ضغوط تنجح في تجميد اتفاقية مشابهة موقعة مع شركات تأمين جزائرية عمومية
كشف تقرير صادر عن المجلس الوطني للتأمينات، عن تحقيق شركة التأمينات الفرنسية "كارديف" أعلى نسبة نمو في قطاع التأمينات الجزائري سنة 2009 بنسبة بلغت 130.88 بالمائة، وهي التي لا تتوفر سوى على 5 عمال، بفضل استحواذها على محفظة زبائن أكبر بنك جزائري وهو الصندوق الوطني للتوفير والاحتياط بنك الذي يتوفر على 206 وكالة تضم حوالي 7 ملايين زبون وجدوا أنفسهم مرغمين على دفع مبلغ يتراوح بين 260 و1000 دج شهريا للشركة الفرنسية بحجة تأمين حساباتهم.
وتعتبر "كارديف" شركة تأمين فرنسية متخصصة في تقديم خدمات تأمينية من خلال شبكة "كناب ـ بنك"، والتي تغطي مجمل التراب الوطني، وكذا القدرات البشرية الهائلة التي يتوفر عليها الصندوق على مستوى 48 ولاية، مما سمح للشركة الفرنسية بعدم احترام الآجال التعاقدية وعدم الالتزام بفتح فروع لها منذ شروعها في العمل سنة 2007، وتقوم حاليا باستغلال شبكة "كناب بنك"، بطريقة فاحشة لتحقيق منفعة قصوى بدون بذل أدنى جهد مادي أو معنوي.
وينص العقد بين الطرفين على بيع "كناب بنك" منتجات تأمين للخواص لفائدة الشركة الفرنسية التي جاءت إلى الجزائر بأقل استثمار ممكن، مقابل عمولة بسيطة عن كل عملية، مع تعهد الشركة الفرنسية بمقتضى الاتفاق بصياغة منتجات خاصة بزبائن كناب-بنك، في مجال منتجات الاحتياط والتوفير للتأمين على الحياة، تتوزع على تأمين المقترضين من الصندوق الوطني للتوفير والاحتياط ـ بنك ـ (الحياة والإعاقة وعدم القدرة على العمل والبطالة) ومنتجات الاحتياط والتوفير المتمثلة في التأمين على الوفاة وتأمين حماية الحسابات ومنتجات التأمين من الخسائر المنوطة بالقروض الرهنية الخاصة بالتأمين من الكوارث الطبيعية والتأمين المتعدد الأخطار على السكن.
والغريب في الأمر أن الزبون الجزائري عندما يحصل على قرض يفرض عليه تأمين القرض على مستوى "كارديف" مرغما، وكأن الجزائر لا تتوفر على شركات تأمين عمومية أو خاصة، حتى يقوم "كناب ـ بنك" بالتعاقد مع شركة فرنسية لتقديم خدمة بنك التأمين، واستغلال شبكة البنك على المستوى الوطني التي تم بناؤها بأموال عمومية، بدون أن تكلف الشركة الفرنسية نفسها عناء الاستثمار لفتح شبكة على المستوى الوطني، حيث يسمح لها العقد المبرم مع "كناب بنك" باستغلال محفظة زبائن البنك والموارد البشرية للبنك، كون عدد عمال "كارديف" لا يتعدى 5 عمال ورئيس مدير عام من جنسية فرنسية، مقابل رقم أعمال بلغ 52.4 مليار سنتيم السنة الماضية، مسجلا نسبة نمو هي الأعلى على المستوى الوطني في مجال التأمين بلغت 130.88 بالمائة.
وتسعى حاليا شركة "كارديف" الفرنسية لإقناع المديرية العامة لـ"كناب بنك"، لتأسيس شركة للتأمين ضد المخاطر المختلفة للحصول على زبائن من الوزن الثقيل على غرار مجموعة "سوناطراك" و"سونلغاز" والشركات البترولية وشبه البترولية العاملة في الجنوب الجزائري، والشركات الكبرى العاملة في القطاع العقاري والسياحة والمياه والقطاع الصحي وشركات السيارات، وترك الفتات لشركات التأمين الجزائرية العمومية والخاصة، وهو ما تأكد بعد نجاح الضغط الممارس على "كناب بنك" بغرض عدم تفعيل اتفاقية مشابهة تم إبرامها مع الشركة للتأمين وإعادة التأمين والشركة الوطنية للتأمين، لنفس الغرض، ولكنها بقيت حبرا على ورق