالبة بمنع التون جون بأنها "خطيرة" وقالت "كل هذا يعطينا صورة واضحة تماما عن الحرب الحقيقية للمتطرفين هي ليست ضد الفقر الذي يضرب أطنابه في صفوف شعبنا وليست ضد الامية التي تهددنا..كل هذا لا يهم المتطرفين فحبرهم الوحيد هو ضد سمعة البلد وضد الفن والثقافة."
وليست هذه هي المرة الاولى التي يندلع فيها الجدال بين اسلاميين معتدلين ومغاربة ليبراليين وعلمانيين فقد أسالت قضايا أخرى الكثير من مداد الطرفين كقضايا الشذوذ الجنسي وصرف الاموال في المهرجانات الفنية وبيع الخمر للمغاربة المسلمين.
وكانت نقابة الموسيقيين المصريين قد قررت منع المطرب البريطاني التون جون من الغناء في حفل كان مقررا له هذا الشهر بسبب تصريحات نسبت اليه وصف فيها السيد المسيح بالمثلية.
وكتبت يومية التجديد المقربة من حزب العدالة والتنمية الاسلامي يوم الاربعاء في افتتاحيتها "باسم شعار التسامح يراد منا التغاضي عما صدر عن هذا الفنان من اساءة بالغة لنبي من انبياء الله والتسامح معه وهو امر يتعارض مع المرجعية الاسلامية للمغرب."
وأضافت "كما يعتبر الشذوذ الجنسي العلني فعلا مجرما ويعتبر وصف شخص به بمثابة قذف له."