إذا كان المنتخب المصري قد خسر بطاقة التأهل أمام الخضر في مباراة الخرطوم وهو ما يجعله غير معني بعملية القرعة، فإنه كان في الحقيقة على كل لسان، ليس أسفا عن غيابه بل لما تعرضت له حافلة الخضر من رجم بالحجارة لحظات فقط بعد مغادرتها المطار.
لا أحد فهم لماذا حدث الإعتداء!
كل الذين سألناهم، وحتى منهم من سألونا عن موقعة القاهرة، وهناك من سماها حرب الفراعنة، لم يجد تفسيرا للهجوم الذي تعرض له الخضر في الثاني عشر نوفمبر. بعض اللاعبين القدامى الذين واجهوا المنتخب المصري تحدثوا عن ممارسات معروفة يراد منها الضغط على الخصم وضرب تركيزه قبل المباراة، لكن الذي وقع للحافلة وتسبب في جرح ثلاثة لاعبين جزائريين أمر لم يفهمه أحد. لاعب كاميروني يعرفه المصريون جيدا لم يتردد في تهنئة رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم وعبّر له عن أسفه الشديد لما تعرض له الخضر وأنصارهم في القاهرة، مؤكدا في ذات الوقت أن الهجوم على اللاعبين الجزائريين ومضايقتهم لم تفاجئه أبدا.
لماذا طلب من المصريين تقديم ضمانات؟
ويرى عدد من الإعلاميين المختصين في شؤون الفيفا والذين كانوا حاضرين بقوة في كاب تاون أن الإتحاد الدولي ارتكب خطأ جسيما لما طلب ضمانات من الإتحاد المصري وقرر إجراء المباراة رغم ما حدث ويقول أصحاب هذا الرأي أن الفيفا كان عليها إلغاء مباراة 14 نوفمبر وفتح تحقيق معمق قبل اتخاذ أي قرار، لأن ما حدث كما قالوا أمر غير مسبوق وجعل قوانين الفيفا محل شكوك، ولم تخف أطراف أخرى استياءها مما قالت عنه تدخل "جهات سياسية" لفرض إجراء المقابلة، وكان المقصود هو ما قالت عنه الفيفا بأنها اتصالات عالية المستوى.
"الفيفا" مصدومة .. لكنها تخفي استياءها
من خلال الحديث الذي جمعنا بالسيد جيروم فالكي، الأمين العام للفيفا على هامش عملية القرعة، حاول هذا الأخير التهرب من الدخول في التفاصيل، لكنه قال بالحرف الواحد: "لن يحدث هذا أبدا في المستقبل ونحن نعمل الآن من أجل بلوغ هذا الهدف". وما فهمناه من كلام الأمين العام أن ما حدث في القاهرة شيء خطير على لعبة كرة القدم وشعبيتها، أما أعضاء الإتحاد الدولي فقد بدأوا يشعرون بالخطر مما حدث في القاهرة والذي اعتبر بكل بساطة تجاوزا خطيرا لقوانين الإتحاد الدولي. بعض الإعلاميين ممن تابعوا أحداث القاهرة انتقدوا هيئة بلاتير وقالوا بما معناه أنها تماطلت في إصدار قرارها النهائي لربح الوقت وتخفيف الضغط عنها من أسرة كرة القدم العالمية.
نقاش ساخن في المكتب التنفيذي.. وحزمة إجراءات جديدة تحضّر
وإذا كان المنتخب الجزائري قد شارك في كأس العالم 1982 وتسبّب في تغيير قوانين الفيفا من أجل منع التلاعب بنتائج المباريات، فإن المنتخب المصري لن يشارك في مونديال 2010، لكنه سيساهم في تغيير بعض القوانين التنظيمية الخاصة بالأمن، وينوي المكتب التنفيذي للفيفا تعديل بعض القوانين التنظيمية وخاصة منها المتعلقة بأمن وسلامة اللاعبين والأنصار في المباريات، مع احتمال إصدار عقوبات جديدة قد تصل إلى حد تعليق عضوية المشاغبين لمدة طويلة.