الشروق في ضيافة والدي مراد مغني بأولاد هداج
"مراد ينبض بحب الجزائر وانتظروه في كأسي إفريقيا والعالم"
والد مراد مغني متحدثا لصحفية الشروق
"جئنا لقضاء العيد فغمرنا الناس بالحب والاحتفال"
فاجأت عائلة النجم الجزائري الجديد مراد مغني ممثلة في والديه الجميع في بلدة ولاد هداج بضواحي العاصمة عندما زارا رأسيهما خلال الأيام القليلة الماضية، حيث فضل عمي علي وخالتي آنا قضاء العيد وسط الأقرباء والجيران.
وبدون تردد زرنا العائلة واستقبلنا أفرادها بكل حفاوة وطيبة قلب فقط لأننا أعلمناهم أننا نمثل جريدة الشروق، التي وجدناهم يحبونها كثيرا بعد تصديها لترسانة الإعلام المصري.
وكان لنا مع والدي مغني دردشة حميمية عن مشواره الرياضي إلى غاية تألقه بافتكاكه تأشيرة المونديال إلى جنوب إفريقيا.
"فتح عينيه في المــلاعب"
وكان عمي علي أول من راح يسرد لنا قصة إبنه، حيث أخبرنا أن مراد فتح عينيه في الملاعب، حيث كان يحمله على ذراعيه في عطلة الأسبوع ويدخل به الملعب ليشاهد ويشجع أخاه السعيد الذي يكبره بأربع سنوات ونصف، والذي سبقه إلى عالم كرة القدم، فرسم له طريقا لا رجعة فيه. وعند بلوغه سن الرابعة، دخل في مرحلة الممارسة إلى غاية انضمامه إلى تورسي وهو في سن الحادية عشرة، وعند بلوغه ثلاثة عشرة ربيعا، اختير بعد مسابقة أجراها ليتم تربصه في كلار فانتان الفرنسية. وبعد إنهائه لفترة تربصه وتحصيله لألقاب وانتصارات عديدة، من بينها التتويج العالمي مع المنتخب الفرنسي في فئة أقل من 17 سنة عام 2001، وكان قبل ذلك التحق بنادي بولونيا الإيطالي.
"مراد موهبة رياضية نادرة لقبه الناس بزيزو"
وأضاف عمي علي بافتخار أن الكثير لم يبخل عن ابنه بتلقيبه بزيدان الصغير لآدائه المتميز وجنسيته الجزائرية مثل زيدان زين الدين. ويؤكد والدا مراد أن المناسبات الرياضية القادمة سوف تكون فرصة ليفجر مراد كل طاقته وخاصة في كأسي إفريقيا والمونديال.
وبالعودة إلى أول ظهور لمراد بالزي الوطني، وكان ذلك في أوت الماضي ضد الأورغواي وديا، أخبرنا والده قائلا: مراد كان ينتظر فقط إشارة من الجزائر لتقمص الألوان الوطنية وتمثيلها أحسن تمثيل وتسنى له ذلك بعد تدخل روراوة في تغيير قوانين الفيفا بخصوص اللاعبين مزدوجي الجنسية، وعبر لنا عمي علي عن فرحته الكبيرة لحظة التأهل إلى المونديال وأنه جد راض على الإنجاز الذي حققه المنتخب الوطني وعلى الآداء المشرف في السودان.
والدتــــه البرتغالية دائمة الزيارة للجزائر
والدة مراد آنـا طيبة القلب، امرأة حنون إلى أبعد حد، برتغالية الجنسية، قالت لنا "أحب الجزائر والجزائريين وأنا أزور الجزائر سنويا وأفراح هذه السنة لا تسعني".
"مراد يحفظ قسما منذ نعومة أظافره"
خلال حديثنا مع آنــا عن المحطات الرياضية لمراد مع تشكيلة الخضر، استوقفتنا صورة مراد في المباراة التاريخية في الخرطوم وهو يضع يده على صدره أثناء آداء النشيد الوطني، واستفسرت والدته عن معنى رمز وضع اليد على الصدر أثناء ترديد النشيد الوطني، فأجبناها بكل بساطة حب الوطن الأم.
تأثرت آنـا كثيرا ولم تتمالك دموعها
كما أكدت لنا أن مراد يحفظ النشيد الوطني منذ صغره، وهذا ما يفند إدعاءات الكثيرين من الإعلاميين المصريين أن عناصر الفريق الجزائري لا يحفظون النشيد الوطني.
أما عن تعرض حافلة الخضر للإعتداء في مصر، أخبرتنا أن مراد أرسل رسالة قصيرة لأخيه يخبره بما حصل، وبأنه لم يصب بأذى، لكنه جد مفزوع لما وقع لزملائه أمام عينيه. وبطبيعة الحال والداه لم يطب لهما خاطر حتى رآياه سالما معافى.
وتضيف آنـا "أصبنا جميعا بحالة حزن شديدة جراء ما حصل بمصر لمراد وزملائه... كلهم أبنائي... أحبهم جميعا".
واسترسلت والدة لاعب لازيو قائلة : أنشأت أبنائي السعيد ومراد على حب وطنهما وأنا أزور الجزائر كل سنة وفخورة جدا أن ابني حمل ألوان وطنه ومثلّها أحسن تمثيل، وأنا أعلم كل العلم أن مراد باستطاعته أن يقدم الأفضل والأحسن، لأنه يملك القدرات، وأشجعه على إبرازها وهو مع منتخب بلده الجزائر.
مراد .. الطفل المدّلل والأسطورة القادم
أخبرتنا "آنـا" أنها في كل مرة تفارق فيها مراد بالمطار تذرف دموعا لأنه جزء من كبدها، ويبقى مراد بالنسبة لها الطفل مهما كبر سنه ومهما زاد آداؤه، وتقول عن لحظة التأهل "حينها أردت تقبيل ابني.. كلّمته.. وطلبت منه أن يحيني عبر شاشة التلفزيون وفعل".
كما أضافت إلى معلوماتنا أن مراد يجيد نطق 5 لغات، ويتميز بالهدوء والخجل لذلك نجده غالبا تحت الظل بعيدا عن كاميرات وشاشات التلفزيون. ولا يعرف الضوء إلا والكرة تحت قدميه على أرضية الملعب، وهذا ما لاحظناه فعلا خلال تغطيتنا للقاء الجزائر- مصر بالخرطوم. وفي الأخير تلقينا عبارات الشكر والتقدير من قبل آنــا وعمي علي ..ودعنا الأبوين الكريمين في انتظار إجراء لقاء مع مراد حين عودته إلى أرض الوطن.