قال العميد بومدين في حوار أجرته معه مجلة "الجيش" في عددها الأخير، أن أول مدرسة لأشبال الأمة ستفتح أبوابها مع بداية السنة الدراسية المقبلة، وستدرس برامج وزارة التربية في الطور الثانوي، كما سيحدد معدل 12 على 20 في الإختبار النهائي لشهادة التعليم المتوسط والإنتقال للأولى ثانوي كحد أدنى للقبول لإجراء إختبار الإلتحاق.
وقال العميد بومدين معزوز مدير مدارس أشبال الأمة التي قرر رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، إعادة فتحها، أن قيادة الجيش الوطني الشعبي شرعت في إعادة فتح هذه المدارس تحت إسم مدارس أشبال الأمة، حيث من المنتظر أن تساهم في تحضير النخبة العسكرية للغد وتشكل منبعا لتلبية إحتياجات القوات المسلحة من طلبة ضباط، خاصة وأنه بعد الحصول على شهادة البكالوريا، يتم توجيه الطلبة بعد سنة التكوين العسكري القاعدي المشترك بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال إلى مختلف المدارس العليا العسكرية وذلك في إطار التكوين الأساسي.
وأكد نفس المسؤول أن المهام الموكلة لهذه المدارس توفر تعليما في الطور المتوسط أو الطور الثانوي أو الإثنين معا وكذا تعليما شبه عسكري قاعدي في آن واحد، حيث ونظرا للوصاية المزدوجة لكل من وزارتي الدفاع الوطني والتربية الوطنية على هذه المدارس، ستعتمد هذه الأخيرة نفس برامج وزارة التربية الوطنية بنفس المواد والحجم الزمني، وكذا نفس التوقيت بالنسبة للإختبارات والعطل، كما أن طاقم التعليم سيتكون من معلمين من وزارة التربية الوطنية سيتم إلحاقهم بمدراس أشبال الأمة بمجرد فتحها، كما سيلقن التلاميذ أسس المواطنة ومعنى الواجب وحب الوطن وروح الجماعة، وقيمة الجهد وروح التسامح والإنفتاح على العالم.
وأكد مدير مدارس أشبال الأمة أن هذه المدارس ستوفر برنامجا ثقافيا ورياضيا متنوعا للتلاميذ، وستخضع لنظام دراسة داخلي، وتصل قدرة استيعاب كل مدرسة إلى 1000 مقعد بيداغوجي للتعليم الثانوي، و800 مقعد للمتوسط، ويستفيد التلميذ خلال فترة التعليم من تكفل تام ومنحة دراسية.
وكشف المتحدث أنه سيتم فتح عشر مدارس منها ثلاث ثانويات وسبع متوسطات، موزعة على النواحي العسكرية الست بمعدل مدرسة في كل ناحية عسكرية على الأقل وهذا بهدف تغطية كامل التراب الوطني وزيادة فرص إلتحاق الشباب من مختلف نواحي الوطن، ولذلك سيتم فتح مدرستين بالناحية العسكرية الأولى، ثانوية بالبليدة ومتوسطة بالمسيلة، ومدرستين بالناحية العسكرية الثانية، وهما ثانوية بوهران ومتوسطة بتيارت.، وكذا مدرسة واحدة بالناحية العسكرية الثالثة وهي عبارة عن متوسطة، ومدرسة بالأغواط بالناحية العسكرية الرابعة وهي عبارة عن متوسطة،وثلاث مدارس بالناحية العسكرية الخامسة، وهي عبارة عن ثانوية بسطيف، ومتوسطة ببجاية، وأخرى بباتنة، إضافة إلى مدرسة واحدة بتمنراست بالناحية العسكرية السادسة وهي عبارة عن متوسطة.
وسيتم فتح أول مدرسة بداية السنة الدراسية 2009 ـ 2010 وهي مدرسة ثانوية بالناحية العسكرية الثانية بوهران، بمقر المدرسة التحضيرية لدراسات الطيران سابقا، وستضم أقسام السنة الأولى ثانوي شعبة علوم وتكنولوجيات، وتتوفر على ما يفوق 150 مقعد بيداغوجي، في حين سيتم فتح المدارس التسع الباقية بعد إتمام الدراسات الجارية حاليا.
وقال المتحدث أن شروط الإلتحاق بهذه المدارس يتم وفقا لنتائج امتحان سيتم إجراؤه للتلاميذ الذين تتوفر فيهم الشروط التالية، الجنسية الجزائرية، شروط السن، والمؤهل الدراسي حسب المستوى أو الطور، وفي السنة الجارية سيكون معدل 12 على 20 في الإختبار النهائي لشهادة التعليم المتوسط والإنتقال إلى الاولى ثانوي كحد أدنى للقبول، الفحص الطبي، العزوبة، تصريح من الولي الشرعي للتلميذ، كما يمكن لمدارس أشبال الأمة استقبال تلاميذ من دول أجنبية وذلك وفقا للقواعد المعمول بها. وللمزيد من المعلومات ستنظم حملة إعلامية متعلقة بذلك في شهر جويلية المقبل في مختلف وسائل الإعلام الوطنية.
علما أن مدارس أشبال الأمة هي نفسها التي كانت تسمى في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، مدارس أشبال الثورة، التي تشكلت نواتها الأولى، حيث قررت هيئة أركان جيش التحرير سنة 1961 إنشاء مدرستين، الأولى على الحدود الشرقية وبالتحديد في ناحية "الكاف"، والثانية بالحدود الغربية، وتمكنت من تكوين أشبال أبناء الشهداء واللاجئين في المقام الأول.
وفي ماي 1963 قررت وزارة الدفاع الوطني إعادة فتح المدرسة الوطنية لأشبال الثورة بالقليعة في المرحلة الاولى لكي تجمع كل أبناء الثورة، وبلغ عدد الأطفال الموجودين فيها سنة 1964 أكثر من 500 تلميذ، وأوكلت مهمة الإشراف عليها لوزارة الدفاع.