أعلنت اللجنة القومية للانتخابات في السودان، هذا السبت، عن تقدم الرئيس الحالي عمر حسن البشير على منافسيه في انتخابات الرئاسة، وذلك بعد النتائج الأولية لعملية فرز أصوات الناخبين، علما أنّ نحو 16.5 مليون سوداني من أصل 40 مليونا يشاركون في التصويت لاختيار رئيس جديد من بين ثمانية مرشحين أوفرهم حظا الرئيس الحالي عمر البشير بجانب رئيس حكومة الجنوب وحكام 25 ولاية وأعضاء المجالس التشريعية القومية وفي الولايات، التي يتنافس عليها نحو 14 ألف مرشح.
وقال عبد الله احمد عبد الله نائب رئيس مفوضية الانتخابات في السودان، إنّ اسم الرئيس المنتخب سيعلن الثلاثاء المقبل بعد أربعة أيام من نهاية الاقتراع العام، وأوضح عبد الله للصحافيين، أنّ عمليات فرز أصوات الناخبين بدأت الجمعة وتستمر حتى الثلاثاء المقبل، وهو اليوم ذاته الذي ستعلن فيه النتائج النهائية للانتخابات في جميع المستويات.
كما أكد عبد الله أنّ المفوضية عالجت معظم الأخطاء الفنية التي ظهرت في اليوم الأول للاقتراع، معتبرا أنّ عملية التصويت في جميع المراكز تمضي بسلاسة وسط إقبال متزايد، وأشار عبد الله إلى أنّ المفوضية في حالة انعقاد مستمر لمراجعة الأداء واتخاذ الإجراءات والتدابير الفورية لمعالجة أي مشاكل.
إلى ذلك، اتهّم عضو كبير في الحزب الحاكم بالسودان المعارضة بالتآمر، من خلال رفضها نتائج الانتخابات الجارية وإثارة الفوضى من أجل الإطاحة بالحكومة من خلال “ثورة شعبية”، وقال نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني في مؤتمر صحفي:”إنّ جماعات المعارضة لن تعترف بنتائج الانتخابات وستتظاهر في الشوارع وتحاول تغيير النظام من خلال الصراع وأعمال الشغب”.
وكانت مفوضية الانتخابات السودانية أصدرت أمس الأول قرارا بتمديد عملية الاقتراع التي بدأت الأحد الماضي إلى غاية الخميس، لمعالجة الأخطاء الفنية التي وقعت في اليوم الأول مثل سقوط أسماء ناخبين وخلط أوراق التصويت، مع الإشارة إلى إعلانها الجمعة أنّ 27 مرشحا للبرلمان فازوا بالتزكية.
وهذه أول انتخابات تعددية منذ نحو ربع قرن، تجري بموجب اتفاق سلام مبرم بين شمال السودان وجنوبه عام 2005 وهي خطوة لازمة بموجب الاتفاق لإجراء استفتاء على تقرير مصير جنوب السودان في جانفي 2011.
من جهته، أعلن حسن الترابي أنه لن يشارك في المؤسسات المنبثقة عن الانتخابات، متهّما حزب المؤتمر الوطني بالتزوير.
وشدّد حسن الترابي، زعيم المؤتمر الشعبي أنّ تشكيلته لن تنضم إلى المؤسسات المنبثقة عن الانتخابات التعددية، متهما حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالتزوير.
وفي مؤتمر صحافي بالخرطوم، قال الترابي:”الاقتراع وحسابه زور، سنرفع الأمر للقضاء، ولكنه من العسير عليهم معالجته”، وأضاف:”قررنا أن نعتزل عن ما سيترتب على هذه الانتخابات من نيابة ومؤسسات، وحتى لو أفلت واحد منا، لن ندخل أصلا البرلمان، أو مجالس الولايات، وإذا أعيدت الانتخابات في بعض الدوائر التي تقرّر إعادة الانتخابات فيها، فلن ننتظرها”.
وتوعّد الترابي باتخاذ موقف أشد، غداة التشاور مع القوى السياسية، رغم اعترافه بأنّ القسم الأكبر من المجتمع الدولي سيعترف بنتائج الانتخابات.