الجمعة بعدما ألح على حضور المباراة وتشجيع اللاعبين. وكعادته، لم يفارق المدرب الوطني أوراقه وملفاته. كان وفيا لطبائعه، من الصعب محاورته خاصة لما يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني. في هذا الحوار، حاول رابح سعدان اختزال خطورة المسؤولية التي يحملها في بضعة دقائق من الوقت بدل الضائع...
وبخطابه الفني المعروف، أكد المدرب رابح سعدان أن المنتخب الوطني دخل مرحلة حساسة من استعداداته لمونديال جنوب إفريقيا، وأكد بأن المرحلة المقبلة من التحضير ستعرف وضع اللمسات النهائية على تشكيلة الخضر التي ما زالت بحاجة إلى تعديلات خفيفة. واعترف الناخب الوطني بأن تحضير المنتخب على كل المستويات مسألة شاقة تطلبت الكثير من الجهد والوقت حتى يتم معالجة كل التفاصيل بدقة وتجنب حدوث أي تعقيدات.
شكل حضوركم إلى طرابلس حدثا هاما بالنسبة لمنتخب المحليين، هل أنت مجرد مشجع للخضر أو متابع لوجوه جديدة تريدها في المنتخب الأول؟
= جئت إلى طرابلس من أجل تشجيع المنتخب الوطني للمحليين الذي لعب ضد المنتخب الليبي، وأعتقد بأن حضوري رفع من معنويات اللاعبين الذين أعرفهم جيدا لأننا نتابعهم من مدة في البطولة الوطنية.
وهل يعني حضورك أنك تريد الوقوف على إمكانيات لاعبين جدد تنوي ربما استدعاءهم في الأيام المقبلة؟
=ليس بالضرورة، لكن هناك بعض اللاعبين يستحقون المشاهدة عن قرب في مباراة رسمية هامة مثل لقاء منتخب ليبيا.
لكن هناك عدة لاعبين غابوا لأسباب مختلفة مثل مترف الذي يوجد في القائمة الأولية...
=هذا صحيح، فمترف نعرفه جيدا، لكننا نريد أن نعاين أكبر عدد من اللاعبين ما دام هناك وقت.
هل يعني هذا بأن بعض المناصب ما زالت في حاجة إلى لاعبين؟
=ليس بالضرورة، لأننا نحاول دائما أن نجلب اللاعب الذي تتوفر فيه الموصفات التي نريدها.
وماذا عن اللاعبين الذين أثير بشأنهم الكثير من الجدل، هل تم الفصل في هويتهم وعددهم؟
=في المدة الأخيرة اشتغلنا كثيرا وحاولنا القيام بعملية مسح شاملة، وهو ما جعلنا نأخذ الكثير من الوقت، وكما قلت في السابق وأكرر اليوم بأننا نعمل على تحديد قائمة اللاعبين حسب المواصفات التي تفرضها مناصب اللعب التي يحتاجها المنتخب الوطني، وعلينا أن نركز على تشكيل منتخب متوازن لن يتأثر بالنقائص في حالة حدوث أي طارئ، أما العدد الهائل من الأسماء التي تم الحديث عنها في المدة الأخيرة، فإنها ليست بالضرورة مؤهلة بأن تكون في المنتخب الوطني.
حددتم في المدة الأخيرة قائمة من30 لاعبا وما زلتم بصدد معاينة لاعبين آخرين، هل يعني هذا بأن بعض المناصب ما زالت شاغرة؟
=لا...معاينة عدد كبير من اللاعبين مهم جدا في مرحلة من المراحل، لكن حقيقة الميدان تقول بأن العمل مع مجموعة كبيرة من اللاعبين مسألة معقدة للغاية، والأمر المؤكد اليوم هو أننا سنستدعي أقل من 30 لاعبا في تربص كرانس مونتانا الذي سيكون المحطة الأخيرة لتحضير كأس العالم بجنوب إفريقيا. ودعني أقول بأن منتخبات أخرى متأهلة إلى المونديال تقوم بنفس العملية في تحديد قائمة اللاعبين مثل فرنسا وإيطاليا على سبيل المثال.
وعلى ذكر كرانس مونتانا، لماذا فضلتموه عن كوفرشيانو، هل حدث ذلك لأسباب تقنية بحتة؟
=كان من المفروض أن نتربص بمركز كوفرشيانو كما فعلنا في السابق، لكننا غيرنا اختيارنا بعد مشاورات عديدة من بعض الأخصائيين في مجال التحضير البدني ومسائل الارتفاع وكان ذلك مباشرة بعد مباراة صربيا الودية. فنحن لا نقرر بصفتنا إداريين أو تقنيين، لكننا نستشير الأخصائيين في الميدان. لقد نصحنا أخصائيون من أوروبا، كما وجهنا الدكتور بريكسي الجزائري إلى إقامة آخر تربص على المرتفعات، وأعتقد بأن كرانس مونتانا في سويسرا معروف ومطلوب من أكبر الإختصاصيين.
بصراحة، ألم تخلق لكم قائمة الثلاثين التي حددتها الفيفا بعض الصعوبات في تحديد القائمة النهائية؟
=هذا صحيح، لأن تحديد قائمة أولية من ثلاثين لاعبا تطرح إشكالا كبيرا لأي ناخب وطني، والحقيقة أن هذا المبدأ لا فائدة من ورائه، وكنا نتمنى أن تقرر "الفيفا" في المستقبل العمل بقائمة مفتوحة على أن تكون خاضعة لأجل محدد.
ألا تعتقد بأن هامش الوقت بدأ يضيق وأنتم ما زلتم في رحلة البحث عن اللاعبين؟
=هذا ليس صحيحا، لأن عدد اللاعبين الذين سيتم استعمالهم في الدورات الرسمية مثل كأس العالم أو كأس أمم إفريقيا يحسب بمعدل 16 لاعبا على أكثر تقدير ولا أخفي عليك بأن هذا العدد من اللاعبين وربما أكثر من ذلك محدد بصفة نهائية.
لكنكم في كأس أمم إفريقيا الأخيرة بأنغولا استعملتم كل اللاعبين؟
=نعم استعملنا كل اللاعبين، لكن لا تنسى بأن ذلك حدث بسبب ظرف خاصة مرّ بها المنتخب، فلم تحدث حالات الطرد وتتكرر الإصابات فلا يصبح أمامك من حل سوى استعمال كل اللاعبين الموجودين في الإحتياط.
=أقل من شهرين تفصلنا عن كأس العالم، وما زال الجميع ينتظر قائمة اللاعبين التي ستمثل الجزائر في المونديال، ما هي الأسماء الجديدة التي يمكن اعتبارها اليوم في القائمة النهائية؟
لا يمكنني بصراحة استباق الأحداث، لأننا ما زلنا نعمل في هذا الموضوع،وما يمكنني قوله هو أنني لحد الساعة ما زلت لم أفصل في مسألة "الجدد" لكن ذلك لن يتأخر بكل تأكيد.