افتتح أمس يقاعة ابن زيدون برياض الفتح أسبوع الأفلام التركية بعرض فيلم “أبي وابني ” للمخرج التركي شاقان إيرماك بحضور جمهور غفير أغلبهم من الفنانين الجزائريين الذين جاءوا لاكتشاف المهارة التركية في المجال السينمائي . ، ويروي الفيلم الذي استغرق عرضه 90 دقيقة حكاية أب يعيش حياته محتارا بين ولده الوحيد الذي ولد ذات انقلاب وبين أبيه الرجل المتسلط الذي رفض مساعدته لأنه فضل دراسة الصحافة بدل الهندسة الزراعية التي نصحه بدراستها فظل في نظره الابن العاق الذي لايستحق الشفقة .
فمنذ اللقطات الأولى للفيلم يتمكن المخرج من إبراز الجرح الذي ظل يرافق البطل طيلة حياته حيث تموت زوجته أثناء الوضع في جانب الطريق بعدما لم يجد من يوصلهما إلى المستشفى بسبب حضر التجول الذي فرض عقب الانقلاب الذي حدث عام 1980.
ويستحضر مخرج الفيلم العديد من القيم الإنسانية والاجتماعية على غرار التكافل الموجود لدى الأسر التي تعيش في الأرياف التركية كل هذا تجسده شخصيات الفيلم ومن ضمنها شخصية الجدة التي تعطف على ابنها وتدخل بسببه في مواجهة دائمة مع زوجها “الأب القاسي” ، وشخصية الشقيق المثالي الذي لا تعمي ثروة أبيه بصره فتجعله يكره أخاه الوافد الجديد إلى القرية وشخصية الخالة التي تريد دائما أن تبقى محافظة على شبابها رغم سنها المتقدم.
وأوضح المخرج شاقان إيرماك في تصريح لموقع الإذاعة الجزائرية أنه مزج في عمله بين الدراما والكوميديا حيث كان الطفل “دينيز” الشخصية المحورية في أحداث الفيلم إذ يعود رفقة والده إلى القرية التي يسكن فيها جده أين يقف هذا الطفل البريء بنفسه على الخلاف الحاد الموجود بين أبيه وجده مما يولد عند الطفل عقدة نفسية تجعله يشعر دائما بالخوف
وقال المخرج شاقان إيرماك إنه سيلتقي طيلة أيام هذه التظاهرة السينمائية مع الممثلين والمخرجين، من باب التقرب من المجتمع الجزائري، الذي تربطه بالمجتمع التركي علاقات متينة، وهي اللقاءات التي قد تسفر عن إقامة مشاريع مشتركة في مجال الإنتاج السينمائي وأوضح المتحدث قائلا : “هناك لقاءات ستجمعنا مع ممثلين ومخرجين جزائريين من الممكن أن ينتعن عنها اتفاق على التعاون في المجال السينمائي
وأضاف إيرماك إنه اكتشف جوانب من السينما الجزائرية منذ عشر سنوات في مهرجان اسطنبول حيث تابع عدد من الأفلام ، واعتبر المتحدث أن السينما الجزائرية في بدايتها نحن أيضا مررنا بهذه المرحلة خاصة وان الجزائر اصطدمت بسنوات التسعينات والأكيد أنها ستشهد ازدهارا في السنوات القادمة.
ويشارك المخرج شاقان إيرماك في الأسبوع بفيلمين اثنين، وهو الذي سبق له أن أخرج 7 أفلام طويلة، موجهة للجمهور العريض، إضافة الى ستة مسلسلات كانت لها نسبة مشاهدة ومتابعة قياسية في تركيا وفي بعض الدول العربية، من ذلك مسلسل ”دار الكرم”، وأيضا ”دار الكوابيس”
وعبر البعض من الذين حضروا عرض الفيلم عن إعجابهم بالدراما التركية و بالمواضيع الإنسانية والعاطفية التي يتم تناولها في الأفلام والمسلسلات التركية ، وقد أشار البعض إلى أن نجاح الأفلام راجع إلى اختيار الأماكن الطبيعية الخلابة واعتماد مقياس الجمال في اختيار الشخصيات التي تجسد الأدوار الأساسية ، فيما أبدى البعض رغبته في متابعة أفلام تركية في مجال التاريخ بدل التركيز على المواضيع الاجتماعية
ويمكن للجمهور المولع بالأفلام التركية أن يستمتع طيلة أيام التظاهرة بالأفلام التي سيتم عرضها بمعدل ثلاث حصص يوميا وفي هذا الصدد سيتم اليوم عرض فيلم ” سحابة صيف”
للمخرج ماييز سيكنتيز وفيلم “جراح القلب” لمحرجه جينول ياراسي و معظم الأفلام مترجمة إلى اللغة العربية
المصدر: موقع الإذاعة الجزائرية – عقيلة رابحي