يعجبني ماجر .. بلومي وطارق دياب
خص فرانثيسكو بويو، الحارس السابق لريال مدريد والمنتخب الاسباني الشروق بحوار تحدث فيه عن مسيرته الكروية الطويلة في الملاعب الاوروبية، كما أشاد بالتألق الذي عرفه المنتخب الجزائري في مونديال اسبانيا لعام 1982 وحظوظ الخضر في مونديال جنوب افريقيا.
- هل من كلمة لقراء الشروق اليومي؟
من هنا أزف بتحياتي الخالصة إلى قراء هذه الجريدة التي أصبحت تستقطب اهتمام الكثيرين من الناس وأتمنى أن يكون التوفيق لجريدتكم في تغطية أيضا كل ما يدور بالدوري الاسباني، وفي الختام هذه تحية صادقة من هنا من بلاد التوريروس وبلاد ريال مدريد وبرشلونة واشبيليا وغيرها .
- هل لك أن تعود بنا إلى الوراء وتخبرنا كيف جاء التعاقد مع الريال، وكم كانت قيمة الصفقة؟
لعبت خلال موسم كامل مع اشبيليا، وذلك لثلاثة مواسم، قبل أن يتم في شهر جانفي من عام 1986 الاتفاق بيني وبين ريال مدريد لأنتقل للعب خلال خمسة مواسم قابلة للتجديد، وكانت قيمة الصفقة التي توصل إليها ناديا اشبيليا وريال مدريد إلى ما يعادل 800 ألف يورو، بالعملة المعمول بها اليوم، وبعدها تم تجديد عقدي إلى موسم 1996 / 1997، وبعدها اعتزلت عالم كرة القدم .
باكو بويو لعب ما مجموعه 542 مباراة في الدرجة الأولى، وهو رقم لا يستهان به علما أنه لا أحد يفوق بويو مشاركة في البطولة الاسبانية في العقود الأخيرة اذا ما استثنينا الحارس السابق لبرشلونة أندوني ثوبيثاريتا الذي لا زال يحتفظ بالرقم القياسي في عدد المشاركات في مباريات الدرجة الأولى إذ أنه لعب ما لا يقل عن 622 مباراة .
- وما هو التتويج الذي لازلت تعتز به؟
لازلت سعيدا وفخورا بكل ما حققته من ألقاب مع فريق العمر ريال مدريد والتي أحصرها في ست بطولات في الدوري الاسباني، بالاضافة إلى لقبي الكأس الممتازة لعامي 88 و90، وكأسي الملك لعامي 89 و93 .
- ماذا يعرف باكو بويو عن الكرة العربية بشكل عام؟
سمعت الكثير عن المستوى الطيب الذي يسخر به العالم العربي، وسمعت وتابعت عن قرب المهارات الكبيرة التي يتمتع بها اللاعبون الشباب في هذه المنطقة من العالم، حيث هناك حب كبير لهذه الرياضة. أنا بإمكاني أن أذكر بعض الأسماء العربية أو من أصول عربية من أمثال بن زيمة وزيدان وهما من أصول جزائرية، بالاضافة الى محمد زيدان المصري، ولو أن هناك أسماء أخرى لمعت في سماء الكرة العالمية ومنها على سبيل المثال رابح ماجر وبلومي وطارق ذياب وآخرون كثر، أسماء تركت لها بصمات في تاريخ الكرة.
- على ذكر رابح ماجر وبلومي، والكرة العربية، هل لك أن تعطينا رأيك في الكرة الجزائرية على وجه التحديد؟
* الجميع يتذكر هنا في اسبانيا التألق الذي عرفه المنتخب الجزائري في مونديال اسبانيا لعام 1982، حين تفوق المنتخب الجزائري آنذاك على المنتخب الألماني بهدفين لواحد، علما أن المنتخب الألماني في ذلك الوقت كان من أكبر المنتخبات العالمية. وبعد هذا الانتصار الجميع تابع المهزلة، بل المسرحية التي قدمها المنتخبان الألماني والنمساوي، ليتسببا في إقصاء الجزائر من الذهاب بعيدا في ذلك المونديال. وللأسف كنا قد تابعنا عبر الصحافة في الأشهر الأخيرة اعترافات من عدد من هؤلاء اللاعبين الذين كانوا قد شاركوا في تلك المهزلة المشينة لكرة القدم. ما حدث في اسبانيا بإقصاء الجزائر لا يخدم الكرة بتاتا، فكيف اليوم نريد أن يكون أولادنا نزهاء إذا نحن لم نتخل بالقدر الكافي من المهنية والاحترام لمشاعر الغير. ولكن تلك المهزلة زادت من تعاطف الشعب الاسباني مع المنتخب الجزائري الذي لا زال يذكره الجميع خاصة أهالي مدينة خيخون حيث يوجد ملعب المولينون .
