تم هذا الأربعاء بموسكو التوقيع على اتفاق تعاون في المجال الثقافي بين وزيرة الثقافة خليدة تومي و نائب الوزير الروسي للثقافة ألكسندر غلوتوفا.
وثمنت الوزيرة تومي خلال حفل التوقيع الذي جرى بمقر الوزارة الروسية للثقافة بحضور أعضاء من وفدي البلدين و سفير الجزائر في موسكو إسماعيل شرقي أهمية هذا الإتفاق الذي “يترجم استئناف التبادلات الثقافية” بين الجزائر و روسيا بعد انقطاع دام أكثر من عشريتين.
و أكدت تومي و نائب الوزير الروسي أن الإتفاق الذي يمتد على مدى ثلاث سنوات (2010-2012) يوفر للطرف الجزائري و لنظيره الروسي “قاعدة قانونية و تنظيمية للعمل المشترك الذي يهدف إلى تعزيز علاقات التعاون الثنائي لا سيما في المجال الثقافي”.
كما أكد الطرفان ، أن هذا الإتفاق الذي يأتي التوقيع عليه في ظرف يتميز باستئناف التبادلات الثقافية بين البلدين لا سيما بعد إعطاء إشارة الإنطلاقة الثلاثاء الماضي للأسبوع الثقافي الجزائري بروسيا يندرج في إطار تجسيد اتفاق الشراكة الإستراتيجية المبرم بين البلدين.
و أشارت تومي فيما يخص لقاءها مع نظيرها الروسي ألكسندر أفدييف إلى أنها تبادلت مع هذا الأخير “وجهات النظر” حول سبل بعث التعاون الثقافي بين البلدين.
و أضافت في ذات السياق، أن الطرف الجزائري أكد للطرف الروسي استعداده من أجل السعي على بعث التبادلات في المجال الثقافي.
تومي تعرض على الروس التعاون في علوم الآثار
و أشارت ، في هذا السياق ، إلى أن “الجزائر التي تتوفر على تراث ثقافي غني لا سيما في مجال علم الآثار مستعدة لاستقبال باحثين و مختصين في علم الآثار و طلبة روسيين للمشاركة في أبحاث على مواقع رومانية أو بونية”.
و بالنظر إلى المكانة التي يحتلها الإسلام في روسيا وجهت السيدة تومي دعوة للطرف الروسي للمشاركة في تظاهرة “تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية” التي ستنظم في 2011 و التي ستدوم سنة كاملة.
و لقيت الدعوة ترحيبا لدى الوزير الروسي الذي أعرب عن استعداد روسيا للمشاركة بقوة في هذه التظاهرة الهامة.
و أكدت وزيرة الثقافة أن الجزائر بدورها في حاجة إلى المساعدة الروسية في شتى المجالات الثقافية سيما في مجال تكوين الإطارات و المحافظة على التراث الثقافي بمختلف أشكاله.
في ذات السياق، ركزت على أهمية المحافظة على المكتبات سيما رقمنة أرصدتها الوثائقية.
و أضافت “في هذا المجال تواجهنا نفس المشاكل لأن رقمنة الكتب و الأرصدة الوثائقية للمكتبات جد مكلفة لكنها تشكل ضرورة ملحة. و بالتالي يمكن للبلدين التعاون و تبادل خبراتهم في هذا المجال”.
و من المقرر أن تتوجه وزيرة الثقافة الجزائرية التي قامت قبل حفل التوقيع على الإتفاق بزيارة لمختلف المباني و المتاحف الموجودة بداخل الكريملين بما تحتويه من كنور ثقافية يوم الجمعة إلى سان بيترسبورغ لتترأس النشاطات التي ستحتضنها هذه المدينة في إطار الأسبوع الثقافي الجزائري بروسيا.