حبيب بلعيد
كشف الوافد القادم للمنتخب الوطني حبيب بلعيد للشروق بأنه لا يريد العودة إلى البطولة الألمانية عند انتهاء فترة إعارته إلى فريق بولون الفرنسي من طرف نادي فرانكفورت الألماني في نهاية الموسم الجاري.
واعتبر بلعيد بأن اللعب في البطولة الألمانية أمر صعب للغاية. "ربما بدأ الكثير في الجزائر يدرك بأن العقلية الألمانية صعبة جدا وهو ما يمكن أن يؤكده لكم زياني، عنتر يحيى ومطمور وكل اللاعبين الجزائريين الذي نشطوا أو ينشطون في ألمانيا. ولعل الذي يحدث لزياني على وجه الخصوص الدليل على أن الألمان قاسون جدا، وإلا كيف نفسر أن لاعبا من مستواه لا يتم إدراجه حتى في قائمة الاحتياطيين على الرغم من أن الجميع يعترف بمكانته ضمن هذا النادي. أعتقد أن زياني بصدد دفع ثمن غيابه عن فريقه طيلة فترة كأس إفريقيا للأمم، والأمر نفسه ينطبق على عنتر يحيى ومطمور اللذين عانيا الأمرين قبل أن يعودا مؤخرا فقط إلى التشكيلة الأساسية لفريقيهما " .
ولأنه خبير جدا بأمور المدربين والمسيرين الألمان، فإن بلعيد الذي يستعد لتلبية أول دعوة إلى المنتخب الوطني، يأمل في أن يعثر على ناد فرنسي من العيار الجيد في نهاية الموسم. "أملي كبير في أن أبقى في فرنسا الموسم القادم، هدفي هو الانضمام إلى فريق جيد لأنني بصراحة لا أرغب في العودة إلى ألمانيا، لا أريد أن أجد نفسي مجبرا على اللعب مجددا لفريقي فرانكفورت لأن اللعب في البطولة الألمانية لم يعد يستهويني، ولو أنني أدرك بأن مصيري ليس بين يدي، حيث قد لا أجد من خيار آخر غير الرجوع لفريقي الأصلي في حالة ما إذا أصر مسيروه على استرجاعي " ، أضاف يقول محدثنا .
" سأتعلم الكثير مع بوغرة، عنتر وحليش "
والواضح أنه في حالة تأكد استدعاء بلعيد إلى صفوف "الخضر" للاشتراك في المونديال القادم فإن ذلك سيكون محطة مناسبة لهذا الأخير كي يتطلع للظفر بعقد احترافي مهم خارج ألمانيا، تماما مثلما يأمل هو شخصيا، ولو أن اللاعب صاحب 24 ربيعا، يؤكد أن هدفه من الانضمام إلى المنتخب الوطني في هذه الفترة بالذات ليس التألق لأجل جلب أنظار "المناجرة" بل للتعلم على حد قوله. "عندما أشارك في المونديال أو أي منافسة دولية أخرى فإن ذلك سيسمح لي باكتساب مزيد من الخبرة ستساعدني في مشواري الكروي، وشخصيا أتوق كثيرا لأن أكون إلى جانب مدافعين من طراز عنتر يحيى، بوغرة وحليش، فكلهم لاعبون ممتازون، وبحكم أنهم يلعبون في نفس المنصب الذي أشغله، أي في وسط الدفاع، فمن المؤكد أنني سأستفيد منهم كثيرا..أما عن مستقبلي فأفضل أن أترك الأمر للمكتوب رغم أن أملي كبير في أن أتجنب العودة إلى البطولة الألمانية"، أسر لنا مدافع بولون الفرنسي .
" مهما بلغت نجوميتنا سنبقى عربا في عيون الفرنسيين "
وتطرقنا مع بلعيد إلى القضية التي أثيرت في الأسابيع الأخيرة بخصوص اللاعبين مزدوجي الجنسية الذين ترعرعوا في مختلف المدارس الكروية الفرنسية قبل أن يقرروا اللعب لمنتخبات بلدانهم الأصلية، وهي القضية التي تثيرها الاتحادية الفرنسية لكرة القدم لقطع الطريق أمام لاعبين من أمثال براهيمي وبودبوز لتقمص ألوان الخضر .
ويعتقد بلعيد، الذي لعب للأصناف الصغرى للمنتخب الفرنسي، أنه وغيره من اللاعبين الذي يتواجدون في وضعيتهم يلبون دائما نداء القلب، مضيفا: "يجب أن تعلموا أنه مهما بلغت نجومية اللاعبين "الفرانكو -جزائريين" فإننا نبقى في نظر الفرنسيين عربا ينظر إلينا في الغالب نظرة احتقارية " ، وهو الأمر الذي يدفع - حسب محدثنا - الكثير من اللاعبين ذوي الأصول الجزائرية والإفريقية عموما لتفضيل تقمص ألوان منتخبات دولهم الأصلية