انهارت المواطنة السعودية - شريفة - (21 عاما) في رواق المحكمة العامة في مدينة الدمام، بعد أن فاجأها القاضي بأنها امرأة مطلقة ومنذ عشرة أعوام. ووفقا لتقرير أعده الزميل خالد البلاهدي ونشرته "عكاظ"، تقول شريفة بعد أن استعادت هدوءها: ذهبت لأسأل عن زوجي الذي هجرني منذ عشرة أعوام، لأفاجأ بأنه طلقني منذ عشرة أعوام دون علمي، «إذ لم يصلني تبليغ لا عن طريقه ولا من خلال المحكمة»، مبينة أنها تستعد حاليا لقضاء فترة العدة بعد شهر وهو موعد الصك الأصلي للطلاق، الذي سيصلها من المحكمة.
وبالعودة إلى تفاصيل الزواج الذي ترويه شريفة على لسانها: والدي المتوفى قبل عامين، زوجني من رجل في السبعينيات من عمره ولديه زوجتان وأبناء وأحفاد وكان عمري في ذلك الحين عشرة أعوام، وبعد مضي ستة أشهر من زواجنا رماني زوجي أمام منزل أسرتي وتركني دون أن أعرف السبب.
وتتابع: دخلت منزل أهلي ولم أعرف وجهة زوجي ومكثت في المنزل مدة عشرة أعوام، عانيت خلالها أسوأ الظروف النفسية، والألم والحسرة والندامة، إذ فقدت طفولتي ولم أعلم كيف تم زواجي من رجل يكبرني ستة عقود، وكان يتعامل معي بوحشية، إذ لم يراع صغر سني.
وتزيد شريفة: ووصلت بزوجي درجة اللا إنسانية إلى أن يرميني في الشارع، ثم لم يكلف نفسه إبلاغي منذ تلك السنوات أنه طلقني، لكي أحصل على صك الطلاق وأعرف مصيري في الحياة، فأنا كما يقول المثل «لا مطلقة ولا معلقة».
وأكدت المواطنة شريفة أنها ستقاضي طليقها، كما سترفع دعوى ضد قاضي المحكمة الذي أصدر صك الطلاق ولم تبلغ به طيلة السنوات العشر الماضية، والتي قضتها في منزل أسرتها في ظروف قاسية وانهيار نفسي كبير، مطالبة بدفع الضرر الذي لحق بها.
من جهتها، قالت والدة شريفة إن ابنتها وقعت ضحية قرار خاطئ من والدها -رحمه الله-، فزوجها في سن طفولة، وجعلها تصارع الحياة مع رجل مسن، أحفاد أحفاده من عمرها، فيما هي طفلة تحتاج إلى من يعتني بها أصلا، مؤكدة -الأم- أنها كانت معترضة على زواجها، لكنها لم تتمكن من الوقوف أمام رغبة والد شريفة وزوجها الهرم. وأوضحت الوالدة أن ضعف حيلة شريفة جعلها حبيسة المنزل على مدار اليوم، تقضي أيامها في البكاء والحسرة، وبعد إلحاح شديد منها ذهبنا إلى المحكمة العامة للاستفسار عن زوجها الغائب، وكيف أنه لم يسأل عنها طيلة تلك الفترة، لنفاجأ فوق ذلك بطلاقها دون علمها.
من جهته، أوضح مدير مركز وفاق للخدمات الاجتماعية ووكيل شريفة المحامي فيصل العتيبي أن الفتاة كانت تعاني من تفكك أسري بعد وفاة والدها، مشيرا إلى أن شريفة أوكلته لرفع قضية للمحكمة الإدارية في الدمام ضد طليقها الذي هجرها وطلقها دون أن يبلغها طيلة الأعوام العشرة الماضية.
وأفاد المحامي العتيبي أن شريفة سترفع دعوى ضد القاضي الذي أصدر صك الطلاق ولم يبلغ موكلته أو تأخذ صورة منه.