فوجئ مصمم المواقع الالكترونية الإنجليزي، رايان كيلي، عندما اكتشف أن المعترضين على نتائج انتخابات الرئاسة الإيرانية يستخدمون برنامجا صممه، كي يهاجموا موقع الرئيس الإيراني الحالي والفائز بالانتخابات محمود أحمدي نجاد.
ففي مقابلة مع CNN الأربعاء، أشار كيلي إلى أن المعارضين بدأوا باستخدام برنامجه الذي يقوم بإعادة تجديد صفحة المواقع الإلكترونية كل عدة ثواني، وهو الأمر الذي إذا ما تكرر طويلا فمن شأنه أن يصيب المواقع التي يستخدم فيها بما يعرف بـ"التحميل الزائد" overload وبالتالي يسدها، ويجعلها ترسل رسالة تنص على أنه "غير متوافر."
وكشف كيلي أنه حصل على رسالة إلكترونية مجهولة المصدر تطالبه بإغلاق الموقع الإلكتروني، الذي يتيح للمستخدمين استعمال برنامجه، وعندما تابع الأمر اكتشف أن موقع نجاد الإلكتروني، على ما يبدو كان قد أصيب بـ"هجوم" من هذا النوع، حيث أن موقعه الثلاثاء ظل مغلقاً ويرسل رسالة بعنوان "الموقع غير متوافر."
وأعرب كيلي عن صدمته لاستخدام موقعه والبرنامج الموجود عليه بهذه الطريقة، خصوصاً وأنه صممه لإعادة تجديد صفحات المواقع الإلكترونية الرياضية، التي تتغير نتائجها بسرعة شديدة.
وذكر كيلي أن عدد متصفحي موقعه زاد من 700 شخص في اليوم العادي ليصل إلى 41 ألف شخص يوم الاثنين.
وكان كيلي قد اضطر إلى تعليق استخدام موقعه الإلكتروني نظرا لوجود الكثير من المستخدمين مما شكل ضغطا كبيرا على "الملقم" server الإلكتروني الخاص به، وهو الأمر الذي دفع مستخدمي موقعه وبرنامجه أن يرسلوا رسائل تناشده إعادة الموقع وبرنامجه.
ونصت إحدى الرسائل، بحسب كيلي، "رجاء أعد موقعك الإلكتروني للاستخدام بأسرع وقت ممكن، فنحن بحاجة إلى مساعدتك في إيران لمواجهة أحمدي نجاد."
يذكر أن هذا الحدث يأتي في الوقت التي تتعالى فيه صيحات الغضب في إيران من نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حيث شهدت العاصمة الإيرانية اضطرابات واسعة منذ الأحد بعد فوز الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد المحافظ على منافسه الإصلاحي مير حسين موسوي.
كما يأتي وسط تزايد البث الشخصي عبر مواقع الشبكات الاجتماعية، مثل "فيسبوك" و"تويتر."
فقد باتت مثل هذه المواقع تشكل مصدر المعلومات الأساسي للولايات المتحدة الأمريكية حول التطورات على الساحة الإيرانية، بعد أن منعت السلطات هناك الصحفيين من تغطية المظاهرات السياسية المناهضة والمؤيدة لفوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بالانتخابات الرئاسية.
من ناحية ثانية، هدد الحرس الثوري في إيران الأربعاء بملاحقة عدد من المواقع الإلكترونية قضائياً، واتهمها بما أسماه "نشر أكاذيب" لتحريض الشعب على العنف، فيما تتواصل التظاهرات الاحتجاجية تنديداً لنتائج الانتخابات الرئاسية.
واتهم أيضاً مؤسسات كندية وأمريكية، من بينها أجهزة الاستخبارات الأمريكية، بدعم تلك الشبكات تقنياً ومادياً.
وجاء في البيان الذي نقلته وكالة الأنباء الإيرانية: "سنبلغ الشعب قريباً تفاصيل شبكات الإنترنت الهدامة تلك، ونحذر من يستخدم الإنترنت لإذكاء جذوة العنف، والتهديد ونشر الشائعات، بأن إجراءات قانونية ستتخذ بحقهم، وستوقع عليهم غرامات كبيرة."