الحرير فى صوت المطربة شيرين مرصع بأيقونات مصرية خالصة، شجن يبقيك على الأرض وفرح يطير بك إلى عنان السماء، شقاوة بنت البلد ووقار سفيرة دبلوماسية.
شيرين التى اشتهرت بنصف المقولة الطربية «آه ياليل» لم تغلق دائرة طموحاتها بعد ولايزال أمامها الكثير والكثير لتقدمه فى عالم الأغنية.
ومن الكويت إلى القاهرة ومن مكان ما على ضفاف الاسترخاء تحدثت لنا فى حوار فيه كثير من شخصيتها ثورة وغضب، خجل وحماس.
< ماذا تمثل لك الحفلات الغنائية خارج مصر، خاصة وانت حريصة على إحيائها ومؤخرا عدت من ليالى فبراير بالكويت؟
ــ الحقيقة اننى أهتم جدا بوجودى فى مثل هذه الحفلات التى أشعر وأنا أشارك فيها بأنى أمثل بلدى سواء كانت هذه الحفلات فى أوروبا أو أمريكا أو فى أى من الدول العربية التى أقدم فيها حفلات كبيرة أيضا إضافة إلى أننى كفنانة أشعر بأنى مؤثرة ومطلوبة خارجيا وداخليا فى بلدى على حد سواء وهذا يسعدنى بالطبع لأنى مؤمنة بأنه على الفنان الحقيقى أن يحقق النجاح فى أى مكان داخل مصر أو خارجها.
< بعض من هذه الحفلات تقدمك باعتبارك صوت مصر الوحيد أيضا هل يزيد هذا من مسئولياتك؟
ــ هناك أصوات مصرية كثيرة ولا أعتبر نفسى صوت مصر الوحيد لكن الذين يطلبون فى الحفلات الخارجية عدد قليل منهم، وهذا يزيد من المسئولية بالطبع لأنى أريد بكل الطرق أن أشرف بلدى.
< هل تقومين بتحضيرات معينة من أجل ذلك؟
ــ الحقيقة أن أفضل شىء فى الحفلات الخارجية أننى أجد كل شىء حولى فى أفضل حال، المسرح يكون دائما رائعا ومجهزا لاستقبال فرقة كاملة تليق بمطربين كبار، وأجهزة الصوت تكون فى أفضل حالتها ولاتفاجئك بشىء ما يزعجك وتكون من أحدث الأجهزة وأفضلها والإضاءة تكون عالمية بكل ما تعنيه الكلمة والتصوير على أحدث وأفضل مستوى، وهذه الأشياء مهمة جدا وتجعل الحفل ناجحا وكبيرا، وللأسف نحن نفتقد مثل هذه الحفلات فى مصر وهذا يحزننى جدا فأنا أتمنى أن أقدم حفلات فى مصر على هذا المستوى ولكن للأسف لا يحدث ذلك.
< وما الذى يمنعك من تقديم حفلات بهذا المستوى؟
ــ أنا قدمت حفل قناة «النايل لايف» عامين متتاليين المرة الأولى كانت جيدة لكن الحفل الأخير لم يكن بنفس المستوى لا من حيث الصوت أو التصوير، وهو شىء جعلنى متوترة ولم يمكننى من تقديم حفل جيد واعترف ان حفلتى الأخيرة لم تكن جيدة على الإطلاق.
< وما الذى ينقصنا لتوفير هذه الإمكانيات التى تجعل الحفل ناجح؟
ــ لابد وأن يكون لدينا مهرجان غنائى قوى، فليس من المعقول أن يكون للكويت مهرجان كبير وفى تونس مهرجان قوى وكبير ولا يوجد فى مصر مهرجان غنائى محترم ومهم ومع احترامى لهذه الدول إلا أن مصر أولى بمهرجان عالمى يقام على أراضيها يجمع كل نجوم الغناء العربى سواء بالصيف أو الشتاء وأنا أتمنى ان يجتمع السيد وزير الثقافة الفنان فاروق حسنى مع السيد أنس الفقى وزير الإعلام لتقديم مهرجان يليق بمصر وتاريخها الفنى ومكانتها فى المنطقة كلها.
<أعتقد>
ــ أعتقد أن المطرب إذا شعر بأنه سوف يظهر فى مهرجان دولى كبير وسوف يعرض هذا المهرجان على محطات تليفزيونية كثيرة يمكن أن يتغاضى عن أشياء عديدة، أنا شخصيا أحيانا أتغاضى عن الأجر مقابل أن أشارك فى مهرجان له اسمه ويظهرنى بشكل محترم وجيد ومؤكد لو كان هذا المهرجان فى بلدى وعلى مسرح محترم وكبير وتكون كل العوامل متاحة سوف أنسى أى تفاصيل مثل التى ذكرتها، أنا فى الكويت كنت سعيدة بحفلات ليالى فبراير لأنها كانت بالفعل رائعة والناس شاهدتها على عدد من القنوات التليفزيونية وقامت إدارة المهرجان بعرضها على الإنترنت بعد يوم واحد وهو شىء ساعد على أن يرى الناس ما نقدمه بصورة رائعة.
نحن فى مصر لدينا ميزة ربما لا تكون موجودة فى أى مكان فى الوطن العربى وهى أننا دائما بوابة العبور للنجوم نحو الشهرة ولذلك فأعتقد أن أى نجم عربى يكون سعيدا لو جاء وغنى فى مصر.
< وهناك الجمهور الذى فى رأيى متعطش لمثل هذه المهرجانات؟
ــ بالفعل وأنا دائما أسأل نفسى لماذا لا تكون هناك اسماء مثل جورج وسوف ونانسى عجرم وأليسا وكاظم الساهر ومحمد عبده فى حفلاتنا والمؤكد ان الجمهور سوف يقبل على هذه الحفلات وبصراحة أنا أرى ان السيدة ماجدة الرومى عندما تأتى إلى مصر نفعل لها «البدع» كما يقولون ولا أدرى لماذا لا نفعل ذلك فى مهرجان على مدار ستة أسابيع مثلا فى الصيف أو الشتاء بها كل نجوم العالم العربى.. الحقيقة اننى «غيرانة» من المهرجانات العربية.
< هل تعتقدين أن المعوقات الإدارية والحكومية هى السبب؟
ــ أنا لا أعرف ولكن من غيظى عندما كنت موجودة اثناء التحضير لحملة «نورت مصر» مع وزير المالية السيد يوسف بطرس غالى وكان يتحدث عن الضرائب وأشياء كثيرة وقفت وقلت له اننى سوف اتكلم فى شىء آخر ليس له علاقة بالضرائب وهو اننى أريد ان اعرف لماذا يظل معبد الكرنك مغلقا ويمكن ان نستفيد منه بوجود مهرجان غنائى كبير مثل الذى اتحدث عنه وسوف يكون هناك زيادة فى الأفواج السياحية بسبب هذا الحدث وسألت أيضا عن حديقة الأندلس ولماذا لا نقدم فيها هذا المهرجان ولعلك تذكر انه قديما كان يقام بها حفلات غنائية مهمة لعبدالحليم حافظ وكبار النجوم ولدينا أماكن كثيرة غير مستغلة لو قمنا باستغلالها سوف نكسب الكثير، طبعا الوزير ضحك لأنى لا أتحدث فى شىء خاص بالضرائب لكنى اعتبر ما تحدثت فيه ثروة حقيقية.
< هل جربت أن تتحدثى مع مسئولين معنيين أكثر.. وزير الثقافة مثلا؟
ــ لا للأسف لم أتحدث مع أحد رغم انه لدى العديد من الأفكار لكنى اعترف اننى كسولة بعض الشىء أيضا ربما لأن ظروفى لم تعد مثلما كنت عليه من قبل خاصة بعد ان تزوجت وحملت أكثر من مرة وانشغلت بالبيت وأصبحت حركتى أقل.
< هل تعتبرين الزواج والحمل والأولاد أدوات تعطيل لمسيرتك الفنية؟
ــ لا، إطلاقا ولكن احيانا يقلل من وجودى خاصة أثناء فترة الحمل والولادة والرضاعة وبعدها يكون للمرأة فترة للتأهيل حتى تعود إلى سابق شكلها وحيويتها.
< أشعر أنك تظنين أن الفن والفنانين فى مصر مظلومون بعض الشىء فهل هذا صحيح؟
ــ فعلا هذه حقيقة لا يمكن أن ينكرها أحد وهذه مشكلة كبيرة أنا شخصيا أعانى منها وللأسف نحن نهلل ونفرح جدا بالفنانين الذين يأتون من الخارج ولا نهتم بنجومنا، مسئول روتانا بالقاهرة أقسم لى أن الإعلام المصرى عندما يعلم أن هناك نجما خليجيا أو لبنانيا فى مصر يسعون لمقابلته ويطاردونه من أجل ذلك وهذا أثر علينا خارجيا خاصة مع الإعلام فالفنان المصرى فى الخارج لا يعامل كما يعامل الفنان اللبنانى أو الخليجى فى مصر بل على العكس فقد تمت مهاجمتى فى الصحف الكويتية رغم ان الحفل كان رائعا لكنهم هاجمونى وقالوا إننى تعاليت على الصحافة الكويتية وهذا لم يحدث.
< وما الذى حدث ليقولوا عنك ذلك؟
ــ الذى حدث ان مدير أعمالى رفض أن أجرى أى مقابلة صحفية أو إعلامية هناك وذلك بسبب ظروف حملى الجديد، إضافة إلى انه كان لدى حالة نفسية سيئة قبل ان أسافر إلى الكويت فقد كنت مترددة فى ركوب الطائرة خاصة بعدما سقطت طائرة فى بيروت وتملكنى الخوف لدرجة أننى أصبت بعد أن هبطت من الطائرة فى الكويت باهتزاز فى الاطراف ولم أستطع أن أمسك شيئا ما بيدى كل هذا جعل مدير اعمالى الذى كان يعرف ظروفى يلغى كل مقابلاتى هناك.
< ألم تتحدث الصحف الكويتية عن نجاحك فى الحفل؟
ــ للأسف لم يتحدثوا عن هذا النجاح وتحدثوا عن أشياء أخرى فبعض الصحف تحدثت عن وجود تعليمات وجهت لى بعدم الرقص على المسرح وهذا الكلام لم يقال عن مريام فارس التى لا تعتمد إلا على الرقص فى فقرتها الغنائية وأنا والله لم أتلق تعليمات أو أى شىء.. الكلام الذى كتبوه للأسف لا يليق بى ولا بمكانتى فى الخارج عند الجمهور.
< تقصدين أن طريقة معاملتكم فى مصر هى التى أعطتهم الفرصة؟
ــ هذا صحيح فلو وقفنا إلى جانب نجومنا بالشكل الذى يستحقونه لم يكن أى شىء من هذا يحدث ولم يكن من الممكن أن يتجرأ أحد علينا بهذا الشكل ولا يعطوننا قيمتنا الحقيقية.
< على ذكر روتانا هناك كلام كثير حول إفلاس الشركة وتصفية نجومها هل يقلقك ذلك؟
ــ أنا الحقيقة موقفى مختلف تماما فالعقد الذى وقعته مع روتانا بألبومين فقط ولم يتبق لى معهم إلا ألبوم واحد وانا اعتقد ان هذه المسائل لا تقلقنى لأنى مطلوبة والحمد لله وبالتالى أنا لست مهمومة بما يقال إضافة إلى اننى، وهذه شهادة حق، لم أشعر بأى تقصير منهم فى أى شىء.
< قيل كلام كثير حول الأعمال الدرامية التى رفضتيها من مسلسلات وأفلام ومسرحيات ما حقيقة كل هذا؟
ــ أنا لم أرتبط إلا بالمسرحية والحقيقة اننى تراجعت لأنى شعرت بانه لا يجب ان ابدأ تجاربى التمثيلية بعمل ضخم وعلى خشبة مسرح أو كما يقولون «أول ما أشطح أنطح» فانا اريد ان اخوض تجربة المسرح لكنى لن أفعلها الآن إلا عندما أتأكد اننى يمكن أن أنجح بنفس القيمة والنجاح الذى أنجح به غنائيا وذلك حتى لا أخسر جمهورى فأنا أحب التمثيل وأتمنى ان يكون لى عمل سينمائى كل عام لكنى لا أريد ان يكون الهدف هو تعبئة أفلام ليس أكثر.
< لماذا تأخرت فى تصوير كليبات من ألبومك الأخير؟
ــ لظروف الحمل والحمد لله مؤخرا عرض لى كليب جديد وسوف تكون هناك أغنية جديدة تطرح بشكل فردى «سينجل» فى ألبوم لروتانا.
< زيارتك لمنتج ألبوماتك القديم نصر محروس وهو مريض كانت لافتة طيبة منك أشاد به كثيرون؟
ــ الحقيقة ان علاقتى أو مشاكلى مع نصر لا علاقة بالمرض بها وهذا واجب وكان لابد وان أقوم بها وهى شىء بسيط جد.
< فى هذه الزيارة تواجد تامر حسنى أيضا هل كانت فرصة طيبة لتصفية الأجواء بينكم؟
ــ أنا وتامر أصدقاء والعلاقة بيننا جيدة وما حدث قبل ذلك مجرد اختلاف فى وجهات النظر ليس أكثر وكل واحد فينا له طريقه ونحن نعمل ولهذا لم يكن هناك أى مشاكل بيننا.
< أعلنت توقف الحفلات خلال الفترة المقبلة بسبب الحمل هل ينطبق هذا على الاستعداد لألبومك الجديد؟
ــ لا، سوف أواصل الاستعداد ولكن على نار هادئة كما يقولون فسوف أطرح الألبوم فى الشتاء المقبل ولا يزال أمامى متسعا من الوقت.
< قلت وانت فى الكويت أنك ترغبين فى ان تتزوج ابنتك من ابن المطربة الإماراتية أحلام فمن ترغبين فى مصاهرته مع مولودك الجديد؟
ــ هى كانت دعابة لكن انت تعلم ان مريم ابنتى فى مصر وابن أحلام فى الإمارات ولا أعتقد انهما سوف يتقابلان أصلا وما قلته كان دعابة ليس أكثر.
< ماذا أضافت مريم لشيرين؟
ــ أشياء كثيرة فالأولاد أغلى شىء فى الدنيا والحمد لله أنا سعيدة جدا بها وبمولودى الجديد إن شاء الله.
< هل تتمنين أن يكون ولدا هذه المرة؟
ــ كل الذى يأتينا من عند الله خير ونعمة، سواء كان ولدا أو بنتا.