يتوجه الرئيس الروسي دميتري مدفيديف الى سوريا يوم 10 ماي بزيارة رسمية تستغرق يومين. وهذه هي أولى زيارة لقائد روسي أو سوفيتي الى هذا البلد خلال تاريخ العلاقات بين البلدين. وينتظر ان تعطي الزيارة زخما جديدا لتطور العلاقات السياسية بين البلدين.
يذكر أن الاتصالات الأولى بين روسيا وسورية بدأت في أواخر القرن الـ 18 بافتتاح قنصلية روسية في دمشق، فيما افتتحت روسيا قنصلية لها كذلك في اللاذقية بعد مرور مئة سنة من ذلك .
أما العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد السوفيتي وسورية فقد أقيمت عام 1944 رغم معارضة بريطانيا وغيرها من البلدان الغربية لذلك. وأصرت موسكو حينذاك على ضم هذا البلد الى قائمة البلدان المؤسسة لهيئة الأمم المتحدة.
وقد بلغت العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية بين البلدين ذروتها خلال الحقبة السوفيتية. وفي السنوات الأخيرة اكتسب التعاون السياسي بين البلدين زخما جديدا مع انه لم يبلغ بعد المستوى الذي كان عليه في العهد السوفيتي.
وقد تم لقاء بين الرئيسين الروسي دميتري مدفيديف والسوري بشار الأسد في سوتشي عام 2008 بحثا خلاله آفاق التسوية في الشرق الأوسط وتطبيع الوضع في العراق وتطبيق اتفاقيات الدوحة الخاصة بلبنان وكذلك الملف الإيراني.
هذا وأكد مصدر سوري رفيع المستوى لمراسل “ايتار ـ تاس” قبيل زيارة مدفيديف ان العلاقات السورية ـ الروسية تتطور باطراد وثمة آفاق رحبة أمامها.
وقال المصدر ان دمشق ترحب بزيارة الرئيس الروسي وتعتقد ان الزيارة سترتقي بالعلاقات الودية تقليديا بين البلدين الى مستوى جديد. وأكد المصدر ان المباحثات بين الأسد ومدفيديف ستشكل خطوة هامة على طريق إقامة علاقات متميزة بين البلدين.
وقد أعلن عامر لطفي وزير الاقتصاد والتجارة السوري عضو اللجنة الحكومية المشتركة مؤخرا ان التعاون بين البلدين يتطور بنجاح في السنوات الأخيرة وذكر كمثال على ذلك انجاز بناء مصنع معالجة الغاز في حمص في أواخر العام الماضي. وأشار الى أن هذا المصنع يتوافق مع المعايير العالمية الحديثة وأكد كذلك انه يوشك على الانتهاء من بناء مصنع مماثل قرب مدينة دير الزور.
وذكر لطفي بين مجالات التعاون الرئيسية الطاقة وقطاع النفط والغاز والزراعة والري والسياحة وغيرها. وقال الوزير ان الشركات الروسية تتمتع بإمكانيات واسعة للمشاركة في تطوير الاقتصاد السوري.