بقميصه الذي كان يحمل الرقم (6) ، برز دانييل ألبرتو باساريللا كواحد من أفضل مدافعي العالم خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي. وأمس ، وبفارق ستة أصوات فقط عن منافسه ، أصبح قائد المنتخب الأرجنتيني المتوج بلقب كأس العالم 1978 رئيسا منتخبا لنادي ريفر بليت.
وإذا لم تجد أمور أخرى في انتخابات شهدت منذ البداية العديد من المشكلات ، سيصبح "القيصر" واحدا من قلة على مستوى العالم تولوا رئاسة النادي الذي لعبوا فيه وتولوا تدريبه ، ليسير على خطى سانتياجو برنابيو (ريال مدريد الأسباني) وفرانز بيكينباور (بايرن ميونيخ الألماني) وكارلوس بابينجتون (الرئيس الحالي لأوراكان الأرجنتيني).
وانتظر اللاعب السابق حتى فجر أمس بالتوقيت المحلي كي يمنحه التصويت النهائي منصب الرئيس ، بعد أن رفضت اللجنة الانتخابية النتائج الأولية التي أعلنت في وقت سابق فوز منافسه رودولفو دونوفريو ، عقب انتخابات تاريخية ساخنة أجريت أول أمس السبت.
وقال باساريللا "لقد سبق وقلت ذلك. إنني الفائز".
لكن دونوفريو أدان أمس وقوع أعمال "تزوير" من جانب قائمة باساريللا ، مؤكدا لجوءه للقضاء.
ولتحديد أهدافه الانتخابية ، استخدم باساريللا كل ما استطاع من أسلحة حتى اللحظة الأخيرة ، بنفس العناد الذي كان يضغط به على منافسيه خلال العهد الذي تألق فيه في مركز قلب الدفاع.
وكان قد توجه في ساعة مبكرة من السبت للإدلاء بصوته ، قبل أن يقضي ثماني ساعات في المنطقة المحيطة بمعقل النادي ملعب "مونومنتال" لتوقيع أوتوجرافات للأعضاء الذين توافدوا للتصويت ، في محاولة للتقارب معهم ، ربما كانت عامل حسم في النتيجة النهائية للانتخابات.
يضاف إلى ذلك أن قائمة دونوفريو عانت من غياب مفاجئ لنجم أوروجواي السابق إنزو فرانشيسكولي ، الذي طرح اسمه لتولي إدارة النادي في حالة انتصار جبهته.
من جانبه ، حظي المدير الفني السابق بفريق عمل متحرك لتحقيق الفوز ، وفقا لما صرحت به بعض المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ). فبينما كانت تجرى الانتخابات التي دارت بصراع كتف بكتف بين باساريللا ودونوفريو ، كان أنصاره يفعلون المستحيل من أجل حشد الأصوات ويدعون الأعضاء إلى التصويت ، ويعرضون عليهم وسيلة نقل مجانية للانتقال إلى "مونومنتال".
ومنذ عهده كلاعب ، لم يتميز باساريللا بحماسه الشديد فحسب ، بل أيضا بقدراته التهديفية. فقد أصبح خلال مشواره ثاني أفضل المدافعين تسجيلا للأهداف في تاريخ بطولات الدرجة الأولى على مستوى العالم كله ، برصيد 134 هدفا في 451 مباراة.
وكان أوج مشواره الحافل ، عندما رفع كأس العالم للمرة الأولى في تاريخ الأرجنتين عام 1978 كقائد للفريق خلال نسخة البطولة التي استضافتها بلاد التانجو.
وكان لاعب فيورنتينا وإنتر ميلان السابق بين أفراد الفريق الذي حصد اللقب عام 1986 في المكسيك ، رغم أنه لم يلعب أي مباراة بسبب مشكلات بدنية مفترضة مع الفريق الذي كان يتولى تدريبه كارلوس بيلاردو ، والذي حصد اللقب في النهائي على حساب ألمانيا بعد بطولة أكثر من رائعة للأسطورة دييجو مارادونا.
بعد ذلك تحول إلى التدريب ، الذي وصل فيه إلى قيادة المنتخب الوطني الأرجنتيني. ففي عام 1989 وبعد أشهر قليلة من اعتزاله تولى الإدارة الفنية لريفر بليت دون أي خبرة سابقة في المنصب. وفي وجود أميريكو جاييجو كمساعد له حصد لقب الدوري عام 1989/1990 ولقب مرحلة الذهاب (أبرتورا) عامي 1991 و1993 .
وفي وجود ألفيو باسيلي كمدير فني لمنتخب التانجو ، خرج الفريق من دور الستة عشر لبطولة كأس العالم عام 1994 في الولايات المتحدة ، بعد الكشف عن تعاطي مارادونا للمنشطات. وساد رأي في ذلك الحين بأن الفريق في حاجة إلى النظام والعمل والانضباط.
لذلك ، وبعد قيادة ريفر في 215 مباراة (105 انتصارات و65 تعادلا و45 هزيمة)، انتقل باساريللا إلى تدريب المنتخب الوطني ، حيث كان بطلا للعديد من المشكلات بسبب موقفه الانضباطي الصارم.
وكان باساريللا يرفض ضم اللاعبين الذين يستخدمون الحلي أو يطيلون شعرهم ، مما تسبب في حرمان الفريق في ذلك الوقت من لاعب الوسط المتألق فرناندو ريدوندو نجم ريال مدريد السابق.