انتهاج خطة دفاعية في القاهرة ليس حلا والتأهل سينسيني غيابي عن الخضر يتحدث وسط ميدان نادي ماينز الألماني، الجزائري عمري الشاذلي، في هذا الحوار، عن عودته إلى المنافسة مع فريقه وتألقه، رغم غيابه عن الميادين منذ شهر ماي الماضي بداعي الإصابة التي تعرّض لها الموسم الفارط. وكشف عمري الشاذلي أنه تحذوه رغبة قوية للعودة مجددا لتقمّص ألوان المنتخب الوطني، وتمنى حضوره في المباراة الحاسمة أمام المنتخب المصري يوم 14 نوفمبر القادم.
معتبرا أن الفريق الوطني أوفر حظا للتأهل إلى المونديال.
في البداية نهنّئك على عودتك القوية التي سجلتها في البوندسليغا مع فريقك ماينز..
أحمد الله على عودتي الموفقة للمنافسة، وهذه البداية تشجعني على التألق أكثر مستقبلا، خاصة وأنني أحظى بثقة وتأييد الجميع في الفريق وحتى لدى أنصارنا.
أكيد أنك عشت فترة جد صعبة جراء الإصابة، أليس كذلك؟ بالفعل، تعرضت للإصابة في شهر ماي الماضي واضطررت إلى إجراء عملية جراحية، لكن بفضل الإرادة والدعم الذي تلقيته من فريقي استطعت تجاوز هذه المرحلة الصعبة والعودة مجددا إلى المنافسة بصفة عادية وكأنني لم أتعرض لأية إصابة.. والجميع مرتاح لعودتي القوية للمنافسة، حيث ساهمت في عودة فريقنا بالتعادل أما نادي فولسبورغ الذي يلعب له زياني، وتمكنت من تسجيل هدف.
لكن زياني غاب عن تلك المواجهة بداعي الإصابة.. فهل تحدثت معه؟ تأسفت لغياب زياني عن اللقاء، لكنني اتصلت به هاتفيا واستفسرت عن حالته الصحية، وأكد لي أنه سيكون جاهزا في مباراة 14نوفمبر أمام المنتخب المصري. وكان زياني حاضرا في الملعب أثناء مواجهتي لفريقه، وتبادلنا أطراف الحديث على هامش اللقاء.
بعض الصحف الألمانية تحدثت قبل انطلاق الموسم الكروي الجديد عن إمكانية استغناء الطاقم الفني عن خدماتك، بسبب الدعم الذي عرفه خط الوسط، لكنك أثبتت العكس وفرضت وجودك رغم الإصابة..
لم أشكّ يوما في إمكاناتي وقدرتي على فرض وجودي مع الفريق، بعدما ساهمت في صعوده إلى الدرجة الأولى. وكنت أحظى بثقة كبيرة من طرف المدرب السابق الموسم الماضي، وتغيير الجهاز الفني لم يؤثر إطلاقا في وضعيتي في الفريق، والدليل على أنني استرجعت مكانتي الأساسي وأصبحت أحد الأوراق الأساسية التي لا يستغني عنها المدرب الجديد.
الجمهور الجزائري يتابع باهتمام أخبارك وعودتك القوية للمنافسة، ما جعله ينتظر عودتك للخضر.. لكن؟
أنا مدين للجمهور الجزائري وعلى اهتمامه بي، ولا يمكنني إخفاء حقيقة رغبتي الجامحة في العودة إلى المنتخب الوطني، لأن أي لاعب يتمنى أن يكون متواجدا في منتخب بلده، خاصة وأن الجزائر صارت على عتبة التأهل إلى المونديال. لقد تابعت كل مستجدات الفريق الوطني ومبارياته وتمنيت لو كنت مع زملائي في الميدان.. لكن للأسف الأمر ليس بيدي. وربما لم يستدعني سعدان في هذه الفترة لأنه أراد أن يحافظ على استقرار التشكيلة قبل المباراة الحاسمة ضد المنتخب المصري. وكما يقال لا نغير التشكيلة التي تفوز، مع أنني واثق من أنني أستحق مكانة في المنتخب الوطني. وهناك لاعبون آخرون قادرون على تدعيم التشكيلة الوطنية على غرر زرابي أيضا الذي تألق مع فريقه نيم.
هل استغناء سعدان عن خدماتك كان بسبب سوء تفاهم حدث بينكما؟ أبدا، لم يحدث ذلك إطلاقا.. لقد استدعاني سعدان لمواجهة مالي ولم أشارك لأنني كنت مصابا، وتعرضت مرتين لإصابة، بعدها ووجدت نفسي خارج التعداد، رغم أنني تعافيت. وصراحة، رغم تأثري بإبعادي إلا أنني لم أحقد على سعدان، وأنا جاهز للعودة إلى المنتخب الوطني في حال ما إذا تلقيت دعوة من المدرب.
هل اتصل بك أحد من المسؤولين في المنتخب في المدة الأخيرة؟ لا أحد اتصل بي سوى زملائي اللاعبين على غرار: مطمور وزياني وعنتر يحيى وكلهم تمنوا عودتي إلى المنتخب، وكان حديثنا لا يكاد ينتهي عن المنتخب الوطني والمواجهة القادمة ضد المنتخب المصري. والتمست فيهم ثقة كبيرة وإصرار على قطع تأشيرة التأهل إلى المونديال. وصراحة تأهلنا إلى المونديال ينسيني غيابي عن الخضر، وربما سأعود إلى المنتخب في نهائيات كأس إفريقيا وفي المونديال في حال تأهلنا.
وكيف ترى حظوظ منتخبنا الوطني في مواجهة الفراعنة يوم 14نوفمبر القادم؟ المباراة أكيد جد صعبة، لكن حظوظنا أوفر للتأهل، والضغط سيكون على لاعبي مصر لأنهم مطالبون بتسجيل أكثر من هدفين في ذلك اللقاء، في حين يكفينا التعادل أو الهزيمة بهدف للتأهل إلى المونديال. ونملك فريقا قادرا على العودة بانتصار من القاهرة، بفضل الروح القتالية التي تسود اللاعبين ومهاراتهم الفنية والفردية التي يتمتعون بها. وحسب رأيي انتهاج خطة دفاعية في ملعب القاهرة ليس حلا مناسبا، بل يجب زرع الشك في نفوس المصريين، والبحث عن هدف مباغت يقضي على أحلامهم وغرورهم.
هل تعتقد أن التحاق يبدة وعبدون ومغني أعطى دعما إضافيا للمنتخب الوطني؟ مغني بإمكانه تقديم الكثير للمنتخب الوطني لأنه لاعب موهوب ومميز، أما يبده أعتقد أنه بعيد عن مستواه الحقيقي، لأنه كان يعاني من نقص المنافسة في بنفيكا قبل تنقله إلى بورتسموث. ولكن الكلمة الأخيرة تعود للمدرب سعدان المسؤول عن اختيار التشكيلة المناسبة. وكما قلت، فإنني جاهز للعودة مستقبلا.
هل ستتابع مواجهة 14نوفمبر؟
أنتظر تلك المباراة بفارغ الصبر، وبدأت أعيش ضغطها مثل بقية الجزائريين، وأريد التنقل إلى فرنسا لمشاهدتها مع أفراد عائلتي وأصدقائي الجزائريين. وسأخرج للاحتفال مع الجزائريين بالتأهل. وأنا واثق من أننا سنحسم التأهل في القاهرة دون انتظار المباراة الفاصلة يوم 18نوفمبر.
وماذا عن بقية مشوارك الاحترافي مع فريقك ماينز؟ أتواجد في أحسن الأحوال.. استرجعت كامل إمكاناتي وفي رصيدنا 18نقطة وهدفنا كان إنهاء مرحلة الذهاب بمجموع 20نقطة، وأظن أننا اقتربنا كثيرا من هدفنا. أما عن مستقبلي، فعقدي مع الفريق ينتهي شهر جوان القادم، والوقت سابق لأوانه للحديث عن وجهتي القادمة. وما يهمني، مواصلة التألق وانتظار التفاتة سعدان للعودة إلى المنتخب الوطني.