أكد وزير التضامن الوطني والأسرة والجالية الجزائرية بالخارج السيد جمال ولد عباس اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة أن قطاعه صرف لحد الآن 19 مليار دينار لتعويض ضحايا المأساة الوطنية .
وأوضح الوزير في تصريح للصحافة على هامش أشغال ملتقى دولي حول ضحايا الإرهاب والمصالحة الوطنية قائلا: “لقد صرفنا 19 مليار دينار لتعويض ضحايا المأساة الوطنية من بين مبلغ 3ر26 مليار دينار تم تخصيصه لهذا الغرض من قبل الحكومة “.
وأضاف في هذا الصدد انه “ولحد الآن فأن جميع ضحايا المأساة الوطنية تحصلوا على تعويضاتهم”.
وفي رد على سؤال حول حقيقة ما إذا كانت هناك “اعتداءات” ضد نساء بحاسي مسعود أكد السيد ولد عباس “لقد اتصلت هاتفيا بصفة شخصية مع والي ولاية ورقلة ورئيس أمن ولاية ورقلة والمدير العام بالنيابة للأمن الوطني، وتبين أن امرأتين فقط أودعتا شكويين خلال الأسابيع الأخيرة على مستوى حاسي مسعود “، داعيا في ذات الصدد إلى “عدم تضخيم هذه المسالة”.
وكان ولد عباس أكد، هذا الثلاثاء، أن الجزائر استعادت مكانتها بفضل المصالحة الوطنية.
ولدى تدخله في افتتاح أشغال ملتقى دولي حول المصالحة الوطنية وضحايا الإرهاب، أنّه بفضل إرادة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ومن خلال ميثاق السلم والمصالحة الوطنية المعتمد سنة 2005، أعان الجزائر على استعادة مكانتها على الساحة الدولية، مضيفا:”الجزائر التي جابه شعبها الإرهاب بمفرده خلال فترة التسعينيات، تستشار حاليا على المستوى الدولي بالنظر إلى تجربتها المميزة في مكافحة الإرهاب”.
من جهتها، أشارت فاطمة الزهرة فليسي رئيسة المنظمة الوطنية لضحايا الارهاب، أنّ منظمتها كانت من بين الذين ساندوا مسعى رئيس الجمهورية نحو المصالحة الوطنية وذلك عن قناعة لغالبية ضحايا الإرهاب، ونوّهت فليسي بنتائج الواضحة لهذه المصالحة في جميع الميادين الاقتصادية والاجتماعية.
علواش: يجب إبراز دور الإسلام في السلم والتسامح
أوضح رئيس المجلس العلمي للملتقى دريس علواش، في تصريح أدلى به للثالثة على هامش الملتقى الدولي لضحايا الإرهاب، أنه يجب إبراز دور الدين الإسلامي كديانة سلام وتسامح واحترام للغير وبالتالي إعطاء صورة مغايرة لتلك التي أبرزتها بعض وسائل الإعلام الغربية والتي شوهت الإسلام .
وأضاف المتحدث أن المشاركين في الورشة الخاصة بالإسلام والسلم سيقومون بإبراز الصورة الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف والمتمثلة في التسامح والسلام وبأنه دين علم عوض دين عنف.
ولاحظ علواش أن إشكالية الملتقى الخاص بضحايا الإرهاب تتمثل في التربية لثقافة السلم، موضحا أنه يجب توعية أبنائنا بهذه الثقافة وبكلمة السلم التي لها دلالات وقيمة كبيرة بغية تمكينهم من النمو في إطار الاحترام للغير، وبالتالي تنمية لأفكار سواء كانت متعلقة بالتنمية الثقافية والاجتماعية أو السياسية على حد تعبيره.
من جهته اعتبر المدير العام المساعد بمصلحة إفريقيا بمنظمة اليونسكو نواري يمي تيجاني جرفوس أن الجزائر استفادت اليوم من درس المأساة الوطنية، مضيفا أن هذا الدرس ليس خاص بالجزائريين وحدهم فقط وان الذي وقع بالجزائر خلال العشرية الماضية لا بد من أن يتم دراسته وتحليله على المستوى العالمي من أجل تجنب تكراره مرة أخرى.
وتتواصل أشغال الملتقى لمدة يومين على شكل أربعة ورشات تتعلق بمواضيع التربية وثقافة السلم والإسلام والسلم ومكافحة الإرهاب والتعاون الدولي إلى جانب موضوع المصالحة الوطنية.