أفادت شركة الخطوط الجوية الجزائرية، هذا الأحد، أنها ألغت جميع رحلاتها اليوم باتجاه شمال وجنوب أوروبا ونحو بكين، نتيجة الاضطرابات التي تعرفها الملاحة الجوية بأوروبا جراء السحابات المستمرة للرماد البركاني الاسلندي الذي أرغم الجوية الجزائرية على إلغاء 85 رحلة خلال الـ48 ساعة المنقضية.
وفي بيان أصدرته الشركة، أفيد أنّ إدارة الجوية الجزائرية اضطرت لاتخاذ الإجراء المذكور بسبب النشاط البركاني القوي الذي لا يزال يمتد أكثر فأكثر نحو جنوب وشرق أوروبا، وأوضحت الشركة أنّ جميع رحلات الخطوط الجوية الجزائرية ألغيت بسبب إغلاق الفضاءات الجوية في كل من شمال وجنوب أوروبا حاليا، فضلا عما يكتنف مسار الرحلة التي كانت مقررة هذا المساء نحو بكين بحكم تغطية الرماد الناجم عن البركان لمسار الرحلة.
ونوّهت الجوية الجزائرية أنّها تصغي باهتمام لإمكانية فتح فضاءات جوية ومطارات خاضعة لسلطات الطيران المدني التي تسير الفضاءات المذكورة، علما أنّ عددا من البلدان الأوروبية مددت إغلاق فضاءاتها الجوية لليوم الرابع على التوالي وذلك إلى غاية ظهيرة الاثنين، على خلفية الضرر الذي تلحقه سحابات الرماد بالطائرات، في حين ألغى الأمريكيون رحلاتهم نحو أوروبا.
تحويل جزئي للرحلات إلى حاسي مسعود
أكد بوعلام عناد رئيس خلية الأزمة بشركة الخطوط الجوية الجزائرية، هذا الأحد، عن اعتزام الشركة لتحويل بعض رحلاتها مؤقتا نحو مدينة حاسي مسعود، من خلال نقل جزء من طائراتها نحو قاعدة هناك، وتنوي الشركة منح الأولوية لمسافري الجالية الجزائرية في الخارج وفئة المرضى، فضلا عن المشاركين في الندوة الدولية الـ16 حول الغاز الطبيعي المميع بوهران.
وفي تصريحات بثتها الإذاعة الجزائرية، صرح عناد أنه لإنجاح المسعى سيتم تحويل بعض الطائرات نحو حاسي مسعود من أجل مواصلة برنامج الاستغلال الموجه للمواطنين وعمال سوناطراك، والحفاظ على نشاطها الاقتصادي، بعد تكبدها خسائر زادت قيمتها عن 300 مليون دينار يوميا جراء إلغاءها 85 رحلة بمعدل 6500 مسافر يوميا، وهو ما معناه أنّ آلاف المسافرين لم يتمكنوا من السفر خلال الثلاثة أيام الأخيرة.
وفور استئنافها نشاطها العادي، تنوي الجوية الجزائرية منح الأولوية للمسافرين الذين حجزوا أمكنتهم مع تخصيص رحلات إضافية لنقل المسافرين المسجلين على قوائم الانتظار.
ومن أجل عرض خيار كبير للزبائن، تتوقع الشركة حاليا رحلات لن يتم استهلاكها وستضاف إلى الخسائر المسجلة، وأعطت مديرية الشركة تعليمات حتى يتم تعويض التذاكر المدفوعة دون حساب عقوبات.
وذهب رئيس خلية الأزمة للجوية الجزائرية، أنّه في حالة بلوغ الرماد البركاني الضفة الجنوبية لأوروبا، فإنه لن يتم برمجة أي رحلة، موضحا أنّه بعد غلق مطارات مارسيليا ونيس بفرنسا، فإنّ الوجهات الوحيدة التي بقيت ممكنة نحو أوربا هي برشلونة، روما وأليكانت، مشيرا إلى أنّ الجزائرية للطيران لا تزال تنتظر الترخيص لرحلات طائرات الشحن الكبيرة نحو أليكانت وروما.
وتراهن الخطوط الجوية الجزائرية على تحقيق أهدافها الخاصة بالنقل من خلال تغيير الأروقة الخاصة برحلاتها، وهو ما تمّ تحقيقه الجمعة الماضي، حيث مرت رحلة مونريال الكندية بجنوب المحيط الأطلسي، في حين ستمر رحلة أخرى نحو بكين الصينية هذا الأحد عبر الفضاء الجوي الروسي الذي لم تمسه هذه السحابة.
وحسب مسؤول الجوية الجزائرية، فإنّ سحابة الرماد الناجمة عن ثوران البركان الايسلندي “جد خطيرة” على أمن الطائرات، لكون المسحوق الدقيق الذي تحمله السحابة يدخل في حجرة الطائرة وتجهيزاتها، بما يعطّل حسابات الحاسوب وحتى على المستوى الصحي فقد تلحق ضررا برئتي المسافرين وحتى العينين، علما أنّ محركات طائرات الشركة الماكثة على أرضيات المطارات محمية عن طريق “عوازل” قصد تفادي ترسب هذه المادة في حالة تنقل سحابة الرماد نحو جنوب المتوسط.
إجراءات استثنائية للجوية الجزائرية لضمان الحد الأدنى من الخدمات
اتخذت الجوية الجزائرية إجراءات استثنائية تضمن من خلالها استمرارية خدماتها المتعلقة بنقل المسافرين إلى أوروبا وذلك بعد تعطل الملاحة الجوية منذ الخميس المنصرم والتي تسببت في الغاء80 رحلة جوية وحجز7000 مسافر يوميا في مطارات الجزائر.
وقد برمجت الشركة مجموعة من الرحلات الجوية الإضافية في حال تحسن الشروط الملاحة وستكون هذه الرحلات صوب المدن الأوروبية التي يتواجد فيها المشاركون في ندوة وهران للغاز والذين تعذر عليهم الوصول اليوم إلى الجزائر بسبب الاضطرابات الجوية .
من جانبها برمجت شركة aigle azur » « ثلاث رحلات جوية إضافية اليوم الأحد إلى مدينة تولوز ا لفرنسية انطلاقا من الجزائر العاصمة ووهران غرب الجزائر، وبالنظر إلى محدودية عدد المقاعد فان المؤسسة تطلب من الزبائن الراغبين في الحجز الاقتراب من أكشاكها صباح اليوم الأحد في مطار الدولي هواري بومدين .
هذا وكشف السيد بوعلام عناد رئيس قسم الاستغلال بشركة الخطوط الجوية الجزائرية أن المؤسسة قد نصبت خلية أزمة فور الإعلان عن إلغاء الرحلات الجوية إلى أوروبا يوم الخميس المنصرم، والذي ترتب عن السحب الرمادية التي اجتاحت القارة الأوروبية.
وقال السيد عناد للقناة الاذاعية الثالثة أن خلية الأزمة التي يرأسها على مستوى المؤسسة أن الجوية الجزائرية قد طلبت مضاعفة الرحلات إلى المطارات الثلاث التي يمكن التحليق إليها في الوقت الراهن وهي برشلونة روما و اليكانت الاسبانية، مؤكدا انه في حال عدم تحسن الأوضاع الجوية وانتقال الغيوم الرمادية إلى جنوب حوض المتوسط فانه سيتم تحويل نسبة هامة من نشاط النقل الجوي الطائرات إلى قاعدة الجوية بحاسي مسعود جنوب شرق العاصمة من اجل ضمان تقديم الحد الأدنى من الخدمات في الأيام القليلة المقبلة.
من جانب آخر، قال السيد عناد أن الخسائر المسجلة عقب توقف النقل الجوي إلى أوروبا قد وصلت كتقدير أولي إلى 300 مليون دينار في اليوم الواحد، مؤكدا أن هذا الرقم مرشح للارتفاع مع مرور الوقت ،لا سيما وان عددا كبيرا من الرحلات المبرمجة لا تلقى أي إقبال ولا تتم بسبب الأخطار التي قد تنجم بعد السفر في هذه الظروف .