تعود اليوم الذكرى 18 على رحيل رئيس المجلس الأعلى للدولة محمد بوضياف الشهير بالطيب الوطني، المصادفة لـ 29 جوان 92، تاريخ اغتياله بمدينة عنابة، في جو يعود فيه الحديث على مآثر الرجل وتاريخه النضالي الحافل الذي تعود بداياته الأولى إلى 23 جوان من العام 1919، حين أعلن بدوار أولاد ماضي بالمسيلة عن ميلاد سي الطيب الوطني.. الحكاية التي بدأت عبر ربوع وطن كان أبناؤه يئنون فيه تحت غطرسة الاستعمار الفرنسي الغاشم الذي لم يسلم من جرائمه لا الحجر ولا الشجر ولا البشر ، فكان على الطيب أن يتماهى مع هذا الواقع، وينفتح وعيه على ترسبات المأساوية التي ظلت مستمرة من طرف السلطة الاستعمارية، فينخرط في حركة النضال، الذي يستمد فاعليته من سلطة العقل، الآلية الرئيسة في تفكيك المشروع الاستعماري والتغلب عليه.
وجوه تاريخية للحدث
وبهذه المناسبة يتم اليوم بمنطقة الباطن بمدينة بوسعادة بولاية المسيلة تنظيم الندوة التاريخية الأولى حول المسيرة النضالية للشهيد محمد بوضياف، من طرف جمعية مشعل الشهيد الوطنية بمعية العديد من الفعاليات بالمدينة، حيث من المنتظر أن يشارك فيها عدد من الأسماء التي هي علاقة بمسار الرجل وفكره النضالي، من بينهم عبد الحميد مهري وأحمد علي مهساس، ولحسن زغيدي ومحمد عباس علي بن محمد، والرائد عمر صخري ومجموعة من رفاق الدرب.
مسيرة نضالية حافلة
الندوة ستتطرق إلى رحلة الطيب الوطني انطلاقا من انضمامه إلى صفوف حزب الشعب الذي رفع رهان تحرير الأرض والإنسان بفضل مناضليه من أمثال الطيب الذي أصبح عضوا في المنظمة السرية، ثم عضوا في حركة انتصار الحريات الديمقراطية، بعد عودته إلى الجزائر في العام 1953 ليكون أحد المساهمين في تنظيم ميلاد اللجنة الثورية للوحدة، حيث كان من بين أعضاء مجموعة 22، المفجرة للثورة التحريرية، الثورة التي تغلغلت في الفكر الجمعي الجزائري ، فلم توقفها حادثة اعتقاله في 22 أكتوبر 1956، في حادثة اختطاف الطائرة التي كانت تقله ورفقائه من المغرب إلى تونس من طرف السلطات الاستعمارية.
كما ستتطرق إلى نشاط الشهيد بعد الاستقلال، انطلاقا من سبتمبر 1962، تارخ تأسيسه حزب الثورة الاشتراكية الذي لم يعمر طويلا ، إذ قام بحله في العام 1979، بعد وفاة الرئيس الراحل هواري بومدين، ليتفرغ لأعماله الصناعية، حيث كان يسير مصنعا للآجر بالقنيطرة في المملكة المغربية.
وفي جانفي 1992، بعد استقالة الرئيس الشاذلي بن جديد، استدعته الجزائر لينصب رئيسا للمجلس الأعلى للدولة، غير أن المسيرة النضالية للرجل توقفت في 29 جوان من نفس السنة إثر إغتياله في مدينة عنابة.