قامت وحدات الجيش الوطني الشعبي بنزع وتدمير 450.753 لغم إستعماري في الفترة الممتدة بين 27 نوفمبر 2004 و 31 مارس 2010 كما أفاد به اليوم الخميس بالنعامة الأمين العام للجنة الوزارية المشتركة لمتابعة عملية إزالة الألغام وتنفيذ اتفاقية أوتاوا العقيد حسين غربي.
وأضاف العقيد غربي في عرض قدمه خلال أشغال الندوة الوطنية حول ضحايا الألغام الإستعمارية ” أن الجزائر قامت بتاريخ 27 نوفمبر 2004 بتفعيل مسار نزع الألغام والذي شرع فيه منذ سنة 1963 إلى غاية سنة 1988 وهي فترة 25 سنة تمكنت خلالها الوحدات المتخصصة للجيش الوطني الشعبي في إطار نشاط تفكيك و تدمير الألغام الإستعمارية من نزع 8 ملايين لغم”.
وكان الجيش الإستعماري الفرنسي قد زرع نحو11 مليون لغم مضاد للأفراد والجماعات بين نهاية 1954 و إعلان وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962 على طول خطي شارل وموريس على امتداد الحدود الشرقية و الغربية للوطن.
وحققت الجزائر تقدما “نموذجيا” في جهود إزالة الألغام في إطار تطبيق إتفاقية أوتاوا ( كندا) لحضر زرع و نقل الألغام حيث دمر الجيش الوطني الشعبي مخزون الألغام المضادة للأفراد والجماعات التي كانت بحوزته بمجموع 159.080 لغم كما أوضح نفس المصدر.
و أكد نفس المسؤول أن آفة بقايا الألغام الإستعمارية و رغم الإرادة لنزعها وإزالتها كليا على مستوى المناطق الحدودية تستوجب المزيد من التحسيس ورفع مستوى الوعي للحد من آثار ومخلفات وأضرار تلك البقايا المتفجرة التي زرعها الاستعمار بكثافة في خمسة أنواع ، وقد صنعت 83 بالمائة منها بمادة بلاستيكية لا تتأثر بالصدأ والتي تضمن فعاليتها لمدة طويلة من الزمن.
ولأن تلك الألغام المضادة للأفراد لا تزال تتسبب في ضحايا من حين لآخر وإضافة إلى جهود قوات الجيش الوطني الشعبي ودعم برنامج الأمم المتحدة لإزالة الألغام وتطهير الحدود الشرقية و الغربية من هذه الآفة باشرت مؤخرا المنظمة الدولية غير الحكومية للمعاقين بدون حدود و المركز الدولي لنزع الألغام بجنيف حملة في هذا الشأن لنزع الألغام و الحصول على صفر لغم و صفر ضحية أيضا بالجزائر كما ورد ضمن عرض العقيد غربي.
و أشار نفس العرض إلى أن عملية تدمير تلك الألغام تعد “جد مكلفة و تقدر بنحو 3 إلى 128 دولار لإزالة لغم واحد كما أن التكفل الصحي و النفسي بضحية واحدة من الضحايا المعاقين بفعل تلك الألغام من طرف المصالح الصحية ببلادنا فانه يصل إلى معدل 2.700 دولار سنويا إضافة على ما تقدمه وزارة المجاهدين من منح شهرية لهؤلاء الضحايا “.
للتذكير فان أشغال الندوة الوطنية التاريخية حول موضوع “ضحايا الألغام المضادة للأفراد — نموذج من جرائم الإستعمار الفرنسي ” التي تحتضنها ولاية النعامة تتواصل ليوم واحد بتقديم مداخلات يساهم بها مؤرخون وجامعيون إلى جانب استعراض شهادات حية لمدنيين من ضحايا هذه الألغام الحربية.
وتنظم هذه الندوة في إطار العدد العاشر لمنتدى الذاكرة لجمعية مشعل الشهيد وذلك في سياق الاحتفالات المخلدة للذكرى 55 لاندلاع الثورة التحريرية الكبرى.