نقلت وسائل إعلام اسبانية هذا السبت أن الأمين العام الأممي بان كي مون قد أكد للرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز بمقر الأمم المتحدة بنيويورك دعم الهيئة الأممية لحق تقرير مصير الشعب الصحراوي معربا من جديد عن “انشغاله” لانتهاكات حقوق الانسان في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية.
و أوضحت ذات المصادر نقلا عن بيان لمصلحة الصحافة بمنظمة الأمم المتحدة أن الأمين العام الأممي قد أعرب من جديد للرئيس الصحراوي عن انشغاله حيال انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة من قبل المغرب مؤكدا “التزام الأمم المتحدة” بمواصلة سعيها “للمشاركة الفعالة و المتوازنة” من اجل إيجاد حل لنزاع الصحراء الغربية يسمح “بتقرير مصير شعب الصحراء الغربية”.
كما أشار البيان إلى أن “الأمين العام (بان كي مون) قد ابدي انشغالا كبيرا لانتهاكات حقوق الانسان معلنا أن مبعوثه الشخصي كريستوفر روس و أمانة الأمم المتحدة سيواصلان العمل للدفاع عن حقوق الانسان الخاصة بالصحراويين”.
في ذات الصدد قدم بان كي مون شكره لرئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لمشاركة جبهة البوليزاريو في اللقاء الأخير غير الرسمي مع المغرب الذي جرى في شهر فيفري المنصرم في منطقة ارمونك قرب نيويورك كما “حياه” على “العلاقة الايجابية” التي تجمع جبهة البوليزايرو مع المفوضية السامية للاجئين بخصوص تنظيم الزيارات بين الصحراويين.
وكان الرئيس عبد العزيز دعا هيئة الأمم المتحدة لاحترام التزاماتها الخاصة بتصفية الاستعمار في الصحراء الغربية وفي أعقاب لقاء جمعه في نيويورك بالأمين العام الأممي جدّد عبد العزيز التأكيد على أنّ قضية الصحراء الغربية هي مسألة تصفية استعمار وعلى هذا الأساس أنشئت بعثة المينورسو من اجل إقرار وقف إطلاق النار و تنظيم استفتاء لتقرير المصير. و هذه هي قواعد العقد الذي يربط الصحراويين بالأمم المتحدة وهي مدعوة إلى الالتزام بها حرفيا.
والتمس الرئيس عبد العزيز أيضا من الأمين العام التدخل لإنقاذ حياة 38 سجينا سياسيا صحراويا مضربين عن الطعام منذ عدة أسابيع من خلال إرغام المغرب على إطلاق سراحهم أو ضمان محاكمة منصفة وشفافة تضيف وكالة الأنباء الصحراوية.
كما سبق للرئيس الصحراوي وأن أعرب مؤخرا عن “خيبة أمله الكبيرة” بخصوص التقرير الأخير للامين العام للأمم المتحدة حول الصحراء الغربية الذي من المنتظر عرضه قريبا أمام مجلس الأمن الدولي معتبرا انه يعكس “عجز الأمم المتحدة عن مواجهة العراقيل المغربية و تشريف التزاماتها تجاه الشعب الصحراوي”.
يُذكر أن رئيس الجمهورية العربية الصحراوية محمد عبد العزيز استقبل نهار الجمعة بمقر الأمم المتحدة من طرف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بحضور الأمين العام المساعد المكلف بالشؤون السياسية لين باسكو والممثل الشخصي للأمين العام إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس ومدير ديوان الأمين العام الأممي وبعض معاونيه.
وخلال اللقاء الذي عُقد عشية دراسة مجلس الأمن للوضع بالصحراء الغربية واحتمال استصداره لائحة جديدة، أطلع الرئيس الصحراوي الأمين العام الأممي على آخر مستجدات القضية الصحراوية، خاصة الانتهاكات المغربية لحقوق الإنسان وسلسلة الإضرابات عن الطعام التي يخوضها المعتقلون السياسيون الصحراويون بالسجون المغربية، في ظل العراقيل المستمرة لمسار التسوية السلمية.
يجدر التذكير أن الحكومة الصحراوية قد قررت في هذا الصدد “مراجعة” علاقاتها مع بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية (مينورسو) لكونها تنكرت لالتزاماتها.
وتعد الصحراء الغربية أخر مستعمرة في افريقيا و تعتبرها الأمم المتحدة إقليما غير مستقل ذاتيا منذ سنة 1966 وقد شرع المغرب و جبهة البوليزاريو منذ جوان 2007 قي مفاوضات مباشرة تحت إشراف الأمم المتحدة دون التوصل إلى أي تقدم حقيقي.
أما الهدف من هذه المفاوضات كما حدده مجلس الأمن الدولي فيتمثل في التوصل إلى حل سياسي لنزاع الصحراء الغربية يحترم حق تقرير مصير الشعب الصحراوي.
الدعوة من روسيا لكسر الحصار الإعلامي المغربي
اعتبر المشاركون في الندوة حول موضوع “وسائل الإعلام في العالم المعاصر” المنعقدة من 20 إلى 23 افريل الجاري بمدينة سان بيترسبورغ الروسية انه يتوجب إطلاع كل العالم على واقع الوضع في الصحراء الغربية المتميز بتفاقم انتهاكات النظام المغربي بالرغم من محاولات الرباط فرض حصار إعلامي لإخفاء الواقع.
و في تدخل له لدى افتتاح هذا اللقاء المنظم من قبل كلية علوم الاتصال للجامعة الحكومية لسان بيترسبورغ قدم ممثل جبهة البوليزاريو في روسيا علي سالم محمد فاضل نبذة عن “المعاناة التي يتكبدها الصحراويون الذين تنتهك حقوقهم الأساسية يوميا من قبل المحتل المغربي”.
و ندد فاضل بـ”المحالاوت المغربية لفرض حصار إعلامي للتستر علي الانتهاكات المقترفة في حق مدنيين صحراويين و نهب مواردهم الطبيعية مع الاستمرار في وضع عراقيل أمام تسوية تقوم على الحق المعترف به دوليا للشعب الصحراوي في تقرير المصير”.
و ابرز الممثل الصحراوي ” عجز منظمة الأمم المتحدة على معالجة المسالة الصحراوية كون هذه المنظمة لم تتمكن من فرض احترام القرارات التي اتخذتها الأمر الذي جعل المغرب يتعنت ويستمر في تحديه”.
و عبر المشاركون عن “دهشتهم” أمام موقف منظمة الأمم المتحدة التي أرسلت سنة 1991 بعثة إلى الصحراء الغربية للسهر على تنظيم استفتاء تقرير المصير في اقرب الآجال و “التي أصبحت بعد مرور 19 سنة غير قادرة على أداء هذه المهمة نظرا للمناورات المغربية”.
و اعتبروا أن “موقف منظمة الأمم المتحدة مثال واضح عن تطبيق سياسة الكيل بالمكيالين”.
منظمات غير حكومية نمساوية تحذر من تدهور وضع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية
حذرت منظمات غير حكومية نمساوية، اليوم من تدهور وضع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية في ظل غياب آلية لحماية هذه الحقوق.
بهذا الصدد، دعت كل من الجمعية النمساوية للصداقة مع الشعب الصحراوي ومنظمة “غيزا” مجلس الأمن إلى توسيع صلاحيات بعثة الأمم المتحدة من أجل تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية (مينورصو) إلى حماية حقوق الإنسان.
كما أشارت المنظمتان إلى أنّ وضع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة مثيرة للقلق على نحو متزايد، بما يضع مصداقية الأمم المتحدة على محك الاختبار.
من جهتها، أعلنت كارين شيلا رئيسة الجمعية النمساوية للصداقة مع الشعب الصحراوي أنّه من السخافة ومن غير المقبول إطلاقا أن تكون المينورصو بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة الوحيدة التي لا تتمتع بتفويض لمراقبة حالة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية.
واعتبرت شيلا أنه يتعين على الأمم المتحدة أن تفي بالتزاماتها القانونية والأخلاقية، وأن تفرض على المغرب احترام القانون الدولي والاتفاقيات الأممية لحقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة.