الغدد اللبنية والتحولات بعد الرضاعة الطبيعية

بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع يتناول دراسة قام بها أحد الطلاب العراقيين حول التغيرات التي
تحدث في الشرايين المغذية للغدد اللبنية للأم المرضعة. أن الغدد اللبنية
Mammary Glands وضيفتها الأساسية هي أفراز الحليب وتغذية الطفل بعد
الولادة, وتعتبر الغدد اللبنية هي أحد مميزات Mammals بالأضافة للشعر
والأسنان. كسائر أعضاء الجسم يغذى بواسطة الدم عن طريق الشرايين فأن الغدد
اللبنية تغذى من قبل الشريان الصدري (في الأنسان) وينقسم الى شرايين أصغر
ثم الى الأوعية الشعرية التي تنتهي بالأوردة الصغيرة وتعيد الدم الى
الدورة الدموية ومن ثم الى القلب.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لقد أُثبت بما لايقبل الشك فيه أن الرضاعة الطبيعة (Full term of
lactation) للحول الكامل تعطي حماية للأم من سرطان الثدي, ولقد أشارت أكثر
الدراسات الى أن هذه الحماية هي بتأثير التغيرات في الهرمونات الحاصلة
أثناء الحمل وبعد الولادة (الأرضاع). الا أنه لم يتم الـتأكد ماهي الآلية
الفسلجية التي تعطي هذه الحماية. جاءت هذه الدراسة لتحاول فك هذا اللغز
ولتسلط الضوء على التغيرات الفسلجية التي تحدث في الغدد اللبنية أثناء
الحمل والرضاعة للحول الكامل بالأخص التغيرات في الشريان المغذي للغدة. لن
أدخل في تفاصيل الدراسة, ألا أنه ظهر أن أثناء الحمل بالتوافق مع الزيادة
في معدل ضخ الدم من القلب الى الأعضاء التناسلية الأنثوية خلال الحمل
ومنها الأعضاء التناسلية الثانوية (كلثدي), فلقد أشار عدد من الباحثين أن
الشرايين المغذية للثدي تتأقلم مع هذا التغير ألا أنهم لم يحددوا بالضبط
ماهي هذه التغيرات, وظلت الآلية شبه مجهولة. أثناء الحمل يرتفع معدل
أنسياب الدم في الشرايين (Blood flow) في الغدة اللبنية مما يؤدي الى
زيادة الضغط على الشرايين فتتحسس المستقبلات الفيزياوية (الباروسيبتر)
لهذا الضغط وتحفز العضلات الملساء المحيطة بالشريان المغذي للغدة اللبنية
(Mammary Artery) بالتقلص وتقليل أنسياب الدم (Blood flow). الحالة في
الشريان المغذي للغدة اللبنية عند الحمل, أن الشريان يتوسع التجويف المكون
للبطانة (Artery lumen) مع زيادة في سماكة الجدار العضلي للشريان
(Vascular smooth muscle) ويزداد المقطع الطولي للشريان بنسبة 1.5% وتكون
معدل مساحة التجويف على مساحة الجدار العضلي عالي, بعد الولادة وعند
الأرضاع يزداد تجويف الشريان الغدد اللبنية بمقدار 3 الى 4 أضعاف مع بقاء
المساحة الخارجية للشريان ثابتة (بمعنى أن الزيادة في مساحة تجويف الشريان
على حساب سماكة الجدار العضلي للشريان وهذا جديد في هذا المجال) وكان
المعدل مساحة التجويف على مساحة الجدار العضلي (منخفض جدا) وسماكة الجدار
صغيرة جدا. بعد الأنتهاء من عملية الرضاعة تحدث عملية تراجع في الغدد الى
الوضع الطبيعي السابق للحمل والرضاعة, لكن الدراسة أثبتت أن الشرايين
الغدد لم تعد الى الأبعاد السابقة بل أظهرت زيادة طفيفة قد تكون مهمة في
عملية حماية الأم من سرطان الثدي. حيث أن بالأضافة للهرمونات التي تفرز
موضعيا (Local secretion) الا أن الغدد اللبنية تعتمد على التحفيز
الهرموني (Hormonal stimuli) من الدم أيظاًز هنا جاءت الصلة بين التغير في
الشريان المغذي للغدة اللبنية وبين الحماية من سرطان الثدي, والدراسة
لاتزال جارية للتأكد من المستوى الهرموني وتغيره مع تغير أنسياب الدم
(blood flow) بعد تغير الفسلجي للشريان.
تم بحمد الله

ملاحظة: الموضوع ومحتويات الدراسة العلمية محمية بقانون
الحقوق الفكرية والنشر للكاتب, يرجى عدم أعادة طبع أو نشر المعلومات دون
الرجوع لصاحب الدراسة!