تبلغ مساحة أنغولا مليون ومائتي ألف كيلومتر وهي نصف مساحة الجزائر، ويبلغ تعداد سكانها عشرة ملايين نسمة وبضع مئات من الآلاف وهو ثلث عدد سكان الجزائر..
وهي دولة إفريقية حديثة جدا لم تتحرر من القبضة البرتغالية إلا في منتصف السبعينات من القرن الماضي، وساهمت الجزائر في تحرير أنغولا ليس سياسيا فقط وإنما ماديا وحتى عسكريا من خلال دعم لوجيستيكي كان واضحا في الميدان.. وكانت الجزائر الرفيق الأول لأنغولا في عهد الزعيم "أغوستيني نيتو" الذي توفي في أواخر عام 1979 في موسكو بعد صراع مع السرطان، وكان ضمن المشيعين لجثمان زميله الراحل هواري بومدين برغم المرض الذي أنهكه.. وتتمتع أنغولا بموقع جغرافي راقي على ضفاف المحيط الأطلسي وهو ما مكنها كبلد زراعي وبترولي ومنجمي وغابي من التحول إلى واحد من أثرى بلدان القارة السمراء، وصار مطمعا للحراقة من شباب الدول المحيطة به مثل الكونغو وزامبيا وناميبيا. ويحتفظ الأنغوليون للجزائريين بأحلى الذكريات في قلوبهم. لأن ما قدمته الجزائر لأنغولا مازال يدرّس في كتبهم التاريخية لحد الآن ويعترفون بأنها كانت المساعد الأول والأكبر لثورتهم ولزعمائهم المشهورين منهم أغوستيني نيتو الذي قال في الجزائر عشرات الأشعار.
المواجهات الجزائرية - الأنغولية.. يوم "لنا" ويوم "لهم"
رغم أن أنغولا بلد حديث ورغم أنها لم تدخل المنافسة الكروية إلا في كأس أمم إفريقيا عام 1982 التي جرت بليبيا وفازت بها غانا، حيث أقصيت من أول مباراة تصفوية، إلا أن انغولا اختصرت الطريق ونجحت في خطف تنظيم كأس أمم إفريقيا التي شاركت في أطوارها الحاسمة في أربع مناسبات، ولمن لا يتذكر فإن أنغولا إضافة إلى زامبيا، كانت أشرس منافس لبطل إفريقيا المنتخب المصري في كأس أمم إفريقيا الأخيرة بغانا، عند ما تمكنت أولا من إحداث المفاجأة في فوجها الثاني أمام منتخبات قوية ظنت جميعا أن أنغولا ستكون الحصان الذي تمر به نحو ربع النهائي ولكنها أحدثت المفاجأة، وصعدت إلى دور الثمانية رفقة تونس بعد أن أقصت جنوب إفريقيا والسنغال واعتبرت حينها تلك النتيجة بالقنبلة المدوية في غانا.. وفي الدور ربع النهائي إلتقت بالبطل السابق واللاحق المنتخب المصري ولولا الفورمة القوية لأبوتريكة الذي لعب لقاء لا ينسى لخرج البطل من الدورة، حيث فازت مصر وخطفت تأهلا لنصف النهائي بعد فوز صعب بهدفين مقابل هدف واحد.. وحتى لا ننسى فإن أنغولا شاركت في كأس العالم الأخيرة في ألمانيا وهو إنجاز كبير لدولة إستقلت حديثا.
حكاية الأنغوليين مع الخضر
كانت أول مواجهة بين المنتخبين الجزائري والأنغولي في 30 مارس 1985 في الزمن الذهبي للكرة الجزائرية بقيادة رابح سعدان في أول وأصعب مواجهة مونديالية لرفقاء ماجر الذين سافروا إلى لواندا وتمكنوا بفضل الأداء الكبير للحارس نصرالدين دريد من العودة بتعادل سلبي حافظت به الجزائر على حظوظها التي تأكدت مع سير مباراة العودة في ملعب 5 جويلية، حيث صال وجال منتخبنا في غياب بلومي المصاب، وسجلت ثلاثة أهداف كاملة ولكنه في الربع ساعة الأخيرة دخل الخضر في السهولة، وتلقوا هدفين كادا أن يكون لهما ثالث في آخر ثانية من المواجهة التي انتهت بتأهل الجزائر التي لعبت وفازت ذهابا وإيابا بعد ذلك أمام زامبيا وتونس واعتبرت مباراتها مع أنغولا الأصعب.. والغريب أن آخر مواجهة بين المنتخبين أيضا كانت ضمن إقصائيات مونديال ألمانيا 2006 فتعادلا سلبيا في الجزائر في الخامس من جوان 2004 وعادت الغلبة لأنغولا في لواندا بهدفين مقابل هدف، حيث واصلت تألقها وتأهلت للمونديال لأول ولآخر مرة في تاريخها.. وما بين هاتين المنافستين لعب المنتخبان مباراتين وديتين إنتهتا بالتعادل السلبي وبهدف لمثله، والتقيا في إقصائيات كأس أمم إفريقيا بمالي فتعادلا بهدفين لمثلهما في لواندا وفازت الجزائر بثلاثية مقابل هدفين في الجزائر .. أي أن أنغولا لم تفز في تاريخها على الجزائر إلا مرة واحدة وفازت الجزائر مرتين وبقية المواجهات الرسمية الثلاث إنتهت بالتعادل.
بالأرقام
الجزائر: فازت مرتين وخسرت مرة واحدة. سجلت 9 أهداف وتلقت 8 أهداف
أنغولا: فازت مرة واحدة وخسرت مرتين سجلت 8 أهداف وتلقت 9 أهداف
انغولا تكثف استعداداتها
استونيا وتونس في تحضير "الكان"
يواصل منتخب انغولا تحضيراته لكأس الأمم الإفريقية وهو يتربص منذ بداية الشهر الحالي في جنوب البرتغال بمنطقة "الغارف" ويشارك في التربص اللاعبون المحليون فقط.
وبرمج الطاقم الفني الأنغولي أربع مباريات خلال هذا المعسكر ستكون الأولى ضد نادي من الدرجة الثانية بوتيمونوس وذلك في 12 ديسمبر والثانية بعد أربعة أيام وستجمعه بنادي اولهانينس من الدرجة الأولى 16 ديسمبر، فيما سيصعد من نوعية الفرق المنافسة بعد أن يجمع كل تعداده بالتحاق المحترفين وذلك بمواجهته كل من استونيا في 30 ديسمبر وتونس في 3 جانفي.
وسيتم الإعلان على القائمة الرسمية للاعبين المحترفين في 20 ديسمبر القادم.