احتفى مؤرخون وأساتذة، هذا الخميس، بذكرى استشهاد عبد الحفيظ إحدادن (1932-1961) وهو أول مهندس جزائري وإفريقي في الفيزياء النووية، الذي اغتالته المصالح الخاصة الفرنسية في 11 جويلية 1961 في سماء المغرب إثر سقوط طائرة إليوشين 18 التابعة للخطوط الجوية التشيكوسلوفاكية أثناء رحلتها بين براغ وباماكو عبر الرباط.
وفي حفل تكريمي احتضنه النادي الثقافي عيسى مسعودي التابع للإذاعة الوطنية شهد حضور نائب المدير العام محمد شلوش إلى جانب عائلة الفقيد وأصدقاؤه إضافة إلى شخصيات سياسية تاريخية وعلمية، استنكر المؤرخ زهير إحدادن الأخ الأصغر للشهيد “تلاعب” المصالح الفرنسية آنذاك في التصريح بالأسباب الحقيقية التي أدت إلى سقوط الطائرة بالدار البيضاء المغربية، في وقت عزا الفرنسيون تلك المأساة إلى الضباب، وتطرّق إحدادن بتأثر بالغ إلى اللحظات الصعبة والمقلقة التي عاشها بالرباط يوم وقوع حادث الطائرة التي كان على متنها الشهيد.
كما توقف زهير إحدادن عند مناقب هذه الشخصية الفذة، وقال إحدادن:” كان عبد الحفيظ أخا وصديقا عشت معه الكثير من المراحل والأحداث منذ طفولتنا، كان يحب المزاح وذا خيال واسع وكبير جدا لدرجة أنه كان يبدع في تصوير حكايات مضحكة، وهو الشيء الذي جعله محبوبا لدى الكثير من الناس سواء جزائريين أم أجانب.
ونوّه زهير احدادان بالروح الوطنية التي كان يتحلى بها الشهيد، متذكرا أول مظاهرة شارك فيها في الثامن ماي 1945 بمنطقة الطاهير قرب جيجل حين كان عضوا بالكشافة الإسلامية الجزائرية قبل أن يخوض مساره التكويني في فرنسا ثم الراحلة تشيكوسلوفاكيا.
وتخلل اللقاء الذي حضره عدد من الشخصيات الوطنية و الثورية عرض شريط قصير للصور عن أهم محطات حياة الشهيد مرفقة ببعض المقتطفات من الرسائل الشخصية التي كان يرسلها إلى والديه وشقيقه وخطيبته، وتمّ أيضا عرض مقاطع من الشهادات التي قدمها دحو ولد قابلية الوزير الحالي المنتدب المكلف بالجماعات المحلية، وكذا الرسالة التي كتبها رئيس الحكومة الأسبق رضا مالك غداة حادث الطائرة.
وكان الشهيد عبد الحفيظ احدادان مناضلا ومسؤولا فاعلا في صفوف الإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين، وانخرط في جبهة التحرير الوطني منذ عام 1956، كما ساهم خاصة في تعزيز فدرالية فرنسا لجبهة التحرير الوطني.
وبعد أن تحصل على منحة للدراسة في الراحلة تشيكوسلوفاكيا من لدن الإتحاد الدولي للطلبة، كلّف الشهيد من طرف جبهة التحرير الوطني بربط الاتصالات مع مسؤولي بعض الدول في أوروبا الوسطى و بشراء الأسلحة و استقبال الجرحى.