ثورة المعارضة تطيح برئيس قرغيزستان وتودي بأكثر من 47 قتيلا

أعلنت مصادر بمطار العاصمة القرغيزية هذا الأربعاء أن الرئيس كرمان بك باكييف غادر بشكيك الى وجهة مجهولة فيما أكدت المعارضة تقديم رئيس الوزراء دانيار اوسينوف لاستقالته تحت ضغط مظاهرات المعارضة.
ونقلت أنباء صحفية عن المصادر قولها ان الطائرة التي تقل الرئيس باكييف غادت مطار “مناس” حوالي الساعة 00سا20 بالتوقيت المحلي (00سا14 بتوقيت غرينتش) مع خمسة من الأشخاص لم يتم تحديد هويتهم ويمكن أن يكونوا من أفراد عائلته.
من جهتها قالت المعارضة التى تطالب باستقالة الرئيس أن رئيس الحكومة القرغيزية دانيار اوسينوف وقع على ورقة استقالته اليوم وتم تشكيل حكومة جديدة على رأسها وزيرة سابقة للخارجية.
وقال زعيم المعارضة كيرغيز ازاتيك أنه بعد مفاوضات مع رئيس الوزراء دانيار قدم هذا الاخير استقالته مشيرا الى أن مناهضين للحكومة استولوا على القصر الرئاسي.
وارتفعت حصيلة ضحايا الإشتباكات التي إندلعت أمس الثلاثاء بين أنصار المعارضة وقوات الأمن في بشكيك إلى 47 قتيلا و أكثر من 400 مصاب حسب حصيلة جديدة أعلنت عنها وزارة الصحة في البلاد.
وكانت السلطات في قرغيزستان قد أعلنت في وقت سابق اليوم حالة الطوارىء في البلاد بعد المواجهات التي دارت بين قوات الشرطة ومتظاهرين عند القصر الرئاسي في بشكيك احتجاجا على ما وصف بـ “انتشار الفساد” فى ظل حكم الرئيس كرمان بيك باكييف.
وقد توعد رئيس وزراء قرغيزستان دانيار يوسينوف أمس الثلاثاء باتخاذ إجراءات صارمة لقمع احتجاجات المتظاهرين. و قال أن الرئيس كرمان بك باكييف أعلن حالة الطوارئ في العاصمة بشكيك و ثلاث مناطق أخرى في البلاد وهي تارين و تالاس و تشويسكايا بسبب التوتر الكبير الذي تشهده تلك المناطق مضيفا أن حالة الطوارئ ستشمل أيضا حظرا للتجول من الساعة العاشرة مساء إلى الساعة السادسة صباحا.
وفي أول رد فعل لامتصاص الغضب الذي يسود الشارع قامت حكومة قيرغيزستان باطلاق سراح أكثر من عشرة من قادة المعارضة التي تطالب باستقالة الرئيس لفشله في جلب الاستقرار والنمو الاقتصادي للبلد و اتهامه بالفساد فضلا عن حل البرلمان و ذلك بعد أن تجمع عدد كبير من المحتجين خارج المبنى الذي احتجز به قادة المعارضة.
ومن بين المفرج عنهم عضو الحزب الديمقراطي الاجتماعي المعارض عيسى عمرخولوف.
وفي خضم هذا الوضع الامني المحتقن تتضارب الإنباء حول مقتل وزير الداخلية مولدو موسى كونغاتييف. ففي الوقت الذي أكدت فيه بعض وسائل الإعلام مقتله متأثرا بجروحه التي أصيب بها خلال الاشتباكات التي جرت أمس الثلاثاء بين الشرطة والمعارضين في تالاس نفت وزارة الداخلية هذا الخبر.
وتوازيا مع هذا الوضع أعلنت وسائل الإعلام عن اشتعال النيران في مبنى وزارة الدفاع ومبنى النائب العام في قيرغيزستان و سمعت طلقات النيران في قلب مدينة بشكيك.
كما سيطر مئات المتظاهرين على مقر التلفزيون في بشكيك و توقف بث جميع المحطات.
واقتحم عدد كبير من المحتجين من المعارضة مبنى البرلمان القرغيزى في العاصمة بشكيك وحطموا مرافقه و اندلعت مواجهات عنيفة بين معارضين وعناصر الشرطة في بيشكك قرب مقر الرئاسة الذي يحاول آلاف المتظاهرين الانقضاض عليه فيما أغلق مطار ماناس الدولي لمدة 12 ساعة.
فالاتحاد الأوروبي يبدي قلقه من الاضطرابات الحاصلة بقرغيزستان ويدعو إلى ضبط النفس لحل الأزمة، وأعرب عن قلقه البالغ من التطورات الراهنة في قرغيزستان في أعقاب الأحداث الدامية التي شهدتها العاصمة ومدن أخرى في البلاد داعيا كل الأطراف إلى استئناف الحوار فورا.
وفي هذا الشأن قالت الممثلة العليا لشؤون السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون ان الاتحاد الأوروبي يتابع ببالغ القلق التطورات في قرغيزستان وخصوصا في تالاس والتقارير الأخيرة حول الأحداث في العاصمة بشكيك التي خلفت خسائر في الأرواح وعشرات الجرحى.
ودعت جميع الأطراف إلى إظهار حالة من ضبط النفس واستئناف الحوار بشكل فوري بين قوى المعارضة التي تطالب باستقالة الرئيس والحكومة بهدف التوصل إلى حل سلمي وأدانت بشدة المظاهرات الاحتجاجية التي بدأت أمس الثلاثاء في مدينة تالاس وتوسعت اليوم لتشمل الكثير من مناطق البلاد .