تعد سنة 2009 الأكثر أمنا في الجزائر منذ عام 1992، حيث تناقصت أعداد الاعتداءات الإرهابية بشكل محسوس، كما شهدت السنة الجارية القضاء على المئات واستمرار حركة التوبة.
وتجسد ذلك في القضاء على عدد من الإرهابيين واسترجاع كميات هامة من الأسلحة وإحباط العمليات الانتحارية و التفجيرات.
ويرجع هذا بفضل السياسات المنتهجة في أعلى قمة هرم السلطة، أبرزها سياسة المصالحة الوطنية ومواصلة الحرب على الإرهاب.
وكان رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، أكد مرارا على أن هذا المسعى هو خيار لا رجعة فيه.
و تأتي حصيلة سنة 2009 لتؤكد نظرة الرئيس الذي أبقى الباب مفتوحة لكل تائب وأمر بتوفير كافة الوسائل وتجنيد أعضاء الأمن الوطني والجيش الوطني الشعبي من أجل القضاء على الإرهاب والحد من العمليات الإرهابية.
وخلافا لما تميزت به الأعوام المنقضية، اتسمت سنة 2009 باستقرار أمني أكبر، حيث لم تسجّل أي عملية انتحارية على مدار الـ12 شهرا.
وصرّح وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين يزيد زرهوني، للصحافة أنّ الوضع الأمني ما زال يحقق نجاحات، مشيرا إلى أن المصالحة الوطنية كانت “عنصرا هاما” في هذا التطور، حيث سمح ميثاق السلم المطبّق منذ ثلاث سنوات بدفع ستمائة مسلح إلى وضع الأسلحة.
وأقرت أجهزة الأمن مزيد من الصرامة على طول المدن الكبرى، لجعلها بمنأى عن عمليات إرهابية استعراضية يريد الدمويون من ورائها إعطاء انطباع بقدرتهم على التعفين وزرع البلبلة.
كما شددت السلطات إجراءاتها الأمنية على مستوى 5 مناطق “ساخنة”، من خلال انتشار مكثف العناصر الأمنية بالقرب من المؤسسات الهامة ومراكز الأمن والسفارات الأجنبية والجامعات.
ويبرز خبراء الشأن الأمني أنّ عناصر الأمن تكيفت مع التقنيات الجديدة للمسلحين، وأساليبهم عبر الاعتماد على رقابة الكترونية متخصصة في الكشف عن المتفجرات، للحيلولة دون تنفيذ اعتداءات سريعة ومفاجئة في أوقات صعبة في الليل أو مع خيوط الفجر الأولى بما فرض رفع درجات الحيطة والحذر.
من جهة أخرى، تميزت سنة 2009 بدعوات الأمراء تجاه الإرهابيين إلى وضع السلاح و تسليم أنفسهم و الاستفادة من تدابير السلم و المصالحة الوطنية. و صدر في هذا السياق أفريل
الماضي نداءات من قبل أربعة عناصر من القيادات السابقة وهم المسؤول السابق للجنة الإعلامية للقاعدة
عمر عبد البرو المسؤول السابق للجنة الطبية أبوزكريا وأمير المنطقة التاسعة للتنظيم المسلح مصعب
أبوداود والأمير السابق لكتيبة الجند بالمنطقة الخامسة أبوحذيفة عمار في أول نداء إلى المسلحين للتوبة ووقف العمل المسلح والاستفادة من قانون السلم والمصالحة الوطنية.
و يرى خبراء أن منحى تراجع العمليات الإرهابية سيتواصل خلال السنوات القادمة خصوصا و أن أعداد الإرهابيين في تنازل مستمر و ستكون مقاربة شاملة للقضاء على المعضلة الإرهابية في الجزائر و هذا ما يوضحة محند برقوق خبير الشؤون الأمنية في التسجيل أدناه: