عندما سمع نيلسون مانديلا قبل ستة أعوام في زيوريخ أن جنوب أفريقيا ستنظم كأس العالم 2010، لم يكن يعرف فيسنتي دل بوسكي أنه سيكون المدير الفني لإسبانيا التي ستصبح أحد المرشحين الرئيسيين للفوز بالبطولة.
ورغم أن المدير الفني الإسباني (59 عاماً) يفضل الحذر ساعة الحديث عن حظوظ بطل أوروبا في أول مونديالات القارة الأفقر في العالم، إلا أن هناك شيئاً واحداً يشعر باليقين تجاهه: "إنها لحظة أفريقيا".
ويؤكد المدرب، الذي قاد منتخب بلاده إلى الفوز في جميع مبارياته منذ تولى قيادته عدا هزيمة في الدور قبل النهائي لبطولة كأس اقارات، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية ( د ب أ) "إن كرة القدم لعبة عالمية".
وحالت تلك الخسارة الوحيدة التي كانت أمام الولايات المتحدة دون مواجهة البرازيل، المنتخب الذي يتنافس معه على صدارة التصنيف العالمي، لكن خوض تلك المباراة في كأس العالم لا يصيب دل بوسكي بأي نوع من الهوس، وقال في هذا الخصوص: "هدفنا بالطبع هو الوصول حتى النهاية.. لكن علينا المضي خطوة ثم أخرى".
فرغم أنه يؤكد أن الفوز بكأس العالم ربما كان حلم حياته في الوقت الحالي، إلا أنه "اعتباراً من يوم 12 تموز/يوليو (غداة يوم المباراة النهائية) سيتحول التزامنا بصورة أو بأخرى إلى التفكير في بطولة الأمم الأوروبية مواصلة تشريف الكرة الإسبانية".
ويرفض المدرب التكهن باحتمالات البقاء في منصبه حتى كأس العالم 2014 في البرازيل، مؤكداً أنه عندما سلك رحلته في عالم التدريب لم يكن يفكر بأنه سيتولى يوماً ما تدريب منتخب بلاده.
ويرفض دل بوسكي (59 عاماً) بشكل عام الترشيحات المسبقة،"كرة القدم فيها تفاصيل صغيرة غير مهمة قد تؤدي إلى خسارة مباراة ما".
وتحدث المدرب عن أول خصم لمنتخب بلاده: "في البطولات القصيرة، تكون للمباراة الأولى أهمية قصوى. سويسرا لديها فريق يتمتع بقدر كبير من الطاقة، يقوم بشكل رئيسي على لاعبي الوسط إنلر وفرنانديس وحولهما يبنى باقي الفريق. يتميز لاعبوهم بالسرعة وأغلبهم محترفون في الدوري الألماني. كما أن لديهم مدرب جيد (الألماني أوتمار هيتسفيلد)".
أما هندوراس "فخروج لاعبيها إلى مسابقات الدوري الأجنبية حسّن من أدائهم. هناك لاعبون لديهم في الدوري الإنكليزي، والآن لم تعد هناك فرق صغيرة. قد تجعلهم كذلك بطريقة أدائك، لكن تلك الفرق عادة ما تكون صعبة".
ويتذكر لقاءً ودياً سابقاً أمام تشيلي رابع فرق المجموعة: "هزمناهم 3- صفر ، لكنها كانت نتيجة مبالغة مقارنة بما حدث على أرض الملعب. إنه فريق منظم للغاية. يلعبون بشكل مختلف عن الجميع تقريباً بضغط دائم ودفاع قوي، لكن ساعة امتلاكهم للكرة لا يفكرون كثيراً ويحاولون نقل الكرة سريعاً إلى الأمام استغلالاً لسرعتهم. إنه فريق آخر صعب، وكان كذلك أمام البرازيل والأرجنتين وباراغواي" في التصفيات.
ويتفق دل بوسكي إلى حد كبير مع القيصر الألماني فرانز بيكنباور الذي قال إنه يحب لعب البرازيل الدفاعي مع دونغا."بالفعل، البرازيل فريق منظم، لكنهم لم يفقدوا هويتهم بلاعبين مثل روبينيو وكاكا وراميريس ولويس فابيانو الذي يعد ظاهرة. كما أن لديهم ظهيري جنب رائعين، يتمتعان بالانطلاق هما مايكون وداني ألفيش".
لكن ذلك وما حدث في كأس القارات لا يصيبه بجنون الاشتياق إلى لقاء أبطال العالم خمس مرات: "هدفنا هو الوصول حتى النهائي، لكن من المستحيل أن يصدر عني تصريح من نوعية أن النهائي سيكون بين البرازيل وإسبانيا".
وتابع: "نحن نفكر خطوة بخطوة. بكل أمانة، أنا لا أتمنى منافساً معيناً في دور الستة عشر بين كوت ديفوار والبرازيل والبرتغال وكوريا الشمالية. كل ما يهمني هو الدور الأول، وبعد ذلك دور بدور. سيكون لدينا وقت كاف للتفكير بكل ذلك".
ولم يكتف المدرب الإسباني بالتأكيد على أحقية أفريقيا بتنظيم المونديال: "بل إنها لحظة القارة، ونحن علينا دعمها بصورة غير مشروطة. إن كرة القدم لعبة عالمية وعلى الجماهير أن تتابعها في جميع الدول، وليس فقط الدول الكبرى".
وحول الزعيم الكبير نيلسون مانديلا قال دل بوسكي: "إنه شخصية أسطورية غيرت في تاريخ العالم وتاريخ ذلك البلد على وجه التحديد".