تسعى البنوك الأربعة الكبرى في اليونان للحصول على دعم حكومي لمواجهة نقص في السيولة نتج عن هروب الودائع في الشهرين الأولين من العام الحالي.
وقال وزير المالية اليوناني جورج بباكونستانتينوس إن البنوك طلبت من الحكومة السماح لها بالحصول على ما تبقى من خطة التحفيز التي نفذتها الحكومة أثناء الأزمة المالية وبلغت قيمتها 37 مليار دولار.
وقالت صحيفة فايننشال تايمز إن طلب البنوك اليونانية أثار القلق إزاء مدى تأثير أزمة الديون على القطاع المصرفي باليونان.
وطبقا للبنك المركزي اليوناني فقد قام المودعون بتحويل نحو عشرة مليارات يورو أي ما يعادل 4.5% من قيمة الودائع في جميع المصارف اليونانية إلى خارج اليونان في الشهرين الأولين من العام الحالي.
وقال أحد المصرفيين إن هذه الخطوة تعكس القلق الذي شعر به الأثرياء اليونانيون إزاء استمرار إبقاء ودائعهم في البنوك اليونانية لكنه توقع عودتها بعد انتهاء الأزمة.
وقام مودعون بتحويل أموالهم إلى فروع لبنوكهم خارج اليونان بما في ذلك قبرص ولوكسمبورغ بينما قام آخرون بتحويل الأموال إلى فروع أجنبية لبنوكهم داخل اليونان.
ونفى عدد من البنوك الشائعات التي قالت إن العملاء قاموا بسحب كميات كبيرة من فئتي 100 و500 يورو للاحتفاظ بالعملة الورقية.
وطلبت البنوك اليونانية الرئيسية وهي البنك الوطني لليونان و إي أف جي يوروبنك وألفا بنك وبيريوس بنك من الحكومة الحصول على ضمانات قروض بقيمة 14 مليار يورو إضافة إلى ثلاثة مليارات دولار على شكل سندات ضمان للاقتراض من البنك المركزي الأوروبي.
وزادت البنوك اليونانية اعتمادها على الاقتراض من المركزي الأوروبي بعد صعوبة الاقتراض من الأسواق بسبب ارتفاع الفائدة المفروضة على القروض لليونان بسبب أزمتها.
وزادت قروض المركزي الأوروبي -الذي يقبل سندات الحكومة اليونانية كضمانات- للبنوك اليونانية من 40 مليار يورو إلى 65 مليار يورو في الربع الأول من العام الحالي.
وخفضت مؤسسة موديز للتصنيف الائتماني تصنيف البنوك الأربعة الكبرى باليونان في الأسبوع الماضي وقالت إن الوضع الاقتصادي المتأزم يلقي بثقله على الوضع الاقتصادي لقطاع المصارف الذي أضعفه انخفاض الأصول والأرباح.
من جهته نفى رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه أن يكون اليونان يواجه خطر العجز عن السداد لكن يتعين عليها أن تنفذ بصرامة إجراءاتها لخفض الدين.
وقال تريشيه في مؤتمر صحفي يعقد شهريا اليوم الخميس، بعد أن أبقى البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة عند أدنى مستوياتها البالغ واحدا بالمائة “أقول بعد كل المعلومات التي تلقيتها ان اليونان لا يواجه مشكلة عجز عن السداد.”
وأضاف “المهم جدا هو أن ينفذ برنامج الإجراءات الجديدة الذي حددته اليونان.”
وقال انه لا يرى مبررا للاعتقاد بأن إجراءات التقشف التي اتخذتها أثينا لن تطبق “بصرامة “وتابع “لكننا سنظل متنبهين بالطبع.”
ووافق قادة الاتحاد الأوروبي على آلية لمساعدة اليونان الشهر الماضي تتضمن قروضا من دول بالاتحاد ومن صندوق النقد الدولي إذا أصبح تمويل السوق غير كاف وإذا وافقت جميع دول منطقة اليورو على ذلك.
وحذر البنك المركزي الأوروبي من مشاركة صندوق النقد الدولي لكن تريشيه قال ان الحل ممكن .