إبراهيم غالي يحذر من انتشار المستوطنات المغربية في الصحراء

حذر السفير الصحراوي بالجزائر إبراهيم غالي من الانتشار الواسع للمستوطنات المغربية على الأراضي الصحراوية.
على هامش حفل تسليمه لوسام التضامن الإعلامي الجزائري مع الشعب الصحراوي من لدن النادي الإعلامي لرئيس الجمهورية، أوضح غالي أنّ الحكومة المغربية عملت على إدخال مستوطنين مغاربة إلى الأراضي الصحراوية منذ دخول مخطط التسوية حيز التنفيذ للحصول على نتائج أكبر في حال إجراء استفتاء تقرير المصير.
وندد السفير الصحراوي بهاته الظاهرة التي قال بأنها سابقة خطيرة تحاول من خلالها السلطات المغربية تغيير وجه الصحراء الغربية و سلب ثرواتها.
وأضاف غالي أنه عند الحديث عن الاحتلال، يلتقي المغرب بإسرائيل مؤكدا أن المغرب
وإسرائيل وجهان لعملة واحدة.
وأشار السفير الصحراوي إلى أنّ المغرب مارس انتهاكات لحقوق الإنسان شبيهة بتلك التي تمارسها إسرائيل على الأراضي الفلسطينية مضيفا أنه احتل الأراضي الصحراوية وقام ببناء الجدار العازل و وضع الملايين من الألغام و نهب الثروات الصحراوية و تمرد على الشرعية الدولية بالإضافة إلى بنائه للمستوطنات.
وفي سياق متصل جدد السفير الصحراوي ندائه إلى كل المنظمات الدولية للضغط
على المغرب لإنقاذ حياة المعتقلين السياسيين الصحراويين الذين ما يزالون يقبعون
في السجون المغربية وعددهم 59 معتقلا سياسيا صحراويا موزعين على العديد من السجون المغربية من بينهم 29 يشنون إضرابا عن الطعام منذ أيام.
وأكد أغالي أنّ الحالة الصحية لهؤلاء المضربين عن الطعام “سيئة للغاية”، مشيرا إلى أنّ أغلبهم أصيبوا بأمراض مزمنة أصبحوا بسببها غير قادرين على الحركة.
وأوضح السفير الصحراوي أنه في حال تجاهل منظمات المجتمع الدولي لحالة المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية ستكون هناك مجازر بالموت البطيئ تقترفها السلطات المغربية في حق هؤلاء المعتقلي”.
وفيما يتعلق بإعمار المناطق الصحراوية المحررة، أشار السفير إلى الجهود التي تبذلها الجمهورية الصحراوية من خلال تخصيص وزارة لهذا الشأن، مؤكدا أن العائق الذي ما يزال يشوب هذه العملية هو نقص الإمكانيات المادية.
وبخصوص ملف المفاوضات بين المغرب و جبهة البوليساريو، قال إبراهيم غالي أن الطرف المغربي مستمر في عرقلة هذه المفاوضات داعيا الأمم المتحدة إلى فرض “عزلة دولية” على الرباط لحملها على الامتثال لقرارات وشرعية الأمم المتحدة.
انطلاق الحملة الدولية لدعم المعتقلين السياسيين الصحراويين
أعلن “موسى سلمى” الأمين العام لاتحاد شبيبة الساقية الحمراء و وادي الذهب، هذا السبت، عن انطلاق “الحملة الدولية من أجل دعم وإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية، بالتزامن مع مناشدة لجنة المتابعة المجتمع الدولي لإنهاء معاناة المعتقلين الصحراويين الـ29.
وخلال تظاهرة شعبية نظمت بمنطقة الشيظمة، جاء الإعلان عن انطلاق الحملة الدولية لمساندة السجناء الصحراويين، وشهد الموعد مشاركة أزيد من ألف شخص جاؤوا من إسبانيا والبرتغال وايطاليا وفرنسا وسويسرا والولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك، بالإضافة إلى مواطنين صحراويين.
وتميزت التظاهرة بتشكيل سلسلة بشرية امتدت لأزيد من نصف كيلومتر تنديدا “بالجريمة ضد الإنسانية” التي يرمز إليها الجدار المغربي بالصحراء الغربية مطالبين بتحطيمه.
وعبر مئات من المشاركين الأجانب، عن انزعاجهم الشديد لوقوف الأمم المتحدة و الدول العظمى صامتة أمام المجازر التي تطال الصحراويين بفعل انفجار الألغام والقنابل المزروعة على جانبي الجدار، كما قاموا في إيماءة ترمز إلى السلام بتشكيل جدار موازي للجدار المغربي يتكون من 35 علما صحراويا أسموه جدار الكرامة تعبيرا عن تشبث الشعب الصحراوي بأرضه مهما تعددت الجدران والخنادق.
في غضون ذلك، طالب وفد من المناضلين الحقوقيين الصحراويين، المجتمع الدولي، بإزالة جدار “الذل والعار” الذي أقامه المغرب منذ عقدين من الزمن بالصحراء الغربية.
وقال “سيدي محمد ددش” رئيس الوفد الحقوقي الصحراوي في تصريح نقلته وكالة الأنباء الصحراوية، بأنّ وجود هذا الجدار المُحاط بملايين الألغام والأسلاك الشائكة في الصحراء الغربية، هو مسألة تستوجب النظر فيها من طرف العالم.
وخلال تظاهرة “سلسلة الألف أمام الجدار المغربي” بالصحراء الغربية، ندّدت المناضلة الحقوقية “سكينة جد أهلو” باستمرار الاحتلال المغربي في سياسة القبضة الحديدية على المنطقة عبر تطوير آلته العسكرية، وطالبت أهلو المنظمات الدولية بإزالة الجدار العسكري وحماية أرواح الصحراويين العزل.
وأوضحت المناضلة الحقوقية الصحراوية أنّ المغرب يحاول إبادة الشعب الصحراوي عبر احتواء هويته وزرع المزيد من أشواك الدمار والقنابل في المناطق المحتلة، مشيرة إلى أنّ جدار العار المغربي ليس إلاّ واحدا من بين عشرات المخططات الخبيثة التي حاكها ولا يزال النظام المغربي يحيكها ضد الشعب الصحراوي.
كما أعربت أهلو عن أسفها لاستمرار معاناة النصف الآخر بالمناطق التي يحتلها المغرب بفعل مظاهر الحرمان والتجويع والإقصاء وقطع الأرزاق التي ينتهجها النظام المغربي.
500 متضامن أوروبي: جدار العار “جريمة ضد إنسانية” في الصحراء الغربية
اعتبر 500 متضامن أوروبي مع قضية الصحراء الغربية، هذا السبت، جدار العار المغربي “جريمة ضد إنسانية” في الصحراء الغربية، وقال الخمسمائة ممثل عن سبع دول أوروبية إنهم يستنكرون بشدة الصمت الدولي أمام الجدار الذي يقيمه النظام المغربي للعقد الثالث على التوالي.
وطالب المتضامنون الهيئة الأممية باتخاذ “موقف صارم” أمام “الجريمة ضد الإنسانية” التي يشكلها جدار المغرب بالصحراء الغربية “لما يخلفه من دمار كبير على حياة الإنسان وما يشكله من تشويه لوجه الطبيعة”.
في هذا الشأن، أكّدت “إيزابيل لورانس” ممثلة مجلس السلام والتعاون في البرتغال على حتمية فضح جدار المغرب، واعتبرته من أولويات المجلس البرتغالي في عمله من أجل التحسيس بالقضية الصحراوية.
من جانبها، عبرت إيفا كانيولا من مقاطعة كاستياليون الإسبانية عن شجبها لاستهتار المغرب بأرواح المواطنين الصحراويين الأبرياء، فيما اعتبر “شافي لاكروث” من منطقة كاتالونيا بدوره أن الحكومة الاسبانية مسؤولة
عما يجري في الصحراء الغربية من مآسي”.
ويعتبر “جدار العار” في الصحراء الغربية الأطول في العالم بـ2720 كلم
وهو يفصل الشعب الصحراوي إلى قسمين (الأراضي المحررة والمحتلة) وتحيط به الأسلاك الشائكة وملايين الألغام المضادة للأفراد.