- وما هي حظوظ المنتخب الجزائري في مونديال جنوب افريقيا؟
* أعتقد أن الجزائر التي تأهلت إلى هذه التظاهرة العالمية الكبيرة في كرة القدم بكل جدارة واستحقاق يجب أن تدخل هذه المنافسة من دون عقدة، ولا أستبعد أن يذهب المنتخب الجزائري بعيدا ويتأهل إلى الدور الثاني. لا ننسى أن الجزائر تمكنت من التأهل إلى المونديال على حساب واحد من أكبر المنتخبات في افريقيا. ثم إن المنتخب الجزائري يضم في صفوفه لاعبين شباب واعدين يتألق عدد كبير منهم في الدوريات الأوروبية مثل رفيق حليش وعنتر يحيى ومنصوري ولحسن مهدي الذي يلعب في صفوف راسينغ سانتندير. هؤلاء اللاعبون أثبتوا عن قوة كبيرة في الأداء والمهارات التي تصل إلى نفس المهارات التي تجدها في أي مكان آخر، وعليه فإن منتخبات مثل انجلترا والولايات المتحدة يجب أن تحمل الجزائر محمل الجد .
- باكو بويو من دون شك أنت أصبحت تتابع التألق الذي تعيشه الكرة الاسبانية في السنوات الأخيرة، فما سر نجاح الكرة الاسبانية؟
* إسبانيا تحسنت بشكل كبير في السنوات الأخيرة وهو ما جعل منتخبنا يحقق كأس اليورو في نسخة 2008 في سويسرا والنمسا، وربما يعود الفضل في ذلك إلى مجيء عدد كبير من خيرة لاعبي كرة القدم على الصعيد العالمي ليلعبوا مع الفرق الاسبانية، وهو ما جعل اللاعبين الاسبان يحتكون بمهارات عالية قادمة من أماكن أخرى من العالم، خاصة من أمريكا الجنوبية ومن أوروبا وحتى من بلدان عربية وإسلامية. التطور لم نلحظه فقط على مستوى المنتخب بل أيضا على مستوى الأندية الاسبانية التي أصبحت تسمع كلمتها في المحافل الكروية العالمية، في الدوري الأوروبي وفي دوري رابطة الأبطال . الأندية الاسبانية أصبحت تتنافس من أجل التعاقد مع أفضل اللاعبين في العالم، بصرف أموال كثيرة .
- اليوم الجمهور العربي أصبح يتابعك عبر تحاليلك لليغا الاسبانية على قنوات الجزيرة الرياضية، فهل لك أن تقول لنا بصراحة عن الانطباع الذي خرجت به من خلال خبرتك في العمل مع فريق عربي؟
* في الحقيقة أنا محظوظ بوجودي ضمن الطاقم العامل في قناة الجزيرة الرياضية وبخاصة بتعاملي مع مجموعة مميزة من المهنيين وعلى رأسهم مدير مكتب إسبانيا السيد الأخضر بريش. وبفضل كل ما يقدمه الطاقم العامل في إسبانيا، الجزيرة الرياضية أصبحت اليوم مرجعا هاما في نقل كل التظاهرات الرياضية العالمية. خبرتي تعد ايجابية ولا أفشي سرا إذا قلت لكم أن هناك عددا كبيرا ممن يتمنون العمل داخل قناة الجزيرة الرياضية نظرا لكل ما يقدم من عمل أصبح يفوق كل التوقعات، وأتمنى أن يستمتع المشاهد العربي بالنقل الحي لكل المسابقات الكروية وخاصة منها الليغا الإسبانية .