شدّد محمد عبد العزيز الرئيس الصحراوي، هذا الخميس، على كون الوقت حان لإيجاد حل عادل ودائم لقضية الصحراء، واعتبر الأمين العام لجبهة البوليساريو، أنّ فشل الأمم المتحدة في مهمتها بشأن تنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية، يدفع الشعب الصحراوي إلى استنفاذ أقصى حدود صبره.
وفي حديث نشرته وكالة الأنباء الإسبانية اليوم، حذر الرئيس الصحراوي بقوله:”إنّنا نقترب شيئا فشيئا من حدود صبر الصحراويين ومن خيارات أخرى كتلك المتمثلة في المواجهات العسكرية”، مضيفا:”ذاك واضح كلما مر الوقت وفي غياب مؤشرات تؤكد استعداد الأمم المتحدة لتحمل التزاماتها بأكثر جدية وصرامة”.
وتابع زعيم البوليساريو أنّ عدم إدراج آلية مراقبة حقوق الإنسان ضمن صلاحيات بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية (المينورصو) في اللائحة الأخيرة لمجلس الأمن الدولي، هو بمثابة “استفزاز” تعود مسؤوليته الخطيرة على فرنسا بشكل خاص.
كما أشار عبد العزيز إلى وجود غضب كبير لدى السكان الصحراويين، ملاحظا أنّ شعب الصحراء الغربية مسالم إلا أنّ لصبره حدود، ما جهله يعلق:”لا يمكنني التنبؤ متى سينفد صبره”.
واعترف الرئيس الصحراوي بأنّ المفاوضات بين جبهة البوليساريو والمغرب تحت إشراف الأمم المتحدة، توجد حاليا في “مأزق”، معتبرا أنّ عقدة المسألة توجد في باريس، واتهم عبد العزيز فرنسا بوقوفها وراء النزاع الصحراوي منذ البداية عبر تشجيعها موريطانيا والمغرب على غزو الصحراء الغربية بعد انسحاب إسبانيا سنة 1976.
كما أعرب عبد العزيز عن عزم الشعب الصحراوي افتكاك حقه الثابت في تقرير المصير، مؤكدا على أنّ هزيمة الصحراويين مستحيلة، ولا أحد بإمكانه أن يحلم بأي شكل من الأشكال بمنح المجتمع الدولي الشرعية لواقع استعماري.
ولدى تطرقه إلى الانتفاضة السلمية في الأراضي الصحراوية المحتلة، أشار زعيم البوليساريو أنّها أزالت الستار خاصة على موقف فرنسا، وذكر بشأن الأخيرة:”هي تواجهنا بشكل مباشر في هذا النزاع”.
وأعرب رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية عن ارتياحه إزاء التصريحات الأخيرة لنائبة رئيس الوزراء الإسباني ماريا تيريزا فرنانداز دي لا فيغا بنيويورك، وتأكيدها على ضرورة احترام حقوق الإنسان بالصحراء الغربية، متمنيا أن يكون ذلك بداية تصحيح الموقف الاسباني من القضية الصحراوية.
كما حيا عبد العزيز تجند وتأييد المجتمع المدني الاسباني للمناضلة الحقوقية الصحراوية أميناتو حيدر خلال إضرابها عن الطعام بلانثروتي، مردفا:”الراية الصحراوية ترفع اليوم حتى بالرباط و اللاجئون الصحراويون مستعدون للدفاع عن كرامتهم وعدم الحصول على مساعدات إنسانية، وهناك العديد من الأشخاص على أتم الاستعداد للتضحية بأنفسهم وإنني على يقين بأنهم قد يستأنفون الكفاح المسلح في أي وقت”، مقدّرا أنه لا يمكن لأي كان التصدي للصحراويين أو حرمانهم من حق العيش في كرامة.