عملية القرعة الخاصة بنهائيات كأس العالم 2010 التي أقيمت في مدينة كاب تاون بجنوب افريقيا، لم تكن مجرد عملية تقنية، بل كانت باعتراف الجميع الإنطلاقة الحقيقة للمونديال. وكان من المنطقي أن تجلب إليها كبار نجوم العالم: بيكام، ميلا، بيكنباور، هيرو، وغيرهم كانوا ليلة الرابع من ديسمبر نجوما مازالت تسطع في سماء الكرة العالمية.
روجي ميلا: "سعيد بتألق الكرة الجزائرية لأنني عايشت ماجر، بلومي والآخرين"
لم يجد اللاعب السابق لمنتخب الكامرون روجي ميلا من القول سوى أنه في قمة السعادة بعودة المنتخب الوطني إلى ساحة كبار افريقيا. ويعتبر ميلا من اللاعبين الكامرونيين الذين عايشوا العصر الذهبي للكرة الجزائرية وهو ما يفسر صدمته لغياب الخضر حتى عن كأس الأمم الإفريقية: "في مجال كرة القدم أنا جزائري بامتياز، فقد سبق لي وأن عاشرت كبار نجوم الكرة الجزائرية من أمثال ماجر وبلومي وقندوز وغيرهم، وهو ما يبرر سعادتي بعودة الجزائر إلى دائرة كبار افريقيا". ويرى ميلا المعروف بحبه للكرة وفنها، أن المنتخب الوطني بقيادة رابح سعدان لا يمكنه سوى منافسة الكبار كما قال.
ولم يستبعد روجي ميلا أن تكون لعودة الخضر الأثر الإيجابي على الكرة الإفريقية، لا سيما من جانب التمثيل في كأس العالم، ومازال الأسد الكامروني العجوز يفتخر بأن مشاركته الأولى في كأس العالم عام 1982 كانت رفقة المنتخب الوطني وهذا أمر لن ينساه أبدا كما أكده ميلا.
أبيدي بيلي: "جيلكم الجديد قوي بدنيا وذهنيا"
ولا يختلف معظم من عرفوا الكرة الجزائرية ونجومها في القول أن المنتخب الوطني كان دائما في الموعد لما يتعلق الأمر بتمثيل القارة. ومازال الجميع يعترف للخضر بالوجه المشرف الذي أبانوا عنه في إسبانيا والمكسيك، ولم ينسوا أبدا أن منتخبا افريقيا حرم من الصعود إلى الدور الثاني بمؤامرة أوروبية. ابيدي بيلي نجم غانا السابق وبطل كأس الأندية الأوروبية، أصر على القول بأنه كان يتمنى منذ بداية التصفيات أن يتأهل الخضر إلى المونديال، ولما سألناه عن السبب قال: "أنا من المعجبين بالكرة الجزائرية، وانا معجب أكثر بهذا المنتخب الذي يضم نجوما كبيرة تلعب في أوروبا وهم في غالبيتهم من الشباب، لقد تابعت مباريات المنتخب الجزائري، ووقفت على نوعية لاعبيه وقوتهم الذهنية ومخزونهم البدني"، ويبدو أن ابيدي بيلي الفنان، لم ينس أن الكرة الصحيحة تصنعها التقنية العالية قبل أي شيء آخر. ويتوقع نجم الكرة الغانية السابق ان عودة الجزائر وغانا ونيجيريا لقيادة الكرة الإفريقية شيء جيد، لأنها منتخبات قادرة على تحمل مسؤولياتها كما أصر على القول.
مدرب نيجيريا: "منتخبكم أمتعنا في التصفيات"
وإذا كان تأهل "الخضر" إلى المونديال قد أثلج صدور الكثيرين من عشاق الكرة الجميلة المبنية على المهارة، فإن ما يقال في أوساط الكرة الإفريقية هذه الأيام هو أن هذه الأخيرة عرفت هي الأخرى عشرية سوداء وبالتالي تراجع اكبر المنتخبات. ويبرر أصحاب هذا الرأي قولهم بأن كأس العالم الأخيرة عرفت سقوط الكاميرون و نيجيريا زيادة عن غياب الجزائر غير المفهوم. شايبو أمودو، مدرب منتخب نيجيريا، لم يخف سعادته بتأهل المنتخب الوطني إلى كأس العالم رفقة منتخب النسور الممتازة وهو ما اعتبره عودة الأشياء إلى نصابها: "المنتخب الجزائري جيد وقد استمتعنا بطريقة لعبه في التصفيات، وقد اعجبت برد فعله في المقابلة الأخيرة التي اجراها في الخرطوم. وأنا كمدرب لنيجيريا أعرف ربما أكثر من غيري أن عودة المنتخب الجزائري إلى مقامه الأصلي يعني أيضا عودة التوازن إلى الكرة الإفريقية وهذا شيء جميل جدا".
المنتخب الجزائري مازال في الذاكرة.. والقيصر شاهد
في كاب تاون، كان الحديث بطبيعة الحال عن احتضان القارة لكأس العالم لأول مرة، أما الحلم فهو بقاء الكأس الذهبية في إفريقيا. ولما يسترجع محبو الكرة ذكريات افريقيا في كأس العالم فإنهم يمجدون المنتخب الوطني لعام 1982. ومازال الفوز على الألمان يدوي في الملاعب، لأنه الأعظم والأجمل في تاريخ القارة ولم يضاهيه حتى فوز السينغال على فرنسا في نهائيات 2002، لا أحد نسي ما فعله الخضر في مونديال اسبانيا، بيكنباور أو القيصر الألماني جاء إلى كاب تاون واسترجع ذكريات كثيرة. القيصر مازال معجبا بمنتخب الجزائر، وكان انطباعه عن عملية القرعة يدل على ذلك: "يمكن للمنتخب الجزائري أن يسجل نتيجة طيبة في كأس العالم... نعم يمكنكم ذلك". قبل أن يتحدث عن المنتخبات الإفريقية وكأس العالم القادمة التي يراها غنية بالإكتشافات والمفاجآت، ولما يتحدث القيصر عن الكرة لا بد من الإستماع والإستمتاع.
"الخضر" سيرسمون عودتهم من جنوب افريقيا
وبعيدا عن العواطف والذكريات، يجمع المهتمون بشؤون الكرة الإفريقية ومنهم كالوشا بوالايا وألان غواميني حارس كوت ديفوار السابق على أن المنتخب الجزائري يستطيع أن يعلن عودته الرسمية لقيادة الكرة الإفريقية في جوان القادم، بمعنى أنه قادر على تكذيب كل التكهنات. ويعتمد كالوشا في تحليله مثلا على عامل المستوى الفردي للاعبين وسنهم، زيادة -كما قال- عن قوتهم الجماعية .أما ألان غواميني الذي يبدو أنه يعرف كل التفاصيل عن الخضر، فيرى بأنهم في المنحنى التصاعدي ويملكون القدرات الكافية لدخول كأس العالم بقوة. ويتفق النجمان الإفريقيان في القول أن المنتخب الجزائري قادم، ومهما كانت نتائجه في المونديال، انه بلا منازع منتخب العشرية القادمة.