أمرت الحكومة الصينية شركات صناعة اجهزة الكمبيوتر الشخصية بتحميل برنامج ينقي محتوى الانترنت بدءا من أول يوليو تموز مما اثار مخاوف بشأن أمن نظم المعلومات اضافة الى حريات الانترنت.
وقالت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية في وثيقة ان برنامج "السد الاخضر-حارس الشباب" المجاني الذي صممته شركة جينهوي الهندسية لنظم الحاسب يمكنه تنقية "الكلمات والصور غير الصحية" بفاعلية.
وتجد شركات صناعة اجهزة الكمبيوتر الشخصية الاجنبية نفسها محصورة بين الحفاظ على منفذ لاسرع اسواقهم الرئيسية نموا ومخاوف تتعلق بأن البرنامج الاجباري سيعرض منتجاتهم للاختراقات الامنية اضافة الى اعطال محتملة.
وقالت الوزارة إن طلب تحميل البرنامج "هدفه تعزيز انجازات حملة الانترنت على المحتويات الاباحية والجمع بين العقاب والوقاية وحماية النمو الصحي للشباب وتعزيز تنمية صحية ومنظمة للانترنت."
ولا تزال اوجه كثيرة من البرنامج غير معروفة ولكن مصادر من صناعة الكمبيوتر تخشى ان يفتح قناة للتجسس الصناعي بالاضافة الى حجب المحتوى الذي لا يروق لبكين.
والصين لديها بالفعل نظام لحجب المواقع الالكترونية التي تعتبر مرفوضة. وتراقب شرطة الانترنت المواقع والمدونات ومواقع الانترنت الاخرى التي تحتوي على محتوى اباحي او محتوى حساس سياسيا.
وقال بريان تشانغ مؤسس شركة جينهوي "العطلة الصيفية تقترب ويخشى العديد من الاباء الصينيين مما سيراه اطفالهم عبر الانترنت. هذا هو الغرض من البرنامج."
وقال تشانغ لرويترز "حتى لو اردت استخدامه مثلا لمحتوى سياسي لا يمكنك لانه برنامج يميز بالصورة ويقتفي اثر الصور الاباحية."
وتقول النشرة ان صناع اجهزة الكمبيوتر الشخصية يجب ان يقدموا تقريرا للوزارة عن عدد وحدات الكمبيوتر المبيعة وحزم البرامج المحملة على اساس شهري في 2009 وعلى اساس سنوي بدءا من فبراير شباط 2010.
وقال تشانغ "استخدام البرنامج ليس اجباريا. يمكنك اغلاقه او الخروج منه اذا اردت. وبكلمة مرور يمكنك اغلاقه في اي وقت."
واضاف "انها وسيلة اختيارية لمنع الدخول على المواد الاباحية تماما مثل برنامج مكافحة المواد الاباحية في الولايات المتحدة."
وقال مسؤول بالصناعة رفض تحديد هويته خشية الانتقام من شركته ان فنيين اجانب اختبروا البرنامج وفشلوا في الغاء تحميله.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال أول من ذكر هذا النبأ يوم الاثنين.
والصين أحد اسرع اسواق اجهزة الكمبيوتر الشخصية نموا في العالم وتتوقع شركة جارتنر ان تقفز شحنات اجهزة الكمبيوتر الشخصية بنسبة تصل الى ثلاثة بالمئة هذا العام لاكثر من 42 مليون وحدة.
ويسيطر على السوق الصيني ماركات محلية مثل لينوفو وفاوندر برغم ان ماركات عالمية مثل اتش بي وديل وايسر لها ايضا نصيب كبير في السوق.
وقالت شركة ايسر انها لا تعلم بالشرط الجديد بينما قالت الشركة التايوانية المنافسة اسوستيك انها تعرف ولكن الحكومة الصينية لم تعلمها رسميا بعد.
وقالت المتحدثة باسم شركة ديل فايث برويت "مع باقي الصناعة... ندرس الامر ونعمل مع الحكومة المعنية والاطراف المعنية الاخرى سعيا الى توضيحات."
وقال تشانغ ان البرنامج سيكون مجانيا لمدة عام بعد ذلك سيدفع المستهلكون ثمن مواصلة استخدامه.
ومن جهة اخرى قالت السفارة الامريكية في بكين انها تشعر بالقلق من هذا الامر.
وقال متحدث باسم السفارة "سننظر في اي محاولة لتقييد حرية تدفق المعلومات بقلق بالغ وسننظر لها على انها محاولة لا تتوافق مع طموحات الصين في بناء اقتصاد ومجتمع حديث قائم على المعلومات